دعد دريد ثابت
الحوار المتمدن-العدد: 5160 - 2016 / 5 / 12 - 22:03
المحور:
الادب والفن
دُعيت الى عزاء
أول من تصافحني يدٌ تنز قيحاً أزليا
أجلس على كرسيٍ قوائمه أرجلٌ مبتورةُ
أسمع قراءة أنين وحشرجات نفس أخير
بجانبي رأسٌ منكسة تبحث عن حيٍ مقتدر
أحاول المواساة، والحنجرة تزدحم بالآلام
فيخرج صوتي كصليبٍ معقوف الآمال
يجرح حنجرتي كعظام سمكة عالقة
وأقول للرأس المقطوعة الضائعة
من فقدت؟
لا أسمع غير حشرجة النوى
لتقول والدموع تنهمر من محاجر بلا عينين
فتعقم نزيف رأسها الذاوي
فقدت شعباً ومن عاش
ليبقى صمتا وذعرا وبلها
ينوب عن حق أُستلب
من أزمنة الطواغيت واليوم
شعبُ ينتحر الخلق والرحم فيه لينمو
ديناً وطوائف بمسوخ جهل جليد لايتزعزع
قطعان تُساق الى نحرها وهي ترقص
تسألني مافقدت، وما هو ماوجدت؟
سينسون كما نسوا قبلهم
بعد اسبوعٍ أو شهرٍ أو أثمٍ
سيتناكحون ليتكاثروا أرانبَ
في إنتظار مذبحةٍ جديدةٍ
وفي إنتظار عزاءٍ آخرٍ
ستلتقي رؤوساً باكية خرساء
وأرجلَ نافرة الشرايين لاتكل الوقوف
وأيادٍ تذوي بنزيف لاينقطع
مادام هناك أحياء تصافحهم
دعينا نقرأ الفاتحة على الأحياء
#دعد_دريد_ثابت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟