أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - حنان محمد السعيد - السلام .. والسلام الدافئ














المزيد.....

السلام .. والسلام الدافئ


حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)


الحوار المتمدن-العدد: 5166 - 2016 / 5 / 18 - 21:07
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


لم نكن نتصوران يأتي اليوم الذي يهنئ فيه رئيس مصري ووزير خارجيته، الكيان الصهيوني المحتل بعيد التأسيس، وخاصة في الوقت الذي يقوم هذا الكيان بتنفيذ عمليات عسكرية على قطاع غزة بالتزامن مع هذا الخطاب العاطفي.
ولا يخفي على احد الدور الصهيوني في تدمير دول المنطقة، بداية بالعراق ومرورا بسوريا واخيرا اليمن وليبيا، وكيف لا تتواني اسرائيل عن ارسال الاسلحة والامدادات لقاعدة العند التي يشن منها التحالف المعتدي غاراته على اليمن، بل لا نكون مخطئين اذا اعتبرنا ان الحرب التي يتم خوضها اليوم في اليمن هي ضمن المخططات الاسرائيلية للسيطرة على مضيق باب المندب ومد هيمنتها على مداخل ومخارج البحر الأحمر، وقتل اي بؤرة مقاومة يمكن ان تعرقل في يوم مشروعها الاستعماري، فمن لا يمكن ضمان ولاءه سنقضي عليه كي لا تقوم له قائمة.
ولا ننكر ان حديث هذا الرئيس عن "السلام الدافيء" كان له مقدمات كثيرة، تجعل من هذا التعبير غير غريب ولا مفاجئ، فالتصريحات والأفعال السابقة ومنذ ظهوره على الساحة السياسية كانت تظهر مدى تعاونه مع هذا الكيان المغتصب، وتصريحات العديد من المسؤولين في المنطقة حول نفس الأمر في نفس الوقت لا يمكن ان تكون مجرد تصريحات عشوائية.
ففي وقت سابق تحدث السيسي عن "توسيع اتفاقية السلام لتشمل دول عربية اخرى." وما سبق ذلك وتلاه من افعال تؤكد انه يقوم بتنفيذ ما كانت تطمح اليه الحكومة الاسرائيلية في توفير منطقة عازلة على الحدود المصرية في سيناء، وهو ما حدث بالفعل بعد تهجير اهالي رفح، والحملات الأمنية المكثفة على المناطق السكنية في سيناء، والتنازل عن جزيرتي تيران وصنافير وما ترتب عليه من تنازل عن السيادة المصرية على مدخل خليج العقبة، وادخال السعودية بصورة رسمية ضمن اتفاقية كامب ديفيد، والعديد من الأفعال التي تظهر تعاون وتوافق غير مسبوق بين النظام المصري والاسرائيلي.
ومنذ بداية العام انطلقت العديد من التصريحات من شخصيات عربية تؤكد على ضرورة التعاون والتماهي مع الدولة الاسرائيلية واعتبارها امر واقع يجب التعامل معه وليس رفضه او مقاومته، وان الدول العربية لا يمكنها ان تقاوم اسرائيل ومن الأفضل ان تتعاون معها كقوة في المنطقة، بل وتمادى البعض للمطالبة بادخالها ضمن حلف سني لمواجهة المد الشيعي الايراني.

من ضمن هذه التصريحات التي صدمت الرأي العام، تغريدات ضاحي خلفان، والتي قال فيها ان الصراع العربي الاسرائيلي يجب ان ينظر اليه كصراع على الميراث مع ابناء العم، وليقدم كل طرف مستنداته ليثبت احقيته في الأرض! لهذه الدرجة تم تسفيه القضية ومحو كل جرائم الابادة والتدمير وانتهاك الأماكن المقدسة!!

ولا ننسى تصريح الملك البحريني عن "قدرة اسرائيل على حماية الدول المعتدلة في المنطقة" فاسرائيل ليست عدوا الأن ولكنها اصبحت بالنسبة لهم "حاميا" لعروشهم التي يغتصبونها رغما عن انف شعوبهم.
ومنذ سنوات وتحاول الادارة الامريكية ان تطبق ما تطلق عليه "حل الدولتين" على الأرض، ويستلزم ذلك الحل "توسيع" قطاع غزة .. والسؤال الأن .. كيف سيتم توسيع القطاع؟ .. وعلى حساب من؟ .. هل يعني هذا ان الحكومة الاسرائيلية التي تعمل في كل يوم على بناء المستوطنات واقتطاع الأراضي الفلسطينية ستفتح لهم المجال لاستعادة جزء من الأراضي المغتصبة؟ ام ان التوسع المذكور سيتجه غربا؟

ولكي نعلم ان هناك ما يدور خلف الستار باتفاق القوى الدولية وبدون علم الشعوب، فتصريحات السيسي عن السلام "الدافيء" والمبادرة المصرية لتحقيق "الأمل" للفلسطينيين و "الأمان" للاسرائيليين، اتت بالتزامن مع المبادرة التي يدعو اليها اولوند برعاية فرنسية، والتي يقوم لأجلها هو ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري بجولات مكوكية في الفترة الأخيرة، لأنهاء مشروعهم الغامض قبل نهاية مدة الرئيس الأمريكي الحالي باراك اوباما.

ومن المدهش حقا ان الرئيس المصري الذي اعلنها صريحة من قبل انه لم يعلن عن مسألة التخلي عن الجزر المصرية لصالح السعودية الا بعد انتهاء الصفقة لعلمه أن الأمر سيثير الرأي العام، يوجه حديثه عن مبادرة السلام الجديدة الى الاسرائيليين ويطالب اسرائيل بنقل حديثه في اذاعتها ولكنه لا يشرح لمواطنيه اي شيء عن ماهية هذه المبادرة وحقيقة الدور المصري فيها وبنود الاتفاقية وما ترمي اليه.. فهل ستثير هي الأخرى "الرأي العام" بعد ان يجد فيها الشعب مصيبة جديدة تقتطع من ارضه وحقوقه، وتضاف الى مصائب اخرى مثل التوقيع على اتفاقية المبادئ وترسيم الحدود مع قبرص والسعودية وغيرها من الاتفاقات والقوانين المخفية منها والظاهرة.
وعلى الرغم من التعاون الكامل للحكومات العربية في الوقت الحالي مع الكيان الصهيوني، والذي بدأ يخرج الى السطح بشكل واضح ولم يعد يمكن اخفاءه او التنصل منه، وانما بقي فقط ان يتحول الى امر واقع وطبيعي بعد 68 سنة من وجود هذا الكيان، الا ان الشعوب سيكون لها دوما رأي اخر، فلتطلقوا عليه لقب دولة، مازلنا نعتبره كيان مغتصب، ولتهنئوهم بعيد التأسيس، مازلنا نعتبره يوم النكبة، ولتصنعوا معهم "سلام دافئ" وتتعاملوا معهم كدولة شرعية، فالشعوب لم ولن تعترف بمشروعيتهم، واذا كنتم تريدون التأكد من ذلك فاعلنوا كافة اشكال تعاونكم مع هذا الكيان صراحة امام شعوبكم، اكتبوا على بضائعهم "صنع في اسرائيل"، اعلنوا الزيارات المتبادلة بينكم، فمهما قلتم عن مشروعية هذا الكيان، لن تستطيعوا اقناع احد بذلك ولا حتى اقناع انفسكم!!



#حنان_محمد_السعيد (هاشتاغ)       Hanan_Hikal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العسكر .. في اللغة
- كتائب العار وتقنين التزييف
- حذاء ميسي وتقرير جنينة .. والمسكوت عنه في مصر
- طائفيون يدعمون الارهاب
- خدش حياء مجتمع فاقد للحياء
- شيطنة الأخر وقصور العقلية الأمنية
- فياض ورائف
- اورويل 1948 واسقاطات على الحالة المصرية
- إعلام غير محايد
- حالة فردية
- ضحايا من كل نوع
- مستحضرات ضارة
- الحيتان الكبيرة لا يجرفها الموج
- الموتى الأحياء
- علمانية البرادعي
- سر في بئر
- الثورة المنسية
- الحبوب السحرية
- تعذيب
- عيد الحب


المزيد.....




- روبرت كينيدي في تصريحات سابقة: ترامب يشبه هتلر لكن بدون خطة. ...
- مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية يصدر قرارا ضد إيران
- مشروع قرار في مجلس الشيوخ الأمريكي لتعليق مبيعات الأسلحة للإ ...
- من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا ...
- ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا ...
- قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم ...
- مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل ...
- وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب ...
- واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب ...
- مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال ...


المزيد.....

- علاقة السيد - التابع مع الغرب / مازن كم الماز
- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - حنان محمد السعيد - السلام .. والسلام الدافئ