أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - تحسين الناشئ - لا للتمييز العنصري ضد الأقلية السوداء في العراق - الجزء الثالث















المزيد.....


لا للتمييز العنصري ضد الأقلية السوداء في العراق - الجزء الثالث


تحسين الناشئ

الحوار المتمدن-العدد: 5173 - 2016 / 5 / 25 - 03:30
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


لازالت قضية حماية حقوق الأقليات تلاقي الأهتمام الأوسع من قبل منظمات حقوق الأنسان في كل مكان، اذ لايمكن أن يسود العدل والمساواة والسلام في ظل عالم يشيع فيه التمييز والفصل العنصري بين الأجناس والأعراق والأديان المختلفة، عالم يتعرض فيه دوما الجانب الأضعف الى الظلم المستمر والتهميش والأقصاء، فهذا الأمر يهدد السلم العالمي نفسه بسبب ماينتج عنه من اِنقسامات واحترابات مدمرة. ولهذا فالقانون الدولي لحقوق الأنسان يُحضر أي تمييز يقوم على أساس اللون أو العرق أو القومية أو الديانة، ولايجوز وفقا لتلك القوانين أيضا، منع الأشخاص الذين ينتمون الى الأقليات او الى اديان معينة من حق التمتع بثقافاتهم أو اِستخدام لغاتهم الخاصة او أداء طقوسهم الدينية أو الأحتفال بأعيادهم او غير ذلك من الحقوق، كما يُشترط ان تتم تلك الممارسة بكل حرية وبعيدا عن أية قيود. ان هذه الحقوق ثابتة ودائمة ومن حق الجميع التمتع بها اِعتمادا على مبدأ المساواة بين الأفراد.

في العراق لازالت الأقلية السوداء تعاني من مسألة التمييز على أساس اللون ويواجه أفرادها نتيجة ذلك مشاكل عدة على الصعيد الشخصي أو العام مما يؤدي الى الأنعزال وعدم الأندماج مع المجتمع ومن ثم الشعور بالغربة والتهميش. ولهذا فان حقهم في الحماية من التجاوزات هو حق مشروع لابد من الحكومة الألتزام به وسن القوانين الخاصة به وتطبيقها. والحماية المطلوبة لا تقتصر على حماية الأفراد فقط، بل حماية الأرث الثقافي لتلك الأقليات وحماية هويتهم القومية وحرياتهم الأساسية. الا ان العامل المهم الذي يساهم في ترسيخ حق الأقليات في العيش المشترك مع باقي أطياف المجتمع وفي دعمها وحمايتها يعتمد على الأعتراف الرسمي بها من قبل الحكومات من خلال الإشارة لها في دساتيرها الموضوعة. فذلك يساهم الى حد بعيد في مساعدة وأحتضان الفئآت الصغيرة وإقرار حقوقها.

وفي عالمنا الراهن طالما تكون الفئآت الصغيرة والضعيفة ضحية للنزاعات والحروب وهي الجانب الخاسر والمنكسر والأكثر تضررا في أي صراع، ولهذا فهي بحاجة دائمة الى المساندة الدولية والى الدعم والحماية، والحماية المطلوبة للأقليات لاتقتصر على زمن الحرب فقط بل هي مطلوبة في زمن السلم أيضا طالما كانت هنالك اضطهادات ومضايقات وتمييز وتفرقة عنصرية تشعر الأخر أنه ضعيف ومنبوذ ومصنف من البعض بأنه مواطن من الدرجة الثانية. لذا فلابد من منح ذوي البشرة السوداء الحماية الكافية من اية اعتداءآت نفسية أو جسدية. ومن هذا المنطلق وجب تعزيز دور المنظمات الحكومية والمدنية والشعبية في توجيه الأنظار الى تلك الناحية والى بذل الجهود في إرساء روح الأخوة والمحبة والتواصل بين أطياف المجتمع الواحد ونبذ العنصرية المقيتة وإقامة حوار متحضر دائم بين الجميع لزيادة اللحمة المجتمعية.

ان الروح العنصرية للبعض تتوضح من خلال التفرقة في التعامل مع ذوي البشرة السوداء وفي التجريح الشخصي والنظرة الدونية والأهمال المتعمد، ففي حالات معينة يتم سد الطريق على الشخص المعني وتفضيل آخرين عليه بدافع الكراهية أو بسبب التمييز على أساس اللون. ان تلك السلوكيات من شأنها شرخ الوحدة المجتمعية وصنع فوارق طبقية عرقية لاينتج عنها الا الصراعات والنزاعات.
جاء في المادة رقم -1- من الأعلان العالمي لحقوق الأنسان الصادر عام 1948 ((يولد جميع الناس أحرارا متساوين في الكرامة والحقوق، وقد وهبوا عقلا وضميرا وعليهم ان يعامل بعضهم بعضا بروح الأخاء)).

اذن لابد من وضع حد للتمييز وللنظرة العنصرية المسيئة للعرق الأسود ورد الأعتبار للأفراد المنتمين لهذا العرق واحترام أصولهم وجذورهم التأريخية وتوجهاتهم وأفكارهم والمساواة بينهم وبين الآخرين في جميع مجالات الحياة انطلاقا من اِحترام الأنسان كقيمة عليا، كذلك الترحيب بفعالياتهم ضمن الحياة العامة للمجتمع والنظر الى قدراتهم ومواهبهم بإيجابية، ومنحهم حق التمتع بثقافتهم الخاصة وهو الحق الذي منحه الدستور العراقي للأقليات. ولابد من الذكر في هذا المجال ان الأقلية السوداء في العراق انجبت العديد من المبدعين على صعيد الفن التشكيلي والمسرح والموسيقى، وقدمت للثقافة العراقية أسماء لامعة من الأدباء والمفكرين، كما قدمت للساحة الوطنية العديد من المناضلين والثوار والشهداء، وهنالك الأبطال أيضا على صعيد الألعاب الرياضية، وغيرهم من المبدعين في مجالات أخرى لازالت أسماء البعض منهم مضيئة في سماء الثقافة والأبداع العراقي.


ان التمييز الذي يقوم على أساس اللون أو العرق يمثل إهانة للكرامة الأنسانية وهو شكل من اشكال الظلم الأجتماعي، اذ لايمكن الحكم على انسان معين (تقييمه) من خلال لونه، فلون الأنسان لم يكن في يوم من الأيام مرآة أو برهانا على توجهاته او أفكاره، كما انه ليس عائقا أمام قدراته او عطائه. لذا فمن الضروري والملح ردع واِدانة أي عمل يقوم على التمييز والتهميش والأقصاء لأبناء الأقلية السوداء في العراق أو التحريض ضدهم واتخاذ إجراءات حازمة ضد من يتعمدون النهج العنصري في تعاملهم او تصرفاتهم مع أبناء هذه الفئة المسالمة ومحاولة توجيه المسيئين من خلال دروس تربوية تثقيفية يتم من خلالها زرع المحبة في النفوس والتدرب على أحترام الآخر مهما كان لونه أو جنسه، فالبشرة الداكنة لاتعني منزلة ادنى بأي شكل من الأشكال كما يتوهم البعض.

من الضروري أيضا العمل على شجب أية ممارسات لعزل أبناء الأقلية السوداء في العراق أو اِبعادهم عن أماكن معينة كسياسة من سياسات الفصل العنصري، ورفض تلك السياسة وذلك السلوك رفضا تاما ومحاسبة كل من يحرض على ذلك، سواء كان ذلك السلوك في الفصل صادرا عن أفراد او جماعات –أحزاب أو منظمات- ، وسواء كان اِبعادا عن أماكن سكن أو عمل أو تجمعات اجتماعية أو غير ذلك، من ناحية أخرى لابد من رعاية البسطاء والمعوزين من أبناء هذه الأقلية وأنتشالهم من الفقر والعوز وتوفير فرص عمل للعاطلين منهم وحمايتهم من الأستغلال. كذلك ينبغي العمل على رعاية الموهوبين والمتميزين منهم واحتضانهم ودعمهم ماديا ومعنويا ليكونوا طاقات نافعة لمجموعتهم ولوطنهم ولمجتمعهم العراقي.



#تحسين_الناشئ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحقوق المنسية لذوي البشرة السوداء في العراق - (الجزء الثاني ...
- الأقلية السوداء في العراق وحقوق الأنسان
- تطور المنجز الفني وضرورته لدى الحضارات العراقية القديمة
- جماليات العمارة الأسلامية في العصر العباسي - المئذنة الملوية ...
- الفن التشكيلي العراقي المعاصر - اسباب التقدم وسمات النضج وال ...
- حركة الأوب آرت - الفن البَصَري
- نينوى تبكي تاريخها المجيد


المزيد.....




- فيديو يُظهر اللحظات الأولى بعد اقتحام رجل بسيارته مركزا تجار ...
- دبي.. علاقة رومانسية لسائح مراهق مع فتاة قاصر تنتهي بحكم سجن ...
- لماذا فكرت بريطانيا في قطع النيل عن مصر؟
- لارا ترامب تسحب ترشحها لعضوية مجلس الشيوخ عن ولاية فلوريدا
- قضية الإغلاق الحكومي كشفت الانقسام الحاد بين الديمقراطيين وا ...
- التمويل الغربي لأوكرانيا بلغ 238.5 مليار دولار خلال ثلاث سنو ...
- Vivo تروّج لهاتف بأفضل الكاميرات والتقنيات
- اكتشاف كائنات حية -مجنونة- في أفواه وأمعاء البشر!
- طراد أمريكي يسقط مقاتلة أمريكية عن طريق الخطأ فوق البحر الأح ...
- إيلون ماسك بعد توزيره.. مهمة مستحيلة وشبهة -تضارب مصالح-


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - تحسين الناشئ - لا للتمييز العنصري ضد الأقلية السوداء في العراق - الجزء الثالث