حسن العاصي
باحث وكاتب
(Hassan Assi)
الحوار المتمدن-العدد: 5168 - 2016 / 5 / 20 - 21:14
المحور:
الادب والفن
سئمنا من الحزن
ومن شقّ ثوب الدموع
يشيّع الصغار آباؤهم
يتأبطون الشمع الطيني
ويتعرون من لحمهم
الصبح يحتضر
والكرب دروب تنتفض
يقطف لون العيون
النهر يبتلع الشجر
والأحبة يغيبون
في المدى المرسوم
على محنة الرحيل
هناك
تماماً في التقاء البحور
وفي البراري البعيدة
يختبئ الحزن
يشرّع رأسه للريح
ليطفئ لوح الضياء
عنيد هذا الحزن
يستأثر بِدُكْنة الطريق
لايهجع ولايهرم
يمتدّ على الأسوار
على الحقول
في احتشاد الأسماء
في حلم الصفصافة
وقرب المطر المرتبك
ينبت في ربيع القلوب
دون مواسم
مثل الشوك الأسود
على شرفات المنافي
في زند الغرباء
في قصيدة متأخرة
ومواعيد لا تأتي
هذا الحزن
متجرّد من الألوان
رأسه مرايا معتمة
أضلاعه تسعة جدران
وفمه نوافذ مختنقة
يجثم
على حواف العمر
يترصّد صَبْوَةِ الروح
للحزن روافد
مثل مزمار
يلملم تفاصيل الألم
الحزن ضرير
يتسكّع
في خواء الوقت
بلا سراج
يغلق الحكاية
ويفتح البكاء
إن اقتربت أكثر
يمزق صدرك
بعض الحزن
يأتي جمبلاً
كما حزن العشاق
ومكابدة الأشوق
كما حزن الدراويش
في التضرّع
يشفع للحزن
أن بعض الدموع
تغسل روح المغموم
بعض البكاء
أن تقبض
على ضوء الماء
كي لا تنسل
من أخاديد القلوب
وردة الرحمة
#حسن_العاصي (هاشتاغ)
Hassan_Assi#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟