أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - كفاح حسن - من ذاكرة الأيام .. حاجي بختيار














المزيد.....

من ذاكرة الأيام .. حاجي بختيار


كفاح حسن

الحوار المتمدن-العدد: 5175 - 2016 / 5 / 27 - 00:43
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


في مثل هذا اليوم في عام 1983, دخلت مع مفرزة قادمة من المنطقة الجبلية الساحرة روست إلى قرية سيلوه الواقعة داخل الأراضي الإيرانية.. كنت متشوقا للقاء أخي وضاح, و كوكبة أخرى من الرفاق الذين قد تعرفت عليهم سواء في كربلاء أو بغداد أو بيروت أو براغ.
و لوصولنا المتأخر للقرية أرسلنا للمبيت على عجل في مقر سرية الكوي, و الذي كان آمرها الشهيد بكر جولا. و هناك تعانقنا و الدموع تسيل من عيوننا, أنا و أبو شهدي, و الذي كان من أنصار السرية..
أبو شهدي, التقيته في مخيم صبرا في بيروت في ربيع عام 1979. حيث كان يعمل في مقرات الجبهة الديمقراطية..و كانت لقاءاتنا شبه يومية. و رغم المنع الحزبي, ذهبنا سوية لأكثر من مرة إلى سينما التياتر في وسط البلدة في بيروت..و عندما نهدد بفضح أمرنا, يبرر أبو شهدي زيارتنا, بأننا زرنا المكان الذي أعلن فيه تأسيس الحزب الشيوعي السوري اللبناني!
لم أكن أجيد التحدث بالكردية وقتما وصلت سيلوه. و كان معظم أنصار السرية لا يجيدوا التحدث بالعربية. و شعر النصير حاجي بختيار بموقفي الحرج. و بدأ يحدثني بعربية جميلة. عربية بلكنة كردية, أو بالأحرى مرزانية!
و مرزان هو إسم عشيرة كردية صغيرة تسكن سهل أربيل و كذلك قرية مرزان في سهل كويسنجق الغربي, و في هذه القرية ولد حاجي بختيار. و عدد كبير من أبناء هذه العشيرة قد إنخرطوا في صفوف الحزب الشيوعي. و حسب الرواة, فإن هذه العشيرة من أصول عربية من منطقة الحويجة. و بسبب العداوات, هرب أبناؤها إلى سهل أربيل. و من أبناء هذه العشيرة المعروفين الآن, كوسرت رسول, نائب رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني.
و كان حاجي بختيار قد جرح في ذراعه خلال معارك الإقتتال الداخلي في سهل أربيل ووادي باليسان. و كان ينتظر دوره للسفر إلى براغ لغرض العلاج .
و حدثني فرحا بأننا محظوظين لوجودنا في سيلوه. حيث فيها أجمل الصبايا و النساء في المنطقة. و هن متميزات بحركاتهن الراقصة و غنجهن المدمر. و في حديثه المفصل عنهن يثير المشاعر الكامنة عند أبو شهدي و يسرع من أنفاسه و كأننا داخل سينما التياتر. ولكن حاجي بختيار يقطع سلسلة حديثه متأسفا من إن صبايا القرية لا يقتربن من مقر السرية, بسبب من رائحة الثوم من أبو شهدي و بقية أنصار السرية. حيث إعتاد أنصار السرية على إلتهام الثوم الطازج بدعوى إنه يحافظ على قوتهم و صحتهم.
و بعد أيام غادرت سيلوه مع المفارز المتوجهة إلى قنديل و بشت ئاشان, و غادرنا حاجي بختيار مع مفرزة من الجرحى إلى الخارج للعلاج.
و في صيف عام 1985, عاد حاجي بختيار من سفرة العلاج بقوة و عزم شديدين. و إلتحقنا أنا و هو سوية للعمل في مكتب سرية الكوي مع الصديق العزيز محمد الحلاق. و لقد ساد التعاون بيننا بشكل إنعكس على النجاحات التي حققتها السرية سياسيا و جماهيريا و عسكريا .
لقد كان لحاجي بختيار شخصية مرحة و يعشق المزاح. و كان أهل القرى يمزحون معه عندما يعرفوا بإنه من قرية مرزان. حيث يتهم أبناء القرية بأنهم حرامية, بسبب من إنهم المرزانيين الوحيدين في المنطقة. فيذكرهم الحاجي بمقولة مشهورة في المنطقة. و معناها بالعربي هو.
ليس أي حرامي في المنطقة من أهل مرزان
و لكن أهل مرزان كلهم حرامية!
و تقع مرزان عند حقول نفط شيواشوك, و قرب قرية إيلنجاغ المشهورة بدور أهلها السياسي في المنطقة.
لقد أصبحت علاقتنا أنا و حاجي و محمد الحلاق علاقة أخوية و متينة. و لم يفرقنا سوى الأنفال التي أحرقت الأخضر و اليابس. حيث إنسحب محمد الحلاق مع مفارز الأنصار نحو الحدود. و بقيت أنا مع المفارز البارتزانية في المنطقة. و إلتحق حاجي بختيار للعمل في التنظيمات الحزبية السرية في المدينة.
و من المدينة جاء الخبر المفزع بإستشهاد البطل حاجي بختيار بعد وشاية لخائن رمته في غياهب السجون و ليستشهد نتيجة للتعذيب القاسي الذي تعرض له..
المجد للشهيد البطل حاجي بختيار..الإبن البار للعراق



#كفاح_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وجوه لاتنسى
- ليلة ليست كبقية الليالي..
- اعتداء مرفوض على شروق العبايجي
- شكر..و توضيح
- تأريخ نضالي حافل..لابد له أن يستمر
- الشهيد شالاو..ذكريات برائحة الدم و الأرض
- و الله عيب!
- كفكفي دموعك يا تكريت
- حديث هاديء وسط سعير النيران
- إنطباعات
- الشيخ القزويني يشعل نيران الحرب الأهلية
- دروس و عبر
- الداخل و الخارج..و مهرجان الأنصار!
- رفاق خالدين في معركة مصيرية
- إحتضار الحجاج الكردي..
- في ليلة الصعود الى السماء
- الليل و القمر .. وبهاء
- فداءا لمثواك من مضجع
- فارس كربلائي في وديان قنديل
- في الذكرى السادسة لرحيل وضاح


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - كفاح حسن - من ذاكرة الأيام .. حاجي بختيار