أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - هناك دول فاشلة، وهنا دولة مجانين!














المزيد.....

هناك دول فاشلة، وهنا دولة مجانين!


راضي كريني

الحوار المتمدن-العدد: 5166 - 2016 / 5 / 18 - 11:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


18-5-2016
كلّ دول الجوار فاشلة إلاّ دولتي. بعض دول الجوار لا ترغب بحماية مواطنيها، والبعض الآخر غير قادر على حمايتهم، وثمّة دولة تقتلهم وتحرمهم من الحليب! أمّا في دولتي، فيشعر المواطن بالأمن والآمان وبوفرة التأمينات، حياتنا مؤمّنة، بيوتنا مؤمّنة، سيّاراتنا مؤمّنة،و... حتّى ثلاّجاتنا وكراسي تلفزيوناتنا مؤمّنة.
في كلّ دول الجوار تفقد السلطات السيطرة الفعليّة على أراضيها، وهي حارات "كلّ من إيده إله"، يسودها العنف والعصابات والإجرام المنظّم، ووتتفشّى فيها عمليّات تهريب المخدّرات، وتجارة السلاح، وتبييض الأموال، و... وتتعاون العصابات فيها مع كافة مخابرات العالم من "السي، آي، إي" حتى "الموساد" و"الشاباك" في بلادي.. جميعها تعرض أراضيها التي تحكمها، أو لا، للبيع! فقط بلادي تتوسّع بالضمّ، والمصادرة، والاحتلال، و... وبالنهب، والشراء العلنيّ والمخفيّ الأعظم!
كلّ دول الجوار تفقد شرعيّة اتّخاذ القرارات العامّة وتنفيذها، وجميعها تفتقد للحدّ المعقول من الخدمات العامّة، حتّى جمع النفايات عندهم أزمة، وعندهم تصبح النكبة نكسة ومن ثمّ تتحوّل إلى نكتة! أمّا في بلدي، فالكلّ يشارك في عمليّة اتّخاذ القرارات، ولذلك يلتزم الجميع بها، فمزابلها جنّات ( جنّات عَ مدّ النظر --- ما بينشبع منها نظر، وطيور عَ نغماتها ___ بينام وبيصحى القمر)! وفي ذكرى الكارثة ننسى البطولة، ونستدرّ العطف ونذرف الدموع و... ونجمع المال والتأييد لمشاريعنا الحيويّة والأمنيّة!
وعن الخدمات البلديّة والصحيّة والتعليميّة عندنا، لا تسأل، دولتي ترعى مصالح "داعش "والنصرة"؛ فتصوّروا بأيّ شكل تقدّم الخدمات لنا!
كلّ دول الجوار لا تنصاع لقانون دوليّ أو محلّيّ، وبعضها دون القانون، وجميعها تمارس العنف والعدوان والقمع والاحتلال والإذلال والطرد والتهجير؛ أمّا في بلادي، فاللاجئ يصبح مواطنا، والفقير يصبح غنيّا، والغريب يصبح مأنوسا وابن بيت، و... والخنزير لا يذبح ليؤكل لحمه في دولتي؛ بل يصبح بقرة حلوبا تمنح الخير للناس، من لبن وجبن، وزبد وهي حيّة، وتمرح في ربوع خضراء غنّاء فيها كفاية ويسار.
كلّ دول الجوار تعاني من انعدام الديمقراطيّة، ولا تمتلك أيّ شكل من أشكالها، مواطنوها أعجز من أن يستوعبوا درسا واحدا في الديمقراطيّة؛ فكيف سيطبّقون الديمقراطيّة؟! وكيف سيبنون المؤسّسات الديمقراطيّة؟! بالطبع فيها مؤسّسات لكنّها بدون جوهر، ومزاجيّة، و...، وزئبقيّة. أمّا في بلادي، فالمواطن يتنفّس ديمقراطيّة، المستوطن ديمقراطيّ ويتعامل بأوج الاحترام مع المواطن، وكذلك العلاقة بين اليمين واليسار في تل أبيب، والعربيّ أخ لليهوديّ وناصر له "ظالما أو مظلوما"، و... وفي بلادي، يحقّ للجميع التعبير عن رأيهم؛ الجنديّ ينتقد القائد، والقائد يتقبّل الجنديّ في السرّاء والضرّاء، في النعمة والنقمة، وفي الهزيمة والنصر، والقائد العسكريّ له مطلق الحريّة للتعبير عن وجهات نظره السياسيّة، و...
وفي بلادي، يمكن للعلمانيّ أن يصبح دينيّا متطرّفا، ويمكن لليساريّ أن يصبح يمينيّا، وللمعارض أن يصبح مواليا، ويمكن لرئيس الحكومة أن يصبح رئيس المعارضة، والعكس صحيح، ويمكن للمبادئ أن تصبح غايات ونهايات واستكمالات، ويمكن للسبب أن يصبح نتيجة والعكس صحيح، ويمكن لبيبي أن يصبح بوجي، والعكس صحيح.
في بلادي أصبحنا مجانين؛ فلا تجادلوا المجانين!



#راضي_كريني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خذوا حفنة دم حلبيّة واسألوها
- كلّ أيّار وأنتم بخير
- اللّذّة في قراءة نصوصه
- زيارة أمريكا
- الحلّ أربع دول
- المال ينطق بحجّته
- بيبي شرط ضروريّ للاحتلال
- ذهب أبو حاتم وبقي الديوان
- إسرائيل بحاجة لرئيس حكومة آخر
- مفتاح الحلّ ليس بأيديكم
- بيبي نتنياهو، أنت المسؤول الأوّل
- ليت أبو مازن ذكر صدره ونسي عجزه
- خطر الهيمنة المافياوية الاحتكارية اليهوديّة
- حكومة لا تشعر بالأخطار الوجوديّة وبالضربات
- اليمين المتطرّف وظاهرة -راجح-
- تسيّونوت ومتسيّونوت؛ صهيونيّة وتفوّق
- جدعون ليفي لست وحدك
- حكم نخبويّ، لا ديمقراطيّ
- بيبي نتنياهو دون كيشوت العصر
- مَن يصنع الأشباح تخرج له


المزيد.....




- جنرال أمريكي متقاعد يوضح لـCNN سبب استخدام روسيا لصاروخ -MIR ...
- تحليل: خطاب بوتين ومعنى إطلاق روسيا صاروخ MIRV لأول مرة
- جزيرة ميكونوس..ما سر جاذبية هذه الوجهة السياحية باليونان؟
- أكثر الدول العربية ابتعاثا لطلابها لتلقي التعليم بأمريكا.. إ ...
- -نيويورك بوست-: ألمانيا تستعد للحرب مع روسيا
- -غينيس- تجمع أطول وأقصر امرأتين في العالم
- لبنان- عشرات القتلى في قصف إسرائيلي على معاقل لحزب الله في ل ...
- ضابط أمريكي: -أوريشنيك- جزء من التهديد النووي وبوتين يريد به ...
- غيتس يشيد بجهود الإمارات في تحسين حياة الفئات الأكثر ضعفا حو ...
- مصر.. حادث دهس مروع بسبب شيف شهير


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - هناك دول فاشلة، وهنا دولة مجانين!