أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - لغة الجرائد














المزيد.....

لغة الجرائد


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 5167 - 2016 / 5 / 19 - 17:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يدرك الممثل المصري أحمد آدم وأمثاله أن السخرية من أخوتنا السوريين تحقير مباشر لتاريخ مصر وثقافتها قبل أن تكون أي شيء آخر. فقد امتزجت دماء وعقول السوريين بدمائنا وعقولنا عبر التاريخ الحديث، بدءا من معاهدة الدفاع المشترك في أكتوبر 1955، وحينما قصفت قوات العدوان هوائيات الاذاعة المصرية يوم الجمعة 2 نوفمبر علا من دمشق صوت اذاعتها يعلن " هنا القاهرة"! وهب السوريون يفجرون أنابيب النفط تضامنا مع الشعب المصري ضد العدوان، ثم جاءت دولة الوحدة في فبراير 1958، ومعاهدة دفاع ثانية في 1966، والنزيف المشترك في حرب 1967، وفي حرب أكتوبر 1973، لم تنسكب دماء السوريين مع دمائنا فحسب، بل وترسخ إبداعهم الفكري تيارا رئيسيا امتزج بنشأة وتطور الفكر والثقافة المصرية. وقد لا يعرف الكثيرون أن منطقة كاملة من القاهرة هي السكاكيني اتخذت اسمها من السوري حبيب باشا السكاكيني، وكان أحمد فارس الشدياق أسبق من رفاعة الطهطاوي في الدعوة لحرية المرأة، أما في الصحافة المصرية فكان السوريون من رواد نشأتها، ويذكر في ذلك المجال الأخوان سليم وبشارة تقلا اللذان أسسا جريدة الأهرام 1875، وجورجي زيدان مؤسس مجلة ودار الهلال، وروز اليوسف، وشبلي شميل، وفؤاد صروف، وفي الأدب ترك السوريون بصمة قوية بواسطة جورجي زيدان، وفرح أنطون، ومي زيادة وشاعر القطرين خليل مطران، وزينب فواز، ولمعت أسماؤهم في السينما وحفظناها، عبد السلام النابلسي، وماري كوين، وصباح، وفي الغناء ظهرت أسمهان وفريد الأطرش وفايزة أحمد ونجاح سلام التي أنشدت" أنا النيل مقبرة الغزاة"، وفي المسرح تألقت كوكبة لولاها ما برز المسرح المصري مؤلفة من سليم نقاش، وسليمان الحداد، واسكندر فرح، وفرقة أبي خليل القباني، ولولا ذلك كله ما ظهر سلامة حجازي ومسرحه. ومؤخرا نبهني مشكورا الصديق الأديب المغربي بنميمون أحمد إلي كتاب مهم هو " لغة الجرائد" لابراهيم اليازجي، وكان ذلك في معرض حديثنا عن تدهور مستوى اللغة في الكتابة الأدبية والصحفية. واليازجي من الشوام العظام ناقدا وأديبا من رواد النهضة باللغة العربية. جاء إلي القاهرة وتولى تحرير جريدة " النجاح" عام 1872، ثم أسس مجلة الضياء وترأس تحريرها عام 1898، وتوفي في مصر عام 1906. ترك عدة دواوين شعرية ، وكتابه المعروف " لغة الجرائد". ويقول فيه إن الصحافة انتقلت إلي " طور جديد من الفصاحة وجزالة التعبير"، لكنه يأخذ عليها ترويجها ونشرها للأخطاء اللغوية مثل الاستخدام الشائع لعبارة" وحش كاسر" مع أن الكاسر من صفات جوارح الطير مثل النسر لكنها ليست للوحوش! ومثل قولهم:" ذهب الرجلان سوية" مع أن معنى السوية هو التماثل كقولك اقتسما المال سوية أي المثل بالمثل. ويقولون:"فوضت فلانا بالأمر"والصواب هو العكس: فوضت الأمر إلي فلان! ويقولون:" دخلت عليه فإذا عنده رجلان اثنان" مع أن الرجلين لا يكونان إلا اثنين!! ويقولون:"هل شهر يناير"مع أن المقصود بقولة هل الشهر هو ظهور الهلال ومن ثم فهي مقصورة على الأشهر القمرية! يقولون: " تعود على الأمر"والصواب: تعود الأمر! ستجد الكثير من الأخطاء المدهشة وتصويبها، بعضها قد تقبله وبعضها قد ترفضه، لكنك في كل الأحوال ستجنى فائدة كبرى من ذلك الكتاب المدهش الذي صدر عام 1871ومازلنا نتعلم منه ومن معارف السوريين يا أخ أحمد يا آدم!
د. أحمد الخميسي. كاتب مصري



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تفاصيل الموت والحياة
- - اتصال - قصة قصيرة
- تيران وصنافير .. وحرية التعبير
- صحافتنا المصرية تاريخ من الحرية
- صياد الأرواح
- عدمية وخراب الأدب الصهيوني
- لحظات لن يغغر فيها الوطن الصمت .. حول جزيرتي صنافير وتيران
- تمثال للأم الشجاعة
- علاء الديب .. شجن الوحدة والاغتراب
- طوب علينا يارب
- حاكموا الوزير أو أفرجوا عن أطفال المسيحيين
- من تنوير العقل إلي تنوير الشعور
- يهدمون بيت أحمد رامي في القاهرة!
- الشاي والناس
- من الذي يتجرأ على تعديل نجيب محفوظ ؟!
- نوبة عباس الطرابيلي
- آليونا - قصة قصيرة
- معرض الكتاب .. تنوير لا يصل لمستحقيه !
- المسيحي الذي قرأ الفاتحة لأجل الوطن !
- التعريب .. خطوتان إلي الأمام


المزيد.....




- اختبار بسيط يكشف تعرض الجسم للجفاف
- ترامب يقول إن بايدن -انسحب- من سباق الرئاسية، وينتقد في فيدي ...
- بيلاروس بدأت الاستعداد لمواجهة استفزاز أوكراني كبير
- سمحوا لترامب بالقتل
- تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /04.07.2024/
- ??مباشر: إسرائيل تجري تقييما لملاحظات حماس بشأن وقف إطلاق ال ...
- الحكام الديمقراطيون يتعهدون بـ -دعم- بايدن في الانتخابات الر ...
- إعصار بيريل يضرب جامايكا مع ارتفاع عدد الوفيات وانتشار الدما ...
- شاهد.. ترامب يقول إن بايدن -انسحب- من سباق الرئاسية، وينتقد ...
- هل بوتين وترامب يتواصلان بشأن أوكرانيا؟.. الكرملين يرد


المزيد.....

- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - لغة الجرائد