عامر سليم
الحوار المتمدن-العدد: 5174 - 2016 / 5 / 26 - 09:26
المحور:
الادب والفن
في ربيع العقد السابع من قرن ٍ مضى
ازهرت شتلات الروز الاحمر
كالعاده
في نادي كلية الهندسه
حملت روزه بأنتظار حبيبة العمر
كان باب المعظم يعج بالحركه وصوت عبد الوهاب يأتي من مقهى مجاوره
(يا ورد يا احمر قول لي ده مين جرحك
جرح شفايفك وخلى على شفايفك دمل.. يا ورد ليه الخجل فيك يحلو الغزل....)
حينما قدمت لها الورده مرتبكاً
فاجأتني بالسؤال
انت شيوعي ؟
اجبتها بهمٍ وارتباك ..ما انا الا العاشق الولهان
وكان الصمت حديثنا الخافت
تطَلعتْ معي الى النافذه وكان جوق من الطلبه فرحين بــ (طريق الشعب)
ابتسَمتْ
اجبتها بأبتسامةٍ قلقه
وكان مصوّر الكليه (وكيل الامن) يبادلنا الابتسامه!
وهو يلتقط لنا صوره
...
في ذلك العقد من قرن مضى
كان الربيع قصيراً ..
كالعاده
وكان عمر الروز الاحمر اقصر...
كالعاده
وكان ذبوله نذير خراب البستان
....
مضت عقود على ذلك العقد الذي مضى!
ادمنت شرب (العرقْ) في نوادي شارع السعدون
وأتأبط كل ليلةٍ ديوان (أزهار الشر)
(أنا الجرح والسكين
أنا الضحية والجلاد
أنا غرفة انتظار عتيقة
مليئة بالورود الذابلة
يملؤها خليط عجيب
من أزياء فات زمانها
ولا يتنفس فيها عبير عطر مسكوب
إلا الرسوم النائحة...)*
...
تركت ديوان الازهار في مكتبتي القديمه خاناً للدود
وتركت خرائب البستان بعد ان صارت مقبرةً بلا حدود
فالروز ذبل و صار بلا الوان وشواهد القبور احجار بلا عنوان
ولكنني مازلت مدمنا على سماع عبدالوهاب
(يا ورد مين يشتريك وللحبيب يهديك
يهدي إليه الأمل)
*من ديوان ازهار الشر لبودلير
#عامر_سليم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟