مارينا سوريال
الحوار المتمدن-العدد: 5174 - 2016 / 5 / 26 - 09:26
المحور:
الادب والفن
الفصل الثالث
عمودان...محاق
كانت اخبار الراحلين عن المدينة مع رائحة الدماء تزكم الانوف ،لم يستطع احدا ان يدير راسه الى الداخل من الراحلين،صارت جثث الموتى فى وسطهم يحملونها على المحفات ،اغلق اهل المدينة النوافذ كان الخوف ،الخوف هو من دفعهم يلقون ببواقى ثمارهم التالفة وهم يغلقون نوافذهم فى طقس صامت حزين يتناقلونه فى سبات ...ماذا لو شعر اصحاب العباءات بمقتهم ؟...
كانت الصغيرة تراقبهم بمقت كانت تقول انها اكثر من تكرههم فى المدينة يغمرها الفرح لرحيلهم الان يمكنها ان تشعر بالتطهر من جديد..كانت تلك الاخرى سترحل معهم لن يعرف وسطهم من كانت امها سترحل حاملة معها دمائها المنجسة ستنتزعها هى من روحها لن تكون محظية مثل جداتها ولن تسمعها تردد على اذنها ذلك من جديد ..كانت تكره اجدادها السابقين حطمت كل التمائم لم تبقى على ولا واحدة...تذكرتها تسخر من تميمتها ضمتها بيدها جيدا..هى ليست تميمة رددت ..كانت تنتظر رحيلهم ان تكرهتلك المدينة التى امتلئت برائحة انفاسهم يوما ..تريد ان ترحل بعيدا ناحية الصحراء..ستفعل تبتسم وهى تغلق نافذتها ..
كان صوت الريح يضرب اذنها تقشعر...تعرف ان الرياح ليست من تجعلها ترتجف الان..كانت تمتمت بمزيد من الكلمات لكنه لايزال هنا انه الوحيد الذى يصعد الى هنا لم ترى احدهم منذ سنوات ..سنوات طويلة قد مرت كفت هى عن العد ولم تعد تبالى بها..لكنه يصعددائما لملاقاتها ..فكرت ان عليها الرحيل الى الجانب الاخر من الصحراء...لم تعرف انه سيتبعها!..
#مارينا_سوريال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟