مؤيد عبد الستار
الحوار المتمدن-العدد: 5169 - 2016 / 5 / 21 - 10:12
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تزامنت التظاهرات الاخيرة مع تجاهل مجلس النواب ومجلس الوزراء لمطالب الجماهير في الاصلاح ومحاسبة المفسدين من اجل اصلاح الاوضاع المتردية في العراق ، والقضاء على الفساد المالي والا داري ، ودخول الحكومة ومجلس النواب في سبات عميق لا امل في ايقاظهم .
وقد اثبتت السلطة القائمة ان الاصلاح بعيد المنال ، وانها عاجزة عن اي اجراء يداوي جروح العراق ، جروح الفساد ونهب الميزانية العامة ، والتحايل على القوانين والضحك على ذقون الخبراء ونهب الممتلكات العينية والنقدية للدولة .
وغالبا ما يـُتهم المطالبون بالاصلاح بشتى النعوت اذا تظاهروا او نقلوا تظاهراتهم الى المنطقة الخضراء ، حيث مقرات الحكومة ومحل اقامة كل من يريد الاحتماء بجدارانها من غضب المواطن الفقير الذي يعاني الامرين من جوع وحرمان من ابسط وسائل العيش الكريم .
ليس غريبا اتهام المواطنين حين يحتجون على الحكومة والفساد والظلم ، ولكن الغريب ان تبادر قوى الامن الى مواجهة المواطنين بالرصاص والاعيرة النارية والقنابل الغازية ، بحجة انهم قوى مشاغبة او مندسة او غير ذلك من نعوت مقتبسة من قواميس السلطات الدكتاتورية الفاسدة .
اما وجود عناصر منفلتة او غير منضبطة في اية تظاهرات فتلك حالة ليست جديدة ، وكذلك وجود عناصر لها اهداف بعيدة عن مطالب المحتجين الحقيقية ، ولكن هؤلاء ليسوا من يطالب بالاصلاح ومعالجة الفساد المالي والاداري المستشري في اجهزة السلطة الفاشلة .
ان مطالب المواطنين وجموع الجماهير واضحة ومعروفة ويجب على القوى السياسية اخذها بنظر الاعتبار والعمل على تأليف حكومة وطنية من عناصر كفوءة مشهود لها بالنزاهة بعيدة عن هيمنة الاحزاب وتشكيل هيئات مستقلة حقيقية بدء من هيئة ادارة الانتخابات - مفوضية الانتخبات - حتى هيئة الاعلام .
ان تجاهل مطالب الشعب ستؤدي الى مزيد من الاحتجاجات واسالة المزيد من الدماء ويستشري العنف الذي سيطيح بالاحزاب وقادتها ويجعلهم كعصف مأكول .
فحذار من يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون ولا خضراء
#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟