حسن العاصي
باحث وكاتب
(Hassan Assi)
الحوار المتمدن-العدد: 5177 - 2016 / 5 / 29 - 02:48
المحور:
الادب والفن
بنات القرية
فراشات يسكنّ مواويل المطر
يلتحفون وحشة المراجيح
يشبهن خبّيزة الحقل
ضحكتهنّ
مثل زهر النارنج
على نوافذ الإنتظار
منذورات هنَ
للشجر الأسود
قلوبهنّ كالينابيع
تولد في أُوار الرمل
قلوب بعطر النعناع
هنّ قناديل للصلاة الطاهرة
يَسْرَحْنَ مع الحملان الصغيرة
كل يوم
كلّما تنفس الصباح
يَعْجُنَّ سَفَر الأحبّة
بطعم العيد
ويفور حزنهنَّ كالتنور
يَسْتَنبطنَ الأهازيج
من وقد الحطب
حين يهلّ الليل
وتستيقظ الأحزان
يقتسمنَ الأرغفة
مع أزهار القمر
والأحلام الصغيرة
بعيدة مسافة رحيل
تغفو على الشرفات المتناثرة
في المدينة البعيدة
ينسدل السواد على وحدتهنّ
كأن هذه الجراح
قديمة
كهذا الحزن الموروث
صبايا القرية
أقدام دامية
ودروب لا تسير
دفنتها خطى المواعيد
تُثقلهنّ الدروب الضيقة
يتعلمنّ أسرار النقش
على الأكواب الضريرة
يتهامسنَ
يثرثرنَ بعثرات الصِّبا
يرسمنَ جدولاً
يتدفّق منه رُسل الربيع
يبكينَ وجوه عبرت
في ضباب العناوين
رتيب لون الطريق
والوجوه النحيلة تُربكها
صور القناديل
في المناديل المزخرفة
تراهم ينصتنَ
لأغاني الموسم
زعتر الحكايا يطفو
على العيون الناعسة
سراَ
بنات القرية
مازلنَ
مثل حوريات المروج
يُطلقنَ في رأد الضحى
أجنحة تليق بهنَّ
يمضينَ
حيث فاكهة الله
وسلال النعم
حيث الريح
تهب الطيور مسكنها
#حسن_العاصي (هاشتاغ)
Hassan_Assi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟