أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - دجاسم العزاوي - -فدعانا الله الملك الحق- ارادات دولية أحبطت إنتفاضة شعبان














المزيد.....

-فدعانا الله الملك الحق- ارادات دولية أحبطت إنتفاضة شعبان


دجاسم العزاوي

الحوار المتمدن-العدد: 5176 - 2016 / 5 / 28 - 02:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"فدعانا الله الملك الحق"
ارادات دولية أحبطت إنتفاضة شعبان

د. جاسم العزاوي*
تبطل أية قوة من دون الله، ويتفند أي طرح ينافي تعاليمه؛ تلك هي فطرة المؤمنين، الذين وجدوا في إنهيار الطاغية المقبور صدام حسين، سانحة تاريخية لأعادة إنتشال العراق، من درك هاوية الباطل، الى علياء جادة الحق.. نورا يعيد بهاء حلم مؤجل منذ 17 تموز 1968.. الانقلاب الهمجي، الذي تواصل مع سلسلة خسف العسكر بالدولة.. دولاب دم، لا توقف له.
تكاثف التاريخ، مثل هواء ثخين، إكتظ به الفضاء.. خانق، يعتصر ابناءه، وهم يرون جبروت صدام يترنح؛ وقد هزم الجيش طريدا من غزوه الكويت؛ فبادروا الى محاولة دفعه، يعجلون سقوطه؛ لكنهم هم الذين تهاوى صرحهم، بدعم تلقاه صدام من إرادات عظمى، تجلت صراحة، في دول إقليمية، منعت إنهيار حكمه، برغم عداءها معه؛ لأسباب "أثنية – طائفية".
وقفوا الى صفه، ضد الشعب العراقي، تحت هاجس لئيم: "صدام ضعيف، ولا حكم طائفة معينة" إنضموا له، وإنسحيت معهم أمريكا، التي كانت تقاتله بشغف مجنون، قبل ثلاث ساعات من إشتعال فتيل الانتفاضة الشعبانية، في آذار 1991، بل حتى المنظمات الانسانية "ضمت روسها" متغاضية عن الفظاعات البشعة، التي إرتكبها مجموعة من ساديين يتلذذون بذبح الناس بعد تعذيبهم.. إذلالا.
ما يعني ان الانتفاضة نجحت بإستفزاز الدول العظمى، وإستوقفتها للتفكير بنا، كمتغير رياضي قادر على اعادة توزيع حدود المعادلة؛ لأن العراق بلد ذو معايير غرائبية متطرفة، يقدم الدلائل المقنعة، بتصوفه الرباني مع ذات الشخصية، التي يتنكر لها، متنصلا من عهود الولاء، وهو غير عارف، لماذا هام وجدا بتقديس شخصية، لم تقدم له عونا، ولماذا ناصبها العداء، ذات وهن ألم بها.
هؤلاء هم العراقيون، وتلك هي تركيبتهم "السوسيولوجية – الاجتماعية" لذلك صفى الاضداد عداواتهم؛ للإجهاز على الانتفاضة؛ لأنها خارج سياق المخطط الكوني الذي يهيمنون به، على مستقبل العالم،...
لكن الثوار عاشوها بإعتبارها دعوة إلهية تلقوها من جلال الله، إستجابوا لها، ولم يستجيب القدر، الا بعد 13 عاما، على يد الجيش الامريكي؛ بشكل بلبل الموقف وأحرج المجريات، قياسا بما لو تحرر العراق، على يد شعبه، أوان الانتفاضة...
لكن تأتي متأخرة، خير من من الا تأتي، ما يجعلني محيطا بتمام الفكرة: "الحمد لله لأن أمريكا أسقطت صدام، لكنها ليست مشكورة، ولا فضل لها علينا؛ لأنها أسقطته لأسبابها الخاصة.. شأن بينها وبين صنيعتها.. عامل عق الأسطة، أو أسطة إستغنى عن صانعه.. لسنا معنيين بشكرها؛ الذي كنا سنغدقه مدرارا عليها، لو لم تخذل الانتفاضة".
فضلا عن بشاعة الهمجية، في الاجهاز على الانتفاضة، والعالم المتحضر يتفرج، تُرِكنا ثلاثة عشر عاما، لرحمة طاغية سادي.. مهووس بالدم وتعذيب الاخرين، ينكل بالشعب العراقي كله، مكرسا "العقوبات الدولية – الحصار" أضعافا مضاعفة.. اوهنت العظم ودقت اللحم وخارت لها القوى وإهتزت العزائم، مستخذية، فالجوع ابو الكفار.. والكل إصطف مع الجوع الكافر "ما دام الصف الآخر يسجد من ثقل الاوزار" كما قال الشاعر مظفر النواب في قصيدته الشهيرة "الوتريات".
إنتفاضة شعبان، إنبثقت شرارتها الأولى بعفوية الانسان التلقائي، إذا ما إحتقن، ولو ان تدفق زخم هذا الانفلات من ربقة الارهاب الصدامي، عاد عسكرياً محنكاً، حاول تصنيع خامته، ولم يفلح، وسعى الى طمأنة الدول العظمى الى مصالحها في العراق ومحيطه الدولي، ولم يتقبلوا منه شعبه قربانا.. بل صار مسخا وقرقوزا.. عرض عليهم ان يقاتل لهم إيران مرة ثانية، فسخروا منه، حصروه في كماشة السقوط، رويدا رويدا، الى ان نضجت الفاكهة، فقطفوا تمثاله، من ساحة الفردوس، ظهيرة الاربعاء 9 نيسان 2003.
لكن "مشيناها خطا كتبت علينا.. ومن كتبت عليه خطا مشاها" فقدر العراقي ان يتحمل شخصية هوجاء مغرمة بالـ "مكاون" يعقبه فاسدون، يضعون الشعب أمام خيارات أحلاها مر.
قبح الله الوجه المتضامن مع جبنه، وحيى الله الشجاعة التي انقذت شعبا من نفسه.. أقالت عثراته، وكل عام وشهداؤها، في مراقي الجنة خالدون.
*د. جاسم مطشر ثامر العواد العزاوي.. طبيب ومحامٍ واعلامي



#دجاسم_العزاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -لم يكن من النوع الذي يجب أن أقلق بشأنه-.. تفاصيل جديدة عن م ...
- نجيب ساويرس يمازح وزيرة التعليم الجديدة بالإمارات: -ممكن تمس ...
- كسرت عادات وتقاليد مدينتها في مصر لترسم طريقها الخاص.. هبة ر ...
- من هو جيه دي فانس الذي اختاره ترامب نائباً له في رحلة ترشحه ...
- حرب غزة: قصف لا يهدأ على وسط القطاع وجنوبه وإصابة جنود ومستو ...
- ألمانيا تحظر مجلة -كومباكت- اليمينية المتطرفة
- مكتب نتنياهو ينفي تلقي إسرائيل رفضا من -حماس- بخصوص مواصلة ا ...
- -حماس- تنفي وجود خطط لعقد اجتماع ثنائي مع -فتح- في بكين
- -روسكومنادزور- تطالب Google برفع الحظر عن أكثر من 200 حساب ع ...
- علاج واعد يوقف الشخير نهائيا


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - دجاسم العزاوي - -فدعانا الله الملك الحق- ارادات دولية أحبطت إنتفاضة شعبان