|
مقتبسات فكرية ....
صادق محمد عبدالكريم الدبش
الحوار المتمدن-العدد: 5162 - 2016 / 5 / 14 - 23:13
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مقتبسات فكرية ... أحبتي الأكارم توخيا للايفادة .. والفائدة العلمية والفلسفية ، أقتبس ما أعتقده مفيدا !.. كونه يعالج عقد وتراكمات فكرية ودينية ، نحن أحوج الى فهمها وبما ينسجم مع حركة التأريخ وتطور العلوم وعلى أختلام فروعها وفصولها ( التطبيقية .. والأنسانية .. وعلوم الميتافيزيقية .. وغيرها ألخ... ) وقد يستهجنها البعض حد الرفض !.. وقد يستحسنها الأخرين ، وتبقى مسألة الشك ودوره في البحث عن الحقيقة هو المفتاح لكل الأبواب المغلقة ، ومثل ما يقول المثل .. ناقل الكفر !... ليس بكافر ، مع جل محبتي وتقديري للجميع ، وأحترامي لخياراتهم وقناعاتهم ) . صادق محمد 13/5 الجمعة . لماذا الشك هو اليوم بصدد الانتشار بين النخب المسلمة ،واللامبالات بصدد الانتشار بين جمهور المؤمنين؟ غدا اليوم واضحا ، اٍن اثبات وجود الله بالعلم استحالة ، فلم تبقى ألا القناعة الفردية ، اللايقينية ،غالبا ، الزعم بان الله هو سبب نفسه ،الذي ساد طوال القرون الوسطى ،فقد اليوم شرعيته . أذ أن وجود الكون هو سبب نفسه ، وأن وجود الأنسان سبب نفسه ، وليس الله ، الذي لم يعد وجوده ، فلسفيا وعلميا ، سبب نفسه . يقول البيولوجي أتلان : [حقاً ، النظريات البيولوجية تسمح لنا بالتفكير ، في أن الطبيعة تخلق نفسها ، من دون حاجة لتقبل وجود بداية مطلقة ] ( البيولوجي هنري اتلان ، لا ينبغي استخدام العلم للتأكد من الاساطير ، لوبوان ، يوليو 2012 م ) . علم البيولوجيا حل محل الفيزياء الفلكية في القرنيين الماضيين ، كنموذج يُحتذى لجميع العلوم . وهي من الفها الى يائها تنفي وجود الألهة . وهذه شهادة احد علمائها ( ج. د . فانسان : بفضل البيولوجيا اصبحت ملحدا : " بامكان فيزيائي فلكي ان يسمح لنفسه بانفجارات صوفية . أما بالنسبة للبيولوجيت ، فأن وجود كائن لا مادي لا أساس له من الصحة . في شبابي انتقلت من الكاثوليكية الى البروتستانتية ، التي هي اكثر منطقية ، التعالي فيها فكري أكثر مما هو ديني . كنت سأصبح قساً . البيولوجيا أعادتني من السماء الى الارض ، اٍلى المادة ، الى الجسد واللحم ( ...) عدت مجدداً الى التعالي الفكري . أصلي ولكن كملحد "إ . (1) وهنا اقتبس من نفس المصدر في الصفحة 238 حول حوار الأديان التوحيدية والوثنية ، وزرع الوعي الجمعي الأسلامي ، و الأعتراف بهذه الأديان جميعا ، كطريق للخلاص الروحي للمؤمنين بهن فضلاً عن تَبًني حقوق الأنسان الكونية ، ونزع قنبلة الأنفجار السكاني ، وضرورة اندماج المسلمين في العالم الذي يعيشون فيه ، وفي المجتمعات الغربية التي يعيشون فيها والمشاركة الأيجابية في رفع التحديات الكونية ، وحماية البيئة ، ووقف أنتشار أسلحة الدمار الشامل ، ومكافحة الأوبئة العالمية والفقر والمجاعة ، ( من أجل قرية كونية ) أكثر تكاملا وتضامناً . وعلينا ان نخرج من دائرة المجتمع المغلق النوافذ والأبواب ، أمام الحداثة المعولمة ، والتي حكمت على جميع المجتمعات بأن تكون مفنوحة أو لا تكون . هذه الدولة الدينية الأسلامية لم تعد من هذا العالم الذي نعيش فيه . أنها مأساة من يعيشون ذهنياً ودينيا ً، بمؤسسات وعلوم وقيم وأنماط تديٌن وتفكير وتدبير ، أنتجتها سرعة الجمل ، يريدون منها أن تنافس قيما أنتجتها سرعة الكومبيوتر . الحقبة الجديدة كلياًهي حقبة الثورة العلمية والأعلامية المعولمة ، الحاملة لقيم غير مسبوقة في التأريخ ، قلبت رأساً على عقب القيم التي سبقتها ، وتستمد شرعيتها حصرا من سيادة العقل البشري ، وهي تعارض بل تصادم قيما عتيقة تقليدية ودينية ، أستمدت شرعيتها من العقل الألهي ، عقل القرون الوسطى الذي هو اليوم مجرد ذكرى . المَعْلَمْ الأول على طريق العقلانية الدينية ، هي التسليم بأن الأديان الأخرى التوحيدية والوثنية يمكن ان تكون طريقا للخلاص الروحي للمؤمنين بهن ، والقبول بالحوار معهن، والتسليم بأن الدستور يجب أن يكون علمانياً، ومهما أختلفت دياناتهم وخصوصياتهم الأخرى ، والتسليم بأن المرجعية الشرعية الوحيدة للدولة هي مؤسسات وقوانين وقيم الحداثة العالمية ليس ألا ٌ . والمسألة الأخرى هي ضرورة تبني الأسلام لحقوق الأنسان الأساسية ، اللواتي لايكون الأنسان أنساناً في غيابهن ، سيكون نصف أنسان كالمرأة في الأسلام ، أو ما تحت أنسان ، كالعبد في الأسلام أيضاً . حقوق الانسان كونية ، لأن العقل المنتج لهن كوني ، نفس العقل المنتج للعلوم الكونية ، أي صالحة لكل أنسان في أي مكان كان . هذه الحقوق كونية من المفروض أن يتمتع بهن الأنسان ، مهما كان دينه أو جنسه ، كالحرية والكرامة والمساوات ، في الأمن ، في السلامة البدنية ، في الحياة ، والحقوق الأجتماعية وحق العمل والتملك الخاص والسكن ، وعلى الدين أن يتبنى هذه الحقوق ، والعقلانية الدينية المنشودة ، لن تكون عقلانية ألا أذا صالحت الأسلام مع حقوق الأنسان ، مع الأعلان العالمي لحقوق الأنسان ، مع الأتفاقية الدولية لمنع التمييز ضد المرأة وغير ذلك ، وتمثل هذه الحقوق مرجعية عليا في القرن 21 . والعقلانية الدينية هو أصلاح التعليم وهو طوق نجاة لكل أمة ، فالعلم لا دين له ولا قومية ، هو كالعقل الذي ينتجه ..كوني ، هوضالة الأنسان المتعطش للمعرفة ومن دون المعايير والاسس الحديثة ، وتطوير وتجديد المعارف والعلوم في المناهج ، لن يكون للشعب أو الأمة في أرض الأسلام لا مكان ولا مكانة في عالم القرن 21 . ومن معالم العقلانية الدينية ، هو تبني الأسلام للديمقراطية وثقافتها فالأسلام مازال متردد ورافض للديمقراطية وثقافتها . من خلال حق الفرد في حياته اليومية ، وحقه بالتصرف في جسده حياً كان أم ميتاً، وأعلام حر ونزيه ، والنقاش الحر ، وأقصاء كل أستخدام للعنف ، وحضر الميليشيات وأنشطتها ، وحصر السلاح بيد المؤسسة الأمنية والعسكرية ، والأنفتاح على الأديان وعلومها ، ونظرية التطور ، والأنفتاح الديني ، ونظرية تطور الأنواع الحية ، وخاصة القرد والأنسان ، وكما اعترف البابا جان بول الثاني امام أكاديمية الفاتكان العلمية عشية رده الأعتبار لدارون ونظريته ( نظرية التطور أكثر من فرضية ) ، وفرضية الأنتخاب الطبيعي الداروينية ، وأن تقر العقلانية الدينية بكل ما يطرئ من جديد في العلوم والمعارف . وحول الله فأن العالم الفلكي الفيزيائي ( ثوران) : يقول الله هوكما عند سبينوزا وأنشتاين ، الطبيعة كالجاذبية مثلا . لو يحدث ويتوقف قانون الجاذبية عن الأشتغال ، فأن الشمس ستنفجر وتتلاشى الكواكب التي تدور في فلكها ، ومنها كوكبنا . يبدو ان الكون ، يقول (ثوران) رُتب على نحو دقيق منذ ولادته ، من أجل ظهور الحياة والوعي . والكون محكوم بقوانين في منتهى الترتيب والتنظيم . يدرس غالبية العلماء اليوم هذه القوانين ( قوانين الطبيعة ) من دون أن يتساءلوا على الأقل علانية عن أصلها . ومع ذلك فهذه القوانين ، وعلى نحو محيٌر ، تمتلك خصائص يوصف بها عادة الله ، فهذه القوانين كونية ، وهذه القوانين مطلقات ، لأنهن لا يخضعن ، لا للشخص الذي يدرسهن ، ولا لحالة النظام المرصود ، وهن خالدات ، ولا زمان لهن . ليس بالضرورة أن يكون الأنسان ، بل كل شكل من الذكاء ، قادر على فهم نظامه وجماله وأنسجامه ، فوجود الوعي ليس أذن عرضياً ! .. بل ضروري . في الختام .. نريد عالم لا وجود فيه لداعش ولا للقاعدة والنصرة ، لا وجود لطالبان لنسف تماثيل بوذا ، ولا لدق الأعناق والحرق والجلد والتفجير في العراق وسوريا واليمن ، ولا لنساء مضطهدات ، ولا لشعب مصادرة حريته وأرادته ، ولا لدين يُفْرض رؤاه على الناس ، نريد دينا عقلانيا يتماشى وينسجم مع حركة الحياة والحضارة الأنسانية والحقوق والأعراف الدولية ، دين يختاره الناس ، بدل أن يفرض عليهم بالأكراه والقوة . وهذا يتم الوصول أليه وتحقيقه من خلال دولة المواطنة ، الدولة الديمقراطية العلمانية العادلة ، ولا شئ غيرها وسواها أبدا لو بقي النظام السياسي القائم يحكم ألف عام أخر .. فسوف لن يستتب الأمن !.. ولن يسود العدل .. ولن يتحقق الرخاء ، وسيستمر مسلسل الموت والخراب والدمار والأحتراب والتمزق في مجتمعنا العراقي ، وهذه حقيقة يجب أن يدركها الجميع ، وقوى الأسلام السياسي في أستمرارها فستغرق العراق وشعبه بكل المهالك والمحن والفساد ، ويستمر الرعب وغياب الحريات والديمقراطية . 1-المصدر: من محمد الأيمان .. الى محمد التأريخ ./ ص 279 - 280 . صادق محمد عبد الكريم الدبش . 13/5/2016 م
#صادق_محمد_عبدالكريم_الدبش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل مِنْ مُجير ؟
-
بيان الى الرأي العام العراقي والعربي والدولي !
-
الى متى يستمر العبث وأزهاق الأرواح البريئة ؟
-
الى متى الأستمرار بالتعامي والتغافل ؟ .. عن كل الذي يحدث!
-
عجيب أمركم أيها الحكام المهزلة !
-
مكدر أكولن بغلتي ببريجي !
-
أحتلال بغداد من قبل الميليشيات الطائفية !
-
جلسة سمر .. وعمل !
-
الفاتح من أيار !... والتغيير المرتقب في العراق !
-
الحزب الشيوعي .. هو الطليعة الثورية للطبقة العاملة .
-
سؤال بريئ ؟
-
مخلوقات الكواكب الأخرى ! .. تستهجن ما يجري على كوكبنا !
-
العداء للحزب !.. هو عداء لشعبنا وقواه الخيرة .
-
نشأت البروليتاريا .
-
لا سبيل .. غير الدولة الديمقراطية العلمانية .
-
الذكرى 146لميلاد لينين .
-
الأسلام السياسي الحاكم الى أين ؟
-
قراءات فكرية ثانيا ..
-
أَقْلِلْ ملامُكَ ياصديقي !
-
تأملات معشوق .. قبل الغروب !
المزيد.....
-
أحمد الشرع: سنشكل حكومة شاملة وسنعلن في الأيام المقبلة عن لج
...
-
مراسم يابانية قديمة لجلب الحظ والسلامة البحرية في فوكوكا
-
القسام تؤكد مقتل قائد أركانها محمد الضيف ونائبه وعدد من أعضا
...
-
وزير الدفاع اليوناني يطلب رسميا من سفيرة فرنسا توضيحات حول ص
...
-
ترامب يعرب عن تعازيه إثر مقتل روس في تحطم طائرتين بواشنطن وي
...
-
صحيفة تكشف التقارير الأخيرة لجهاز استخبارات بشار الأسد قبل س
...
-
السفارة الروسية في واشنطن: نعرب عن تعازينا بضحايا حادثة الطا
...
-
مرتضى منصور يهدد ترامب: التراجع أو المحاكمة أمام الجنائية ال
...
-
وكالة: الشيباني يشارك في مؤتمر دولي حول سوريا في باريس
-
واشنطن تخطط لتفجير اختباري للبلوتونيوم العسكري
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|