أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد الدحاني - بنهمور الانسان














المزيد.....


بنهمور الانسان


محمد الدحاني

الحوار المتمدن-العدد: 5173 - 2016 / 5 / 25 - 19:35
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


بنهمور الانسان.
ذات يوم من السنة الفارطة تعرفت صديقي محمد بنهمور ، كنا قد قررنا جميعا أن نحتفل بذكرى تعارفنا هذه السنة ونجعل من هذا اليوم عيد التعارف، لكن لظروف خارجة عن ارادتنا منعتنا من هذا. لذلك لم أجد غير ذاكرتي، وهي التي أسعفتني وعادت بي إلى تلك اللحظة بالذات.
كانت أوضاع عائلتي جد صعبة، أغلب أفراد عائلتي كانوا متابعين قضائيا اختلفت الأسباب والتهم لكن المضايقات المخزنية واحدة. نتج عن هذه المضايقات اعتقال شخصين من أسرتي حكموا بست سنوات نافذة، وبعضهم بشهور موقوفة التنفيذ. كانت وقتها فترة الاستعداد للامتحانات الجامعية للدورة الخريفية. عدت الى القنيطرة بعدما حسم القضاء في أمري ولم يتبقى للامتحانات إلا ثلاث أيام.
دخلت المقهى طلبت قهوتي وأربع سجائر من النوع الرديء "ماركيز" ارتشفتها الواحدة تلو الآخرى بدون أن أحرك حتى عينيي، وأنا أرتشف سجائري وفي الوقت نفسه أخطط في برنامج استعدادي، فتحت محفظتي أخرجت كتاب صغير بعنوان "سوسيولوجيا الثقافة" لصاحبه طاهر لبيب. لأن مادة سوسيولوجيا الثقافة كانت مبرمجة هي الأولى في برنامج الامتحانات. هذا الكتاب كان مقترح من طرف الأستاذ المخصص لتدريس المادة. ربما عنوان الكتاب دفع صديقي للحديث معي. فوجه سؤاله لي: واش سوسيولوجي أ صديقي؟
قلت له : نعم
ثم حنيت رأسي واستمرت في قراءة الكتاب غير مباهي تماما بصديقي، كنت غير مستعد لتضيع دقيقة من وقتي فأنا لحد الآن لم أطلع على أي درس وهذا/صديقي؛ قد يكون فقط يقوم بالمراجعة الأخيرة. هذه هي الفكرة التي راودتني حينها.
بادر صديقي من جديد بالحوار، بل وطلب مني أن يشاركني المراجعة. طلبت سيجارة جديدة ثم وافقت على طلبه. صديقي أيضا كانت له ظروفه الخاصة التي منعته من الحضور للمحاضرات وأيضا من الاستعداد في وقت مبكر كما يفعل عموم الطلبة ، فعلا شكلنا ثنائي رائع في المراجعة، بدأنا نلتقي كل يوم من الثامنة صباحا الى العاشرة ليلا، راكمنا المعرفة في وقت وجيز وإستوفنا الفصل الدراسي بنجاح.
بعدها قمنا بالتعرية النفسية لبعضنا صرحنا لبعضنا عن مواقفنا في العديد من القضايا منها: النظام القائم، الأحزاب السياسية، الحب، الجنس، الدين...، عرفني على العديد من المفكرين على رأسهم السيد القميني، شحرور و النجار....ثم قررنا أن ننقطع عن التدخين.
كان دائما مسامحا معي، فكلما اتفقنا على موعد اللقاء إلا وتأخرت عنه بساعة وتارة أكثر، كان يقبل اعتذاري دون أن يسألني عن سبب تأخيري. كان دائما يستقبلني بحفاوة.

تلكم بعض الإشارات القليلة التي التقطتها من هنا وهناك في علاقتي بصديقي، وهي إشارات تدفعني إلى الإقرار بوجود ما لا يتناهى من الادراكات، وهي ادراكات ذات فعالية كبرى، وكان لها الأثر الكبير في تكوين وتوجيه ووشم شخصية جديدة كطالب علم الاجتماع. هذه شهادة ستجعل حاضرنا ممتلئا بالمستقبل ومحملا بالماضي.
مهما قلت، ومهما تذكرت، ومهما أمعنت، سيظل صديقي حاضرا في ذاكرتي وفي مساري، أستحضره في كل لحظة وفي كل حدث، صديقا وإنسانا، بل ومهما قلت فإنني لن أفيه حقه، إنه أشمل وأسمى وأعظم وأرقى من كل ما قلت، وأختم أنه هو من تكلف بدفع الفاتورة ذاك اليوم.



#محمد_الدحاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاباحة الجنسية
- السرقة الجنسية
- الصيام الجنسي
- نعم أخشى؟
- مكانة المرأة
- ضربة تحت الحزام: مقدمة لحوار لازال مؤجل
- الأساتذة المتدربون: قنبولة موقوتة


المزيد.....




- المغرب.. كشف تفاصيل ضبط خلية -الاشقاء-
- الجيش الأمريكي يعلن استهداف -أحد كبار قيادات- تنظيم تابع لـ- ...
- مجلس الشيوخ الأمريكي يقر تعيين دوغ بورغوم وزيرا للداخلية
- مباحثات إيرانية قطرية حول اتفاق وقف إطلاق النار بغزة ولبنان ...
- ترامب يعلق على تقارير سحب القوات الأمريكية من سوريا
- روبيو: ترامب مقتنع بضرورة حل الصراع في أوكرانيا بالوسائل الد ...
- واشنطن: استمرار الصراع يدمر أوكرانيا ويفاقم خسائرها في الأرا ...
- المغرب.. تفاصيل دقيقة حول الآليات والمواد والمساحيق التي تم ...
- الولايات المتحدة تخطط لفرض رسوم جمركية على الصين بسبب -شحنات ...
- روبيو: عرض ترامب شراء غرينلاند -ليس مزحة-


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد الدحاني - بنهمور الانسان