|
حي..الى أجل غسر مسمى
حمزة الحمزة
الحوار المتمدن-العدد: 5170 - 2016 / 5 / 22 - 22:50
المحور:
الادب والفن
حي فقط..حي و كفى...هكذا أنا، أو هذا ما أصبحت عليه،لم تعد مهمتي في هذه الحياة/السجن سوى استنشاق الهواء و أكل مايسد رمقي ويعطيني مزيدا من الوقت و دخول المرحاض،مزيدا من الوقت،من أجل مادا؟،من أجل مزيد من الفشل؟لماذا لا أموت وحسب؟لما كل هذا؟لماذا لم تقف قسوتك أيها الاله عند لحظة ولادتي؟لماذا امتدت حتى منعتني من وضع حد لنفسي/لامتدادي/لوجودي؟لماذا تدخرني؟ربما لحكمة تعلمها أنت فقط؟أو هذا ما قالوه عنك،ما حكوا عنك،اصمت أيها الدماغ اللعين،كيف تخاطب الأشباح،كيف تخاطب من لا وجود لهم،يا أغبى ما نمنتلكه،على الأقل بالنسبة لي،يا من يبالغون في تقديره و يكادون يؤلهونه،يكادون يؤلهونه أي يجعلوه شبحا آخر،لا وجود له.أن يعطوه أكثر مما يستحق فهذا يجعل منه فائضا عن اللزوم،مثل الآلهة و الأشباح بالضبط. أنا لا أعطيك أكثر مما تستحق،أنظر اليك كعضو عادي،ما الذي يميزك أصلا؟ تعقيد معين؟تعقيد نسبي مرحلي فقط لأننا لم نكتشفك جيدا بعد؟التصديق بالخرافات؟بالأديان ؟الحقيرة منها؟ الدماغ الذي يجتهد فينتج المغامرات التافهة و الحماقات و الحربين العالميتين واليهودية و الاسلام و حماقات المسيحية و التعصب للغباء والعنصرية والديكتاتوريات... الى آخره،هل هذا شيئ ستفتخر به؟ هناك من يفتخر،يفتخر بعقله و ما أنتج،يفتخر بالغباء، باللاشيئ، الشيئ بالنسبة له، القرود لم تنتج هذه الحماقات ،الكلاب لم تفعل،والقطط كذلك،كل ذي دماغ بسيط لم يفعل،بل فعلها الدماغ المعقد،البالغ التعقيد لدرجة إنتاج الحربين العالميتين،و المجازر في سوريا،و ربما حرب ثالثة أخرى حمقاء تكون نتيجة اجتهاد مطول لعقل أو عقول معقدة، هل هذا التعقيد سبب لعنتنا وتعاستنا؟..أظن أنه لهذه المعضلة النصيب الأكبر. لا أنتمي لأي فصيل،ولا حزب ولا جماعة ولا حتى لجسدي،أصبت بما وصفه لي الطبيب بكل برودة أطبائنا المعهودة "بالأرتيكاريا"،و هي حساسية تصيب الجلد،حيث يبدأ الجلد بالوخز مع ارتفاع درجة الحرارة،لم أعد أعرف،هل جسدي مل مني و من تفكيري و كثرة أسئلتي أم أنا من مللت منه،ولكن تاكدت أنه هو من مل مني،بسبب أن الارتيكاريا نوعان:ارتيكاريا مزمنة و أرتيكاريا حادة،الاولى تبقى حتى لعشرين سنة و تظهر عند بلوغ الانسان سن المراهقة،و الثانية أقصى مدة لها في الجلد هي أسبوعان تقريبا فتختفي الى الابد،ولكن بما أنني محظوظ كفاية أصبت بالأولى،ولا تحتاجون أن أحكي لكم ما أعانيه بالضبط في بلد اقريقي ،تلامس درجة حرارته حرارة جهنم.و بهذا علمت أن جسدي هو من مل مني و أخذ في تعذيبي،لقد كرهني المسكين،لقد أثقلت عليه و هو محق فيما يفعل،هيا يا جسدي خذ حقك مني، نل مني،عجل في هلاكي/هلاكنا فنرتاح سويا. آخذ مكان الاله،في علوه و بعده عنا ولا مبالاته،وليس حماقته و تبذيره،وأتأمل مطولا في كوكب الأرض تأملا شموليا،يشمل كل شبر فيه،كل عمل فيه،كل خطة اقتصادية فيه،كل مجزرة فيه،تحدث في لحظة كتابة هذه الاسطر الكئيبة،أتأمل مستغربا ما الذي يدفع هؤلاء،لكي يظلوا مستمرين في حماقاتهم البئيسة،و في تنظيراتهم المفرغة من المعنى،و في انتقادهم لبعضهم البعض،من أجل ماذا؟من أجل اثبات وجهة نظر؟و ماذا بعد؟ليسيطروا و يسودوا؟لتسود فكرة او معتقد على فكرة و معتقد أخرين؟حيث لا يقل غباء الاخيرين عن الاولين،ما الذي سأستيفده مثلا من انتقاد سياسات ستالين في وقتنا الحالي،أو قضاء الوقت كله انتقاد في الأديان، ودين ينتقد دين؟،و عندما أحاول أن أقيم عدميتي أتذكر هؤلاء فأرتاح بأنني لست العدمي الوحيد بل هناك من هو أكثر مني عدمية و احساسا بالفراغ و اللا معنى،الفرق الوحيد بيني و بينهم هو أنهم أحسوا بلامعنى وجودهم بوعي أو بدون وعي،وأرادو خلق معنى خاص ،تافه في الاغلب،و أنا استسلمت للحقيقة. أوقفت الكتابة للحظات لتناول وجبة بئيسة،و قبل أن أهم بالنهوض غطيت كأس قهوتي خوفا عليها من الغبار و الحشرات الصغيرة،ترى هل غطيت قهوتي حفاظا على أعضائي الداخلية؟جسدي مل مني و كرهني لم ساحافظ عليه؟تبا لغريزة البقاء تلك،غريزة التعب هي،التعب النفسي و الجسدي،محكوم علينا بهذا،اذا لم تتعب بدنيا او عضويا ستتعب نفسيا او عاطفيا..لا مفر لك من هذا.قانون قاس،سادي،وصانعه أكثر سادية،فلا يوجد ما هو أبشع و أقسى من مشاهدة المعاناة أمام عينيك،ولا تحرك ساكنا،كغلق عينيك مثلا. ولكن لن أصبر طويلا،و سأتحكم بمصيري وسأضع حدا لذلك هذا آخر كلام لي،او بالأحرى قيئي،المكون من الالم الذي تجرعته جراء متابعتي لم حصل،و ماهو حاصل، و سيحصل. يصعد فوق الكرسي....يسحبه....و يموت وحده...كما عاش وحده.
#حمزة_الحمزة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار
...
-
كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل
...
-
-الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر-
...
-
الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية
...
-
بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص
...
-
عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
-
بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر
...
-
كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
-
المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا
...
-
الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|