أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - جادالله صفا - الأزمة البرازيلية التي بدأت تتضح خيوطها، فساد ام ازمة اقتصادية؟















المزيد.....

الأزمة البرازيلية التي بدأت تتضح خيوطها، فساد ام ازمة اقتصادية؟


جادالله صفا

الحوار المتمدن-العدد: 5170 - 2016 / 5 / 22 - 09:43
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


جادالله صفا - البرازيل
الازمة بالبرازيل لم تنتهي بعد، وأخذت خيوطها تتضح اكثر للمجتمع البرازيلي العادي والبسيط، فهي اكثر منها أزمة اقتصادية من فساد مستشري بالمؤسسات الحكومية كما كان واضحا بالسابق، العجز بالميزانية يفوق حتى اللحظة ال 200 مليار ريالا، بالاضافة للديون الداخلية التي تعاني منها الميزانية، والبطالة والتضخم والازمات الاجتماعية وغيرها، فبدأت الازمة تتضح اكثر مما كانت قبل عزل الرئيسة، اعتبرت قضية فساد بكل تفاصيلها مارسها حزب العمال على مدار تقريبا 12 عاما اوصلت البلاد الى هذه الازمات، فالفساد كان الخبر الرئيسي بوسائل الاعلام، اليوم الاخبار تتحدث عن ازمات اقتصادية واجتماعية وعلاقات دولية وتحالفات، فالفساد صار خبرا ثانويا او عابرا بوسائل الاعلام المحرضة على الحكومة السابقة، رغم ان بعض الرموز بالحكومة المؤقتة الجديدة غارقة حتى اذنيها بالفساد ونهب البلاد.
عزل الرئيسة البرازيلية مؤقتا، وبانتظار قرار المحكمة الدستورية البرازيلية حول التهم الموجهة لها والاستماع للشهود، فإذا كان القرار تثبيت التهمه سيعود الملف الى مجلس الشيوخ للتصويت النهائي على عزلها او بقائها، وهذا بحاجة الى 2/3 اصوات النواب لتثبيت العزل نهائيا، هذه المعركة ستقررها الاشهر ال 6 القادمة كحد اقصى، إماالعزل النهاشي او العودة الى الرئاسة من جديد.
الرئيس المؤقت ميشيل تامر، هو رهينة حزبيين برازيليين اساسيين كانا سابقا بالمعارضة وهما اليوم جزءا من الحكومة، الحزب الاجتماعي الديمقراطي البرازيلي والحزب الديمقراطي، وبدونهما لا يمكنه الحصول على الاصوات المطلوبة لتمرير اي مشروعا او قانونا بمجلس النواب او الشيوخ، بالاضافة الى أن حزبه ليس لديه موقف موحد لتحالفاته وتوجهاته لمعالجة الازمة الاقتصادية.
وزير خارجية البرازيل José Serra وضح اولوية علاقات البرازيل الدولية قائلا: "اولوية علاقاتنا ستكون مع الويات المتحدة الامريكية واوروبا واليابان، ونرفض ان تكون العلاقات حزبية كما كانت بالماضي" مشيرا الى سياسة الحكومة العمالية السابقة، كما ان وزير العدل البرازيلي قد ادلى بتصريحات يهدف من ورائها فرض سيطرته وتحكمه على اجهزة التحقيقات والقضاء بالبرازيل، والتي لاقت معارضة مباشرة من الرئيس المؤقت ميشيل تامر، هم وزراء محسوبين على الحزب الاشتراكي الديمقراطي البرازيلي.
تحاول وسائل الاعلام البرازيلية المنحازة للحكومة المؤقتة والتي لعبت دورا تحريضيا بتعبئة الشارع البرازيلي ضد الحكومة السابقة، تحاول اليوم ان تصور ان الازمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد هي ناتجة عن سياسة الحكومة العمالية السابقة، محاولة بذلك اخفاء الحقيقة على المواطن العادي والبسيط بأن تمرير القوانين والتشريعات هي بحاجة الى موافقة البرلمان ومجلس الشيوخ عليها، وأن هذه المؤسسات رفضت كل مشاريع حكومة ديلما روسييف، مما اضطرها الى اتخاذ قرارات إستثنائية، والى الاقدام على قرارات اعتبرتها المعارضة خروقات مالية ساهمت بعزلها لاحقا، كما إن البرلمان اقر مجموعة قوانين ومشاريع رفضتها الحكومة، مما عمق الازمة بين الحكومة والبرلمان التي افتقدت الى الحوار، فوسائل الاعلام تسعى هذه الايام الى تعبئة الرأي العام البرازيلي والى حجم الازمة الاقتصادية محملة الحكومة السابقة مسؤولية هذا العجز دون التطرق الى دور المؤسسات التشريعية بهذه الازمة.
كما ان وسائل الاعلام والقضاء البرازيلي المنحاز يسعى الى تثبيت العديد من التهم على الرئيس البرازيلي السابق لويس ايناسيو لولا دا سيلفا وزجه بالسجن على خلفية فساد وغسيل اموال وتشكيل عصابات، حيث عليه شبهات وقضايا رفعتها النيابة العامة البرازيلية ضده، هو ما زال المرشح الاقوى للفوز بالانتخابات الرئاسية لعام 2018.
تسعى الحكومة المؤقتة الى تمرير قوانين ومشاريع من اجل اخراج البلاد من ازمتها الاقتصادية، محملة الحكومة العمالية كل الازمة والعجز الذي تمر به البلاد، حيث بدأت الامور تتضح تدريجيا بأن هذه القوانين والقرارات بحال تثبيتها، ستتضرر منها الطبقات الادنى والاكثر فقرا، وأن لا حلولا سحرية بالمرحلة الحالية، وان البطالة مرشحة للارتفاع وقد تصل الى 14% حتى نهاية العام، اي 14 مليون عاطل عن العمل كما صرح وزير الاقتصاد البرازيلي، واكد نفس الوزير ان الحكومة مضطرة الى رفع الضرائب وفرض ضرائب جديدة من اجل سد العجز بالميزانية، كذلك تسعى الى المساس بقانون الضمان الاجتماعي وتعديل سن التقاعد ورفعه الى 65عاما، وصرحت بعض الاحزاب وابدت رغبتها بالتقدم بمشروع لتعديل قانون العمل المقر منذ عام 1945، وكل ما ذكر اعلاه ستتضرر منها الطبقات الفقيرة والكادحة وستعمق الازمات الاجتماعية، مما سيعزز النضال الطبقي والمطلبي، مما يفرض على حزب العمال واليسار البرازيلي بمجمله مراجعة سياساته لتجاوز أزمتة التي نتجت عن عزل الرئيسة المؤقت، وليتمكن من العودة الى كسب ثقة الشارع البرازيلي الذي فقدها خلال ما يزيد عن العام بقليل، ليعود الى قيادة الجماهير بمعاركها المطلبية لتعود الثقة لتتعزز من جديد.
فالمشاريع التي تحاول الحكومة المؤقته تمريرها، ستصطدم بمعارضة قوية بالبرلمان ومجلس الشيوخ، ونجاح تمريرها واردة، ولكن القضية ليست هنا، فحزب العمال يطمح بالعودة الى الحكم خلال الاشهر القادمة من خلال الاعتماد على نقطتين اساسيتين وهما:
1- ان ينجح فريق الدفاع عن ديلما روسيف وتبرئتها بالمحكمة الدستورية الاتحادية من التهم التي وجهت لها.
2- ان ينجح حزب العمال باقناع عضوي مجلس الشيوخ كحد ادنى من الذين صوتوا لعزل الرئيسه بالجولة الاولى ان يصوتوا لصالح بقائها بالجولة الثانية بحال ادانتها من قبل المحكمة الدستورية. حيث المعارضة بحاجة الى 54 صوتا لعزل الرئيسة، وبالجولة الاولى صوت 55 سناتور لعزل الرئيسة.
حزب العمال يراهن على اصوات عشرة اعضاء بمجلس الشيوخ باعتبار ان ماضيهم يساري، وان مواقفهم ما زالت تعتبر ومحسوبة على اليسار وتربطهم علاقات جيدة مع هؤلاء النواب، ويعتبروا معارضون بشدة لسياسة الحكومة المؤقتة الحالية ومشاريعها وطريقة تفكيرها لمعالجة الازمة التي تمر بها البرازيل، وبالنضال البرلماني ينجح حزب العمال بتحييد وسائل الاعلام، حيث ان الشارع والمجتمع البرازيلي ليس مقررا وحازما ومؤثرا بالتصويت القادم، لان المعركة تاخذ شكلا اخرا وتبقى محصورة داخل مجلس الشيوخ، والشارع سيصل الى قناعات ان الحكومة المؤقتة فشلت بحل الازمات الاقتصادية والاجتماعية، وأن المشاريع والقوانين التي اقرها البرلمان البرازيلي تصب بصالح الطبقات الغنية والبنوك والشركات الراسمالية الكبيرة، وإن احتمالات عودة الرئيسة ديلما الى الحكم ما زالت كبيرة وكل يوم يأتي تشير الاحتمالات الى عودتها للحكم مرة ثانية، لتعود الازمة السياسية البرازيلية من جديد، فعودة ديلما روسيف سيكون نصرا يفوق حدود البرازيل وأمل كل الكادحين والفقراء بالقارة، ليمتد الى كل ارجاء الكرة الارضية، وبانتظار معركة الاشهر القليلة القادمة.
22 ايار 2016



#جادالله_صفا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النكبة التي تتجدد باستمرار
- المبادرة الفرنسية واستمرارية الرهان على الحل السلمي
- عندما يشارك رئيس الجمعية الفلسطينية ببرازيليا بنشاط فلسطيني ...
- الجبهة الشعبية التي عرفناها
- تطورات الازمة السياسية بالبرازيل
- فلسطينيو البرازيل ويوم الارض
- حملة المقاطعة وتهديدات الكيان الصهيوني
- سفراء فلسطين بالبرازيل دورهم: تهميش القضية والحاق الضرر بها
- من يتحمل مسؤولية اغتيال عمر النايف؟
- مطلوب جبهة انقاذ فلسطينية قبل فوات الاوان
- تطورات الاحداث بالبرازيل واحتمالات المواجهة المقبلة
- الحركة الاسيرة والمسؤولية الغائبة
- ازمة البديل الفلسطيني هي نتاج من ازمة اليسار الفلسطيني
- اللاجئون الفلسطينون بالبرازيل بين المسؤولية الوطنية والاهمال ...
- هل سينجح الكيان الصهيوني بفرض سفيره داني ديان بالبرازيل؟
- المؤسسات الفلسطينية بالبرازيل، بين المؤسسة الواحدة والتعددية
- عمر النايف وجدلية طلب تسليمه، مجرم ام مناضل؟
- هل البرازيل تسير على خطى فنزويلا والارجنتين؟
- اللاجئون الفلسطينيون في ضيافة -ليلى خالد-
- حوار ام تطبيع ام لنشر ثقافة السلام؟


المزيد.....




- رقمٌ قياسيّ لعملة فضية نادرة سُكَّت قبل الثورة الأمريكية بمز ...
- أهمية صاروخ -MIRV- الروسي ورسالة بوتين من استخدامه.. عقيد أم ...
- البرازيل.. اتهام الرئيس السابق جايير بولسونارو بالضلوع في مح ...
- اكتشاف عمل موسيقي مفقود لشوبان في مكتبة بنيويورك
- وزيرة خارجية النمسا السابقة: اليوم ردت روسيا على استفزازات - ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان الحدث وحارة حريك في ال ...
- أين اختفى دماغ الرئيس وكيف ذابت الرصاصة القاتلة في جسده كقطع ...
- شركة -رايان- للطيران الإيرلندية تمدد تعليق الرحلات الجوية إل ...
- -التايمز-: الغرب يقدم لأوكرانيا حقنة مهدئة قبل السقوط في اله ...
- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - جادالله صفا - الأزمة البرازيلية التي بدأت تتضح خيوطها، فساد ام ازمة اقتصادية؟