|
إلى من يهمه الأمر ... طريق التغيير سالك !
محمد ناجي
(Muhammed Naji)
الحوار المتمدن-العدد: 5171 - 2016 / 5 / 23 - 06:30
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بدءا وكي لا تكون الكلمات عامة ، وموجهة لجهة مجهولة ، فالمقصود هنا هو السيد السيستاني وأتباعه ، والسيد مقتدى الصدر وأتباعه ، وكل دعاة الإصلاح والتغيير الحقيقي . وبعيدا عن أي موقف ورأي ، فإن مفردات ومعطيات الواقع السياسي العراقي الراهن ، تشير بوضوح لا لبس فيه ، إلى أن السيد السيستاني وأتباعه ، والسيد مقتدى الصدر وتياره ، هم من لديهم الحضور والقدح المعلى والقول الفصل ، في الشارع والسلطة ، وبالتالي فهم من يملكون القدرة والتأثير الأكبر والفرصة في تحقيق التغيير الحقيقي ، إن أرادوا ذلك حقاّ !
والسيدان السيستاني والصدر كانوا ولا زالوا يدعون للإصلاح ، وينذرون من يتباطأ ويتغافل عنه ، ويحذرون أصحاب السلطة والقرار الفاسدون ، والسائرون في غيهم ، من النتائج الكارثية . ولهذا ، وبدلا من اختيار موقف الصمت ، أو الخطاب العام الذي يتجنب تشخيص المسؤول المباشر عن الفساد من جهة ، أو ممارسة الكر والفر العبثي مع قوات الأمن ومؤسسات الدولة ، ومن ثم الاعتكاف في قم من جهة أخرى ! وكي نضع الجميع على المحك ، نوجه هذه الرسالة بالدرجة الأولى لهم ، وأيضا لكل من يهمه الأمر في الإصلاح والتغيير الحقيقي .
وبما أن المشهد العراقي ، واضح ومعروف للجميع ، فلا نرى ضرورة لمقدمات ورطانة لغوية ، وأبدأ بطرح حزمة من المقترحات المتداخلة والمتزامنة مع بعضها ، والتي أراها مناسبة لحقن الدم العراقي المقدس ، وتجنب سفكه في مواجهات الكر والفر العبثية ، وكي لا يضيع ويتبدد زخم الحضور الرائع للمواطن العراقي في الشارع ، بسبب التخبط في الشعارات والأهداف ، والانفعال والحماس والاندفاع – أو الدفع - باتجاه المزيد من الفوضى في حركة الشارع الشعبي والسياسي ، وتفعيلا وترسيخا للمؤسسة والممارسة الديمقراطية الصحيحة ، التي طالما ناضل العراقيون وضحوا من أجلها بأرواحهم ودمائهم ، وكذلك كي يتجنب البلد المزيد من الهزات والاضطراب وعدم الاستقرار ، الذي يدفع المواطن ثمنها ، كالعادة ، بروحه ودمه وماله ومستقبله ، ولهذا وغيره أدعو لتبني المقترحات التالية :
1- الدعوة لانتخابات مبكرة .
2- بما أن الخطوة الأولى في الانتخابات ، والتي يجب التركيز عليها ، تبدأ بمطالبة رؤساء الأحزاب باختيار المرشحين الجيدين لقوائمهم ، وليس كما أصبح سُنة خاطئة و((مريبة)) بالقفز على هذه الخطوة الحاسمة ، وانتقال الدعوات لتتركز على الخطوة المتأخرة ، حين ترمي المسؤولية على عاتق المواطن ، وتطالبه باختيار (الأفضل من البضاعة الفاسدة التي رشحها رؤساء الأحزاب الفاسدون) ، أرى من الواجب التحضير للانتخابات القادمة – مبكرة أو عادية - بتشكيل قوائم انتخابية موحدة لمجلس النواب ومجالس المحافظات ، تنبذ المحاصصة بوضوح تام ، وبكل مفرداتها وأشكالها ، ولا تعتمد في المرشحين غير معايير : الكفاءة المهنية / النزاهة / التاريخ النظيف ، وتضع العناصر المرشحة تحت اختبار الشارع والممارسة اليومية ، للتأكد من مدى صلاحيتهم وكفاءتهم ونزاهتهم ، وليس كما حدث من قبل ، حين تم رفع أشخاص في ملصقات دعاية انتخابية - ببدلة أو عمامة أو عقال أو حجاب - من المجهول إلى الواجهة ، ونتيجة لعدم صلاحيتهم وفسادهم ، أنقلب الأمر وتغير الحال ، وبدأنا نسمع تبريرات وتصريحات ، غير مقنعة ، بالتبرؤ منهم لاحقا .
3- العمل بنهج متوازن وتنسيق في ممارسة الضغط من أجل التغيير الحقيقي ، بالتظاهر السلمي في الشارع ، وبين العمل اليومي في مؤسسات الدولة والحكومة ، والتهيئة المنظمة للتغيير الحقيقي المنشود في اللحظة المناسبة .
4- تشكيل حكومة ظل ، تبدأ الآن بالعمل ، بعلمية ومهنية ، على تشخيص الخلل والفشل والفساد في عمل الحكومة الحالية ، وكل الدولة والنظام السياسي العراقي ، وتتهيأ لممارسة عملها لاحقا من خلال وضع البديل المناسب ، وتطرحه ببرنامج عمل ، محوره الإنسان/المواطن العراقي وحقوقه ومصالحه ، ويجسد فكر ومبادئ الإصلاح في كل المجالات ، وتثقف له وتلتزم به لاحقا ، وبهذا تتجنب الارتجال ، والفردية ، وتضييع الوقت الثمين بعد التغيير .
5- منح الثقة للمواطن ، ودفعه لتحمّل المسؤولية ، من خلال تفعيل دور (منظمة/منظمات) الرقابة الشعبية ، التي ترصد الفاسدين والمرتشين ، في كل مفاصل الدولة ومؤسساتها ، وتعتمد الدقة والوقائع والوثائق ، وليس الوشايات أو الكلام المجرد غير المسؤول ، وتحضّر ملفاتهم لتقديمها للقضاء العادل لاحقا (بعد التغيير) .
ومع الإدراك للحساسية في المواقف ، وغياب التوافق ، والتباين على أكثر من صعيد ، إلاّ أني آمل أن تلقى هذه الرسالة تفهما وتحظى ولو بشيء من الاهتمام عند من يهمهم الأمر ، أو أحدهم ، وكل منهم وفقا لظروفه وإمكانياته . ومع التأكيد على احترام كل الشخصيات والجهات ، إلا أني أتعامل معها هنا كذوات وحقائق سياسية تتمتع بالحضور ، والدور الأكبر ، والقدرة على التأثير في المشهد السياسي العراقي ، بغض النظر عن أي اعتبار آخر .
أما الطرف الآخر في المشهد ، وهي السلطة وأحزابها ، فلا حياة ولا حياء لمن ننادي ، وهي فاسدة حد النخاع ، وتفتقد للحنكة والمبادرة السياسية ، ولها (إذن من طين وأخرى من عجين) ، ولا خيار لديها سوى مواصلة السير على نهج المحاصّة ، والحفاظ على المكاسب الضيقة ، وهذا طريق مسدود ، وحتما سترتطم بالجدار ، بالطبع إن كان في الساحة موقف حقيقي ، متماسك لا يترك لها ثغرة لتنفذ منها بجلدها ! ومن يدري ، فلعل ... وعسى ..
#محمد_ناجي (هاشتاغ)
Muhammed_Naji#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
باختصار ... أيها المثقف ... كن شجاع ولا تدس رأسك في التراب .
...
-
إشارة ...
-
المسكوت عنه في الثقافة العربية ... ارتزاق المثقف !
-
كلمات على جدار الاستبداد *
-
شكراً ستوكهولم ... وصلت الرسالة !
-
حيص بيص برلين ... آسف فقدتم مصداقيتكم !
-
امشي عدل ...!
-
الانتخابات ... بين ثقافتين
-
ثقافة العنف والرأي الواحد (الأنا) ... كلنا داعش وإن لم ننتم
...
-
حذار من المبالغة بشعار (التغيير) !*
-
بدون مجاملة ...
-
المغنّي والسلطان !
-
بعد (ربيع الغضب) مرحبا 2013 ... ولكن !
-
1/4 كلمة
-
(المهزلة) بالألوان والسينما سكوب
-
في حضرة الجهل والدجل
-
أيها السادة : سقط طاغية ولم يسقط الطغيان
-
حقيقة (الإيمو) الضائعة بين عبد الخالق حسين ووزارة حقوق الانس
...
-
آخر نكتة ... القضاء يهدد المالكي بالإعتقال
-
الحجاج ... وأهل الشقاق والنفاق !
المزيد.....
-
قارنت ردة فعله بصدام حسين.. إيران تعلق على مقتل يحيى السنوار
...
-
الجيش الإسرائيلي ينشر فيديو معدلًا من مسيرة يقول إنه يصور لح
...
-
أبرز ردود فعل قادة ومسؤولين دوليين على مقتل يحيى السنوار
-
مصر تعلن تعديل أسعار البنزين ومشتقات الوقود ابتداء من اليوم
...
-
بسبب صورة.. شقيقة زعيم كوريا الشمالية توبخ سلطات جارتها الج
...
-
الجيش الإسرائيلي: رصد إطلاق 15 صاروخا من لبنان باتجاه إسرائي
...
-
تقرير: هكذا تلقى الأمريكيون خبر مقتل السنوار
-
وزير الدفاع الياباني يعد بإرسال معدات عسكرية إضافية إلى أوكر
...
-
اختبار جديد بالليزر يكشف عن الخرف بمختلف أنواعه في ثوان
-
العلماء يكتشفون أصل معظم النيازك التي ضربت الأرض
المزيد.....
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
المزيد.....
|