|
نزار قباني : و مذبحة هيبان الرهيبة في مهرجان المربد الخامس1985م
ايليا أرومي كوكو
الحوار المتمدن-العدد: 5168 - 2016 / 5 / 20 - 23:48
المحور:
الادب والفن
نزار قباني : و مذبحة هيبان الرهيبة في مهرجان المربد الخامس1985م اليوم اتذكر مذبحة هيبان الاولي في العام 1985م التي راح فيها نفر عزيز من خيرة شبان منطقة لم تسعفني الذكرة بسرد كل الاسماء فالشهيد امير فضل و صحابه الكرام هم ضحايا تلك المذبحة الوحشة .. اتذكر كيف تنادي جميع روابط ريفي هيبان بقبائله الخمسة متوحدين في امبدة مستنكرين شاجبين قتل اولادهم الابرياء بدم بارد ... و اتذكر المواقف البطولية التي ابدوها حينذاك و رص صفوف ابناء ريفي هيبان و توحدهم ... و ان نسيت فسوف لم و لن انسي دموع و نحيب اخي اسحاق كودي في ذلك الحشد الهيباني المشهد الفريد.... اتذكر روح التضامن و التماسك حيث تم توزيع منشورات الاستنكار و الادانة علي الصحف السودانية و كانت الصحافة و الايامى و الميدان .. كما تم لقص الملصقات في كل الاماكان الرئيسية في العاصمة المثلثة تدين و تستنكر مذبحة هيبان بأقوي الكلمات و العبارات .. و قد ظلت بعض تلك الملصقات علي غير مكان لعدة سنوات تعلن استنكار ذبح ابناء هيبان و اتذكر الفعاليات التي قامت من بعد ذلك و منها قيام و انطلاقةلا رابطة طلاب ريفي لاهيبان بالجامعات و المعاهد العليا و الدور العظيم الكبير الذي قامت به هذه الرابطة من رتق للنسيج الاجتماعي لكل أهل ريفي هيبان و ثأثيره و مواقفه الواضحة في شتي قضايا جبال النوبة و جنوب كردفان .. و اتذكر من الاسماء الخالدة وقتها المرحومين ايوب ابري كومي و اسماعيل كباشي كودي الكريمة الماجدة الشجاعة ماجدة كجو كنده و اخرين كثيرين يخذلني ذاكرتي الضعيفة عن ذكر اسمائهم المنحوتة فينا بمداد من نور و نار ... تلك المواقف الشجاعة و الادوار البطولية المشهود كانت في منتصف ثمانينيات القرن الماضي .. وكانت صعوبة قنوات الاتصال تلفزيون السودان القومي واحد و راديو هنا ام درمان و ثلاث جرائد ذكرتها .. فما بالك اليوم و الفضاء الاسفيري الكبير مفتوح علي مصراعيه بين ايديكم و كل فرد فيكم هو جريده و تلفزيون وراديو ... كل واحد فيكم سفير عالمي يصل و يتصل باركان الدنيا الاربعة في لحظة متي شاء او اراد ... ما بالكم لا تستطيعون ان تقولوا كلمة حق او باطل بحق اطفالكم المذبوحين و لا بحق هيبانكم الجريح الملكوم او جبالكم المستباحة و هي تسبح في بحور من الدماء ظلماً و افتراءاً يبيدون أهلكم و يستبدلونهم مستخدمين ابناء جبال النوبة أداة فعالة لهذه الجرائم النكراء من الابادة الجماعية لأثنية النوبة و ممارسة سياية الارض المحروقة .. كل هذا علي أرض جبال النوبة و ابناء النوبة غافلين او مستغفلين ... ويحي و ويحكم اننا نأكل بعض بأنفسنا اننا نكتب سفر هلاكنا بأيدينا اننا نبيد الحرث و النسل و نطهر الارض من بنيها و اولادها لاننا نساهم بصورة او بأخري سلباً او ايجاباً نساهم في قتل الاطفال و ذبحهم في المجازر اننا نصلب جبال النوبة علي جدران ... اننا نرفع المشانق للاطفال عالية بين الارض و السماء نعلقهم عليها ليذبحهم الانتيوف في الصباح و يحرقهم الميج و السوخوي ف المساء .. نستبيح حياة أهلنا بالاسلحة الكيماوية ويحنا جميعاً لاننا سنهلك و سنباد عاجلاً او آجلاً .. لاننا ناكل بعضنا و نستبيح قتل أطفالنا و لا يكتب لنا الله لو بكلمة ادانة واحة يتيمة تشفع لهم في مذلتهم بحقنا و حقهم في الحياة و الوجود في وطن اسمه السودان ... قصيدة نزار
الشاعر : نزار قبانى مواطنون دونما وطن مطاردون كالعصافير على خرائط الزمن مسافرون دون أوراق ..وموتى دونما كفن نحن بغايا العصر كل حاكم يبيعنا ويقبض الثمن نحن جوارى القصر يرسلوننا من حجرة لحجرة من قبضة لقبضة من مالك لمالك ومن وثن إلى وثن نركض كالكلاب كل ليلة من عدن لطنجة ومن عدن الى طنجة نبحث عن قبيلة تقبلنا نبحث عن ستارة تسترنا وعن سكن ....... وحولنا أولادنا احدودبت ظهورهم وشاخوا وهم يفتشون في المعاجم القديمة عن جنة نظيرة عن كذبة كبيرة ... كبيرة تدعى الوطن *************** مواطنون نحن فى مدائن البكاء قهوتنا مصنوعة من دم كربلاء حنطتنا معجونة بلحم كربلاء طعامنا ..شرابنا عاداتنا ..راياتنا زهورنا ..قبورنا جلودنا مختومة بختم كربلاء لا أحد يعرفنا فى هذه الصحراء لا نخلة.. ولا ناقة لا وتد ..ولا حجر لا هند ..لا عفراء أوراقنا مريبة أفكارنا غريبة أسماؤنا لا تشبه الأسماء فلا الذين يشربون النفط يعرفوننا ولا الذين يشربون الدمع والشقاء *** معتقلون داخل النص الذى يكتبه حكامنا معتقلون داخل الدين كما فسره إمامنا معتقلون داخل الحزن ..وأحلى ما بنا أحزاننا مراقبون نحن فى المقهى ..وفى البيت وفى أرحام أمهاتنا !! حيث تلفتنا وجدنا المخبر السرى فى انتظارنا يشرب من قهوتنا ينام فى فراشنا يعبث فى بريدنا ينكش فى أوراقنا يدخل فى أنوفنا يخرج من سعالنا لساننا ..مقطوع ورأسنا ..مقطوع وخبزنا مبلل بالخوف والدموع إذا تظلمنا إلى حامى الحمى قيل لنا : ممنـــوع وإذا تضرعنا إلى رب السما قيل لنا : ممنوع وإن هتفنا .. يا رسول الله كن فى عوننا يعطوننا تأشيرة من غير ما رجوع وإن طلبنا قلماً لنكتب القصيدة الأخيرة أو نكتب الوصية الأخيرة قبيل أن نموت شنقاً غيروا الموضوع ****************************** يا وطنى المصلوب فوق حائط الكراهية يا كرة النار التى تسير نحو الهاوية لا أحد من مضر .. أو من بنى ثقيف أعطى لهذا الوطن الغارق بالنزيف زجاجة من دمه أو بوله الشريف لا أحد على امتداد هذه العباءة المرقعة ********** أهداك يوماً معطفاً أو قبعة يا وطنى المكسور مثل عشبة الخريف مقتلعون نحن كالأشجار من مكاننا مهجرون من أمانينا وذكرياتنا عيوننا تخاف من أصواتنا حكامنا آلهة يجرى الدم الأزرق فى عروقهم ونحن نسل الجارية لا سادة الحجاز يعرفوننا .. ولا رعاع البادية ولا أبو الطيب يستضيفنا .. ولا أبو العتاهية إذا مضى طاغية سلمنا لطاغية ************************* مهاجرون نحن من مرافئ التعب لا أحد يريدنا من بحر بيروت إلى بحر العرب لا الفاطميون ... ولا القرامطة ولا المماليك … ولا البرامكة ولا الشياطين ... ولا الملائكة لا أحد يريدنا لا أحد يقرؤنا فى مدن الملح التى تذبح فى العام ملايين الكتب لا أحد يقرؤنا فى مدن صارت بها مباحث الدولة عرّاب الأدب ******************** مسافرون نحن فى سفينة الأحزان قائدنا مرتزق وشيخنا قرصان مكومون داخل الأقفاص كالجرذان لا مرفأ يقبلنا لا حانة تقبلنا كل الجوازات التى نحملها أصدرها الشيطان كل الكتابات التى نكتبها لا تعجب السلطان ***************** مسافرون خارج الزمان والمكان مسافرون ضيعوا نقودهم .. وضيعوا متاعهم !! ضيعوا أبناءهم .. وضيعوا أسماءهم ... وضيعوا إنتماءهم وضيعوا الإحساس بالأمان فلا بنو هاشم يعرفوننا .. ولا بنو قحطان ولا بنو ربيعة .. ولا بنو شيبان ولا بنو لينين يعرفوننا .. ولا بنو ريجان يا وطني .. كل العصافير لها منازل إلا العصافير التى تحترف الحرية فهى تموت خارج الأوطان
#ايليا_أرومي_كوكو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مذبحة اطفال هيبان لنا فداء
-
الضمير الانساني يستيقظ متأخراً متعاطفاً مع مذبحة اطفال هيبان
...
-
في تاريخ هيبان ثلاث مذابح و مجازر و هذه لن تكون الاخيرة
-
ثابو امبيكي و خمسة اعوام من التمادي في صناعة الفشل و محاولة
...
-
في اليوم العالمي للمرأة ... ايها الرجال أحبوا المرأة أمكم
-
هل السودان دوله الفاشلة ؟
-
المبدع كومي كوميا : الليله الله جاب يوم شكرك
-
علي المجتمع الدولي الاطلاع بمسئولياته والقيام بغوث الضحايا ف
...
-
انسحاب الوفد الحكومي من مفاوضات اديس ابابا وخيبة ألامل الكبي
...
-
انسحاب الوفد الحكومي من مفاوضات اديس ابابا خيبة ألامل الكبير
...
-
السودانيون يقتلون ويموتون سمبلا في كل بقاع الارض
-
ملاك رحمه في صورة انسان الجراح الامريكي توم كاتينا نصير جبال
...
-
الحوار السوداني : المؤتمر الوطني يتحاور مع توئمه المؤتمر الش
...
-
في السودان مافيا الغاز تفتعل الندرة و تتلاعب باوزان الانابيب
-
مدارات الاشواق
-
اطفال جبال النوبة في مأساتهم يصرخون في وادي ظل الموت فهل من
...
-
تقارير عن استخدام الاسلحة العنقودية في جبال النوبة
-
في اليوم العالمي للشعوبة الاصيلة دعوة لوقف شامل للحروب في ال
...
-
الاستاذ فضيلي جماع شخصية العام 2015م في قناة جبال النوبة الف
...
-
ثابو امبيكي ما الذي يمكن ان يرجي من زيارته للخرطوم ...!
المزيد.....
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|