أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريم عبدالله هاشم - من جد لم يجد














المزيد.....

من جد لم يجد


كريم عبدالله هاشم

الحوار المتمدن-العدد: 5178 - 2016 / 5 / 30 - 17:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تربينا جميعنا على ان :
(( من جد وجد )) و (( من سار على الدرب وصل )) و (( من طلب العلا سهر الليالي )) .
تمت تحشية أذاننا وشحن عقولنا بهذا المنطق وبهذه (( الفلسفات )) .
ولم نكن متفهمين جدا ونحن صغارا لازلنا نتهجى الخطوط ونقرأ معالم الطرقات التي أمامنا لمايعنيه أسلافنا بوصاياهم هذه برغم حكاوي المساءات الطويلة التي سمعناها منهم بهذا الخصوص ، وقليل جدا منا من تفهم أبعادها ومعانيها ، وانقاد وراءها بحيث أصبحت له منارا يتمسك به وهو يقلب دفاتر القراءة أو الفروض المدرسية .
كان أسلافنا يعون جيدا أبعاد حثهم لنا بهذا الأتجاه لغرض أن يوفروا لنا نصيحة (( صادقة )) وتوجيه مجاني ، عسى أن نتجاوز نحن الأهمال الذي تعمدوه (( هم )) في أيامهم والذي أوصلهم بقدر أو بآخر الى حالة الندم ولوم الذات على مافاتهم وعلى ماضيعوه يوما من نصائح لم يتمعنوا بها جيدا أيام بداياتهم .
لقد كانت الغاية لديهم من وراء نصحنا هو أن : (( نجد . . ونصل الى العلا )) . والعلا لديهم هو : أن يكون لك شأن وأهمية ، ويكون لك قيمة اعتبارية في زمانك ، و(( من خلال ذلك )) يتوفر لك العيش الرغيد الكريم . .
انها غايات وحاجات انسانية بحته ، فيها من الغاية المعنوية والأجتماعية و (( القيمة )) مايطغى على الغاية المادية النفعية . فقد كان أبي وأبيك وأمي وأمك سيسرون كثيرا لو قيل لهم ان ابنهم طبيب يعالج الناس من أمراضهم أو مهندس يحدث ويجدد البلاد أوقائمقام ووجيه يتصدى لحلحلة مشاكل العباد الصغيرة والكبيرة بتفاني ونكران ذات ، أكثر مما كانوا سيسعدون لوقيل لهم ان ابنكم غنيا أو صاحب ثروة .
القليلين منا من توفرت لهم فرصة أن تنطبق عليهم هذه الأمثال (( فوجدوا ، ونالوا العلا )) وفق هذه الأعتبارات ، وذلك بسبب وبحكم (( الأرجوحة )) التي (( نتأرجح )) بها جميعا صعودا ونزولا ، وبحكم ماتخلفه علينا التقلبات و (( عجلات )) الزمن المربوطة بحلقات متصلة تمتد الى ماهو أبعد كثيرا مما كان يتمناه أبي وأبيك وأمي وأمك . هذه (( الأراجيح والدواليب )) التي أدخلتنا في (( اللامفهوم )) ! وفي دوامات العجز والمتاهة .
هذه الأنحناءا والأنكسارات والتقوسات والتقلبات في الأوقات والأزمان هي التي فرضت علينا (( للأسف )) مفاهيمها وفلسفاتها وأمثالها و (( حكمتها العجيبة )) ! وقوانينها .
فقد أصبح اليوم (( الرجل )) ذو الأهمية والشأن والقيمة والأعتبار هو من : (( يخلي بالسلة رقي )) أو من (( يجيب نقش )) أو هو البطل الذي (( مئة قلبة ولاغلبة )) .
رأينا كم من مجد ومكافح وعصامي وساهر ودارس ومتعلم وصاحب شهادة لم يتمكنوا من تحقيق أبسط الغايات التي تليق بهم ، وكم من مثابر وجاد وعامل بكد ومثابرة ، يتعب على نشاطه ومشروعه وخطوته ، و(( فجأة )) تنقلب به المقادير والموازين و(( ينكفيء الفوق تحت والتحت فوق )) .
ورأينا عبر الأزمان ، وسنظل نرى ، كم من خامل وكسول وجاهل لم (( يجد )) أو يكافح كما يجب لكنه قد (( وجد )) ، وكم من امعة وقميء لم يسهر الليالي ولكنه تبوأ أماكن في العلا ، وكم من لص ومنحرف قد واتته فرصة في ظروف منحرفة أو وقعت تحت يده غنيمة ما فتحول بقدرة قادر الى وجيه وكبير يتصدر ركب ما ، ويتحدث عن العدالة والمباديء والقيم والأعراف ويلمع للناس تأريخه المجيد ، و(( يعينه )) الناس على تجميل وتعظيم صورته لغايات في نفوسهم .
ستستمر هذه السلسلة بالتكرار في ظل مايحصل ، وسيستمر آباؤنا وأمهاتنا يرددون ان من جد وجد ومن طلب العلا سهر الليالي ، لأنهم لن يتخلون عن نشيدهم وحلمهم (( بالعدالة الأجتماعية )) التي يتوجب أن تتحقق ، وهذه العدالة هي (( جزء )) وحلقة من حلقات منظومة كاملة وعادلة من النظم والقوانين والوعي والدساتير التي يجب تحقيقها .

كريم عبدالله هاشم
[email protected]



#كريم_عبدالله_هاشم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين ملك هاشمي وسلطان نجدي : تبعثرنا
- سقوط القلعة
- النشيد الفلسطيني (( قراءة نقدية في رواية - مصائر - للكاتب - ...
- ماتحمله معك
- الكتابة في درجة -40 (( قراءة نقدية في رواية - كيف تقتل الأرن ...
- تبديل أذرع الفساد
- الحبل حول رقابنا مجددا
- راشد الذي لم يزرع
- لو (( حريج )) لو (( غريج))
- هل تحولنا الى تماسيح ؟
- لكي ننهض من الخراب (( كراس الأصلاح - اطار وآليات الأصلاح الم ...


المزيد.....




- إغلاق المخابز يفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، ومقتل وإصابة أل ...
- هل يهدد التعاون العسكري التركي مع سوريا أمن إسرائيل؟
- مسؤول إسرائيلي: مصر توسع أرصفة الموانئ ومدارج المطارات بسينا ...
- وزارة الطاقة السورية: انقطاع الكهرباء عن كافة أنحاء سوريا
- زاخاروفا تذكر كيشيناو بواجبات الدبلوماسيين الروس في كيشيناو ...
- إعلام: الولايات المتحدة تدرس فرض عقوبات صارمة على السفن التي ...
- الولايات المتحدة.. والدة زعيم عصابة خطيرة تنفجر غضبا على الص ...
- وفاة مدير سابق في شركة -بلومبرغ- وأفراد من أسرته الثرية في ج ...
- لافروف يبحث آفاق التسوية الأوكرانية مع وانغ يي
- البيت الأبيض: ترامب يشارك شخصيا في عملية حل النزاع الأوكراني ...


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريم عبدالله هاشم - من جد لم يجد