هل يُسقط الشرجي حكومة الحجي

محمد ثامر

الحوار المتمدن-العدد: 5170 - 2016 / 5 / 22 - 10:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

هل يُسقط الشرجي حكومة الحجي
على الرغم ان الشرجي لم يصنف في أمهات كتب الفقه الدستوري كسبب لإسقاط الحكومات أو حتى لمجرد طرح الثقة بها وانه عادة ما يتم تناوله في نشرة بعيدة بأجوائها عن اتون السياسة وانه لم يحظ بما حظت به أسباب أخرى لم يكن لها ذكر في ربوع السياسة كالفضائح الجنسية لزعماء الأحزاب السياسية أو رؤساء السلطات الثلاث أو مديري الأجهزة والهيئات السيادية اذ انه بات سببا دستوريا معترف به له شروطه ومبرراته وأسانيده والتي أبرزها ان المسئول بدل ان يخصص جهده وطاقته ووقته وإبداعه وتفكيره لعمله الحكومي أو بتعبير أدق للخدمة العامة الذي يأخذ عليها اجر , فانه صرف كل مكناته ووظفها لخدمته الخاصة صرفها انجرارا وراء هواه وهو ما يعرض إسرار ومكتنزات عهدته الى الخطورة والضياع , ومع هذا المبرر أصبح سببا دستوريا , حتى مع الإقرار ان مثل هذا السبب لم تفرزه النصوص الدستورية في الدول التي اعتمدته سببا دستوريا يكفي للإطاحة بالحكومة .
وهكذا ومع الاعتراف بان الواقع الدستوري يمكن ان يفرز سببا دستوريا لإقالة الحكومة أو لطرح الثقة بها - مع عجز النصوص الدستورية عن تلاقفه - فان ( الشرجي ) يجد له مكانا بينا وراسخا للتناغم مع الواقع الدستوري في العراق فقد شكل في السنوات الأخيرة عامل الضغط الأساسي على السياسيين والشعب على حد سواء , وحرك الجمهور كما لم يحركه أي تيار أو حزب أو قوة وان كانت دينية أو مذهبية , ناهيك عما تمتاز به قوة ( الشرجي ) مما يجعلها تختلف عن أي قوة اخرى مؤثرة فهو لا يرتبط بقومية أو مذهب بل يشكل عامل ضغط جماهيري ينطلق من الجنوب في العادة وهو موطنه ثم محافظة ذي قار وبنفس الأسلوب مظاهرات ليلية حين يعجز الليل عن تبديد الصورة ويؤرخ ليوم آخر من ( الشرجي ) ثم تستجيب بقية المدن.
والسؤال هو هل يتحول الشرجي من وسيلة ضغط (لوبي ) ( Lobby )يستجيب لها السياسيون ويعمدون وفق هذا المعنى لعلاجها الى وسيلة دستورية مققنة لإسقاط الحكومة فان اضحت كذلك فان براءة اختراعها ستُسجل حتما باسم العراق ورب سؤال انكى وهو كيف نفسر عجر انهار الدماء والخراب والفوضى والفساد عن تحريك الشعب , في حين نجح الشرجي

#محمد_ثامر (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات