عندما يرقص الشعب

نشأت المصري

الحوار المتمدن-العدد: 5172 - 2016 / 5 / 24 - 00:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

عندما يرقص الشعب
لقد دعيت لحفل زفاف , ولبيت الدعوى وإذ بي أرى شخص جالس على جهاز كومبيوتر موصل بسماعات كبيرة تسمى دي جى , والصوت عالي فلا يقدر أحد أن يتبادل اطراف الحديث مع أي شخص بل الكل وغصب عنه يسمع بالإكراه ما يقوله جهازه من أغاني سواء هابطة أو قوية, قديمة أو حديثة ,, والأغرب من هذا تجمعات الشباب والشابات والمتزوجين وكل من لهم قدرة على الرقص يرقصون على أغاني وموسيقى مفروضة عليهم ولا أحد يحاول تغيير هذه المنظومة ,و الكل يرقص والكل فرح والكل لا يبالي وكأن الكل مخدر.
فلو تخيلت نفسك وسط هذا المشهد إما أن تنسحب فتكون شاذ ,, أو تعارض فيقوم عليك البعض بإهانتك وسبك لأنك تعارض نظام حفل الكل فيه موافق عما يجري به , بل يمكن أن تضرب وتطرد خارج المحفل , لمجرد اعتراضك على الصوت العالي ,, أو نوعية الاغاني الهابطة أو إدارة الفرح بكاملها.
هكذا تدار كل مناحي الحياة في مجتمعاتنا فصاحب المحفل يخصص من يرقص الشعب بالصوت العالي ويذبح صوتهم فلا يظهر, غير ما يقرره هو برغبة صاحب المحفل.
على المستوى السياسي لا يوجد معارض وإن وجد فصوته مبحوح ولا يسمعه أحد لأن صاحب الصوت العالي مغطي عليه ,, وإن تطاول وأظهر صوته يطرد أو يضرب أو ما شابه.
وعلى المستوى الديني أيضاً السمع والطاعة لصاحب المحفل
عزيزي إن وجدت في هذا المحفل أنصحك بالصمت والفرجة وإن أمكن الاستمتاع بما حولك , وإن طلب منك الرقص فأرقص , لألا ترقص وأنت ذبيح .
هذا هو حال العالم الثالث ومن يستطيع أن يقول غير أننا متخلفين
نشأت المصري

#نشأت_المصري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات