أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عدنان الصباح - الاستغوال أبشع مراحل الامبريالية (7)















المزيد.....


الاستغوال أبشع مراحل الامبريالية (7)


عدنان الصباح
(ADNAN ALSABBAH)


الحوار المتمدن-العدد: 5163 - 2016 / 5 / 15 - 02:36
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


بتاريخ 19/3/1917 قال قائد الجيوش البريطانية التي احتلت العراق موجها حديثه للعراقيين " ان جيوشنا لم تدخل مدنكم وأراضيكم بمنزلة قاهرين أو أعداء بل بمنزلة محررين فقد أخضع موطنكم من أيام هولاكو لمظالم الغرباء فخرّبت قصوركم وتجردت حدائقكم وأنت أشخاصكم انتم وأسلافكم من جور الاسترقاق. لقد سيق أبناؤكم الى حروب لم تنشدوها وجردكم القوم الظلمة من ثروتكم وبددوها في أصقاع شاسعة " وبعد مائة عام تقريبا وفي تاريخ مماثل تقريبا في عام 2003 أعلن جورج بوش الحرب على العراق بقوله " نأتي إلى العراق والاحترام يحدونا لمواطنيه ولحضارته العظيمة ولمعتقداته الدينية التي يمارسونها. ليست لدينا أي مطامع في العراق، سوى أن نزيل التهديد ونستعيد السيطرة على تلك الدولة إلى شعبها " وتابع في خطاب النصر يقول " لدينا عمل صعب نؤديه في العراق. إننا نقوم بإحلال النظام في أجزاء مازالت خطرة في ذلك البلد. وإننا نقوم بملاحقة والعثور على زعماء النظام القديم الذين سيحاسَبون على جرائمهم. وقد بدأنا البحث عن الأسلحة الكيميائية والبيولوجية المخبأة، ونحن على علم بالفعل بمئات المواقع التي سيتم التحقق في أمرها ,إننا نساعد في إعادة بناء العراق، حيث شيد الدكتاتور قصورا بدل المستشفيات والمدارس للشعب. وسنقف إلى جانب قادة العراق الجدد أثناء تشكيلهم حكومة جديدة بالشعب ومن الشعب وللشعب العراقي".
نابليون بونابرت الذي وللمهزلة اسماه بعض المؤرخين المسلمين الجنرال علي قال في رسالته التي وجهها لشعب مصر عند احتلالها ما نصه:
" بسم الله الرحمن الرحيم، لا اله إلا الله وحده ولا شريك له في ملكه... أيها المشايخ والأئمة...قولوا لأمتكم أن الفرنساوية هم أيضاً مسلمون مخلصون وإثبات ذلك أنهم قد نزلوا في روما الكبرى وخرّبوا فيها كرسي البابا الذي كان دائماً يحّث النصارى على محاربة الإسلام، ثم قصدوا جزيرة مالطا وطردوا منها الكوالليرية الذين كانوا يزعمون أن الله يطلب منهم مقاتلة المسلمين، ومع ذلك فإن الفرنساوية في كل وقت من الأوقات صاروا محبين مخلصين لحضرة السلطان العثماني..أدام الله ملكه...أدام الله إجلال السلطان العثماني أدام الله إجلال العسكر الفرنساوي لعن الله المماليك وأصلح حال الأمة المصرية."
هذا هو الخطاب الإسلامي العظيم الذي وجهه نابليون للمسلمين في مصر وعمل بكل ما أوتي من قوة لإقناع المصريين انه وجنده اعتنقوا الإسلام حتى يسهل عليهم السيطرة على مصر وشعبها حتى وصل الأمر بتحويل اسمه إلى الجنرال علي وهذا النموذج الأسوأ لآليات التعاطي مع الشعوب والتحايل عليها لسرقة خيرات البلد والسيطرة على مقدراتها واستخدامها لصالح تحقيق الأهداف الأبشع للرأسمالية وممثليها وعلى نفس المنوال كانت كلمات قائد الجيوش البريطانية في العراق ورسالة بوش في احتلال الخرق والكل يعلم جيدا أين ذهبت كلمات قائد الجيوش البريطانية وما الذي حل بالعراق وكيف تم ترسيمها وخلط الأوراق هناك ليأتي بوش بعد مائة عام ليكرر نفس الكلمات وليفعل بعد ذلك نفس ما فعله أسلافه الانجليز فالحكاية واحدة في كل الحالات والامبريالية التي رعتها بريطانيا وألمانيا وفرنسا ورثتها امريكا لتصبح أكثر استغوالا ضد شعوب الارض وأممها.
حين احتلت بريطانيا العراق كانت العراق تتألف من ولايات ثلاث هي بغداد والبصرة والموصل وكانت التركيبة الاجتماعية متجانسة في القومية ومترابطة رغم اختلاف الديانات والمذاهب قليلا فقد كان العرب آنذاك يشكلون 75% من مواطني الولايات الثلاث والأكراد 15% فيما توزع الباقي على أقليات عرقية أخرى فيما كان المسلمين يشكلون 90% من المواطنين وبدل ان تسعى بريطانيا لإقامة حكومة اتحادية للولايات الثلاث اهتمت بإلغاء التمايزات ودمج الجميع في دولة واحدة مع تركيزها على الإبقاء على هذه التمايزات قائمة بل وساعدت على ترسيخها أكثر في محاولة لمنع تشكيل مجتمع عراقي نوحد في دولة مدنية حديثة وهو ما ورثته العراق الى ان جاء احتلال امريكا وحلفائها بما فيهم بريطانيا لها لتعيد الاستفادة مما زرعته بريطانيا هناك وتعيد الصراعات والخلافات الدينية والمذهبية والعرقية الى الواجهة بإشعال نارها بكل ما أوتيت من قوة ولتقدم نموذجا للحرية التي جاءت من اجلها مختلة لهذا البلد الذي دمرته عن بكرة أبيه وجعلته نهبا للفساد والفوضى والاقتتال والصراعات بلا توقف وليصبح العراق الذي كان بلدا غنيا مزدهرا من أكثر بلاد العالم فقرا ودمار.
دائما حرصت القوى الاستعمارية على إذكاء الصراعات عند الشعوب لأي سبب ممكن عرقي أو ديني أو حتى عشائري جهوي أو طبقي وقد فعلت ذلك بكل المراحل والمناطق وأيا كانت الجهة المستعمرة فقد ظلت الأدوات نفسها ففرنسا التي سلمت مكانها لأمريكا في فيتنام لم تغب بالسلوك والفكر والسياسة وان غابت عمليا وهذا ما حصل مع أمريكا في العراق لتمارس نفس سلوك بريطانيا في مطلع القرن وما فعلته فرنسا نابليون في مصر تابعته بريطانيا أيضا هناك بعد الحرب الاستعمارية الأولى واستعمارها لمصر.
الولايات المتحدة ومن قبلها مصر سعت دائما لإذكاء الصراع السني الشيعي في ما أسمته بالهلال الشيعي وهي راوحت دائما وترددت بتسمية الخليج العربي بالخليج الفارسي حسب الظروف والمرحلة فتارة أسمته الخليج الفارسي وتارة أخرى أسمته الخليج العربي وحين كانت إيران أمريكية بامتياز تحت حكم الشاه وصديقة لإسرائيل الصهيونية المعادية للعرب ومتحالفة مع مصطفى البرزاني في العراق وكان العراق لزمن ليس قصير تحت إدارة قومية معادية للامبريالية كان الحلف الإيراني البرزاني الإسرائيلي هو الأهم لدى أمريكا وهي غيرت دائما رؤيتها حسب المتغيرات هناك فحالفت النظام القومي العربي البعثي في العراق بقيادة صدام ضد إيران وكردستان وانقلبت عليه حين انتهت منه وتحالفت مع حلفائه وأعدائه معا عليه وضمت في الحلف السعودية ومصر وسوريا ودول الخليج وضمنت صمت إيران بل وتسهيلها لمهمة قوات التحالف المعادية للعراق لما لها فيه من مصلحة بإسقاط العراق وإفقاده قوته لتمرير المصالح الإيرانية هناك.
لا ثوابت ولا أخلاق ولا قواعد في مجرى السياسة الامبريالية في سائر مناحي الأرض وحلفاء اليوم هم أعداء الغد والعكس صحيح وأيضا دون ثبات فيمكن للدورة أن تتكرر مرات ومرات دون خجل أو تردد فأمريكا التي تحالفت يوما مع سوريا وإيران والسعودية وقطر ضد العراق عادت لتنفض تحالفها وتعيد تفكيكه وتركيبه لتحارب سوريا وإيران بالمال السعودي القطري دون أن تلغي المصالح المشتركة لها مع إيران في العراق وأفغانستان وهي التي سعت لخلق تحالف قطري تركي سوري ذات يوم أعادت تركيبه من جديد لتخرج سوريا منه سعيا لتدميرها لصالح تركيا خادمة مصالحها الأقوى في مواجهة إيران والثورة الكردية في سائر مناطق كردستان وهي تصمت عن الجريمة التركية المتواصلة ضد القرى الكردية على الحدود الإيرانية التي تصل إلى حد الإبادة الجماعية دون أن يسمع احد شيئا عن جرائم الحرب أو حتى الإبادة الجماعية وكان العالم أمام جرائم أمريكا يغط في سبات عميق لا يمكن تفسيره أبدا.
الامبريالية في استغوالها المفتوح لا يضيرها أن تستخدم شعبا أو أكثر كأداة من أدواتها لتحقيق مصالحها هنا أو هناك وكردستان النموذج الأبهى لذلك فهي تحرص على انعدام القومية الكردية لصالح مجموعة الدول المتقاسمة لكردستان وتبقي هذه القضية حية دون إنهاء حتى تتمكن من الإبقاء على مبررات الاشتعال قائمة مستخدمة بذلك شعبا بأسرة طعما لمصالحها فحين كانت تتحالف مع صدام ضد إيران سكتت عن كل الجرائم ضد الشعب الكردي هناك وحين بات عدوا لها استحضرت كل تلك الجرائم دليل إدانة ضده, وهذا ما تفعله أيضا مع الشعب الفلسطيني الذي تبقيه تحت وطأة الاحتلال وتمارس بشأنه كل صنوف القهر والتسويف وتخلق باستمرار قصصا وحكايات كل ما تهدف إليه هو إطالة أمد هذا الصراع فتارة تتحدث عن عدم شرعية الاستيطان وتطالب بوقفه وتارات كثيرة تتحدث عن الإرهاب الفلسطيني وهكذا وكل ما تهدف إليه هو تحقيق مصالحها ومصالح حلفائها فقط أيا كانت النتائج والجرائم المرتكبة بحق الشعوب المستضعفة



#عدنان_الصباح (هاشتاغ)       ADNAN_ALSABBAH#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بس إستنا نتفة
- شمعا يحرق شمع
- إنهم يتوسعون... إننا ننحسر
- الرئاسة الأمريكية وحكاية إبريق الزيت
- الاستغوال أبشع مراحل الامبريالية (6)
- الاستغوال أبشع مراحل الامبريالية (5)
- الاستغوال أبشع مراحل الامبريالية (4)
- بيرزيت... درس للجميع من الجميع
- الإفساد سلاح أعداء الشعوب الأخطر
- فلسطينيون لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة
- الاستغوال أبشع مراحل الامبريالية (3)
- طريقنا الوحيدة إلى الأمام
- الاستغوال أبشع مراحل الامبريالية (2)
- حتى لا نبحث بين الركام
- تاريخ مشوه... يقين بعيد
- الاستغوال أبشع مراحل الامبريالية
- الوطنية الفلسطينية... الى اين؟
- أيها الحاخام... غادر بلادنا إذن
- العرب وغياب الإبداع
- مقاطعة الاحتلال... إرادة لا قرار


المزيد.....




- العراق يعلن مقتل -أبو خديجة- والي داعش ويعتبره -أحد أخطر الإ ...
- فؤاد حسين: التهديدات الآنية للمجتمع السوري والعراقي مشتركة و ...
- البحرية الملكية البريطانية تضبط مخدرات في بحر العرب
- غوتيريش: خفض واشنطن وعواصم أوروبية المساعدات الإنسانية جريمة ...
- مستوطنون إسرائيليون يخربون ممتلكات سكان قرية فلسطينية في الض ...
- نتنياهو يعلن قبوله خطة المبعوث ويتكوف ويتهم -حماس- برفضها
- الشرطة الألمانية تحقق في احتراق أربع سيارات تسلا في برلين (ص ...
- ترامب: الخبيث جو بايدن أدخلنا في فوضى كبيرة مع روسيا
- إعلام: -الناتو- يخطط لزيادة قدراته العسكرية بنسبة 30%
- تجارب الطفولة المؤلمة قد تزيد من خطر الإصابة بأمراض مزمنة


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عدنان الصباح - الاستغوال أبشع مراحل الامبريالية (7)