|
بيان الى الرأي العام العراقي والعربي والدولي !
صادق محمد عبدالكريم الدبش
الحوار المتمدن-العدد: 5159 - 2016 / 5 / 11 - 22:00
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بيان الى الرأي العام العراقي والعربي والدولي ! يمر العراق اليوم في أخطر مراحله !.. ومنذ ما يزيد على المائة عام . وهي نتيجة منطقية لهذا الأنفلات والتشضي في كل مفاصل ( الدولة !... كونها لا توحد لدينا دولة ! .. بل توجد لدينا كونتونات .. ومراكز قوى لأحزاب أسلامية طائفية وعنصرية ، لديها ميليشيات مسلحة ومجهزة تجهيزا وتموينا !.. يفوق قدرات السلطات الحكومية ! .. والتي تمكنت هذه الأحزاب من أحتواء السلطات وتجييرها لصالحها !.. بعدما سرقت كل ما كان يعود الى الدولة ) . الأسلام السياسي الحاكم في العراق وأحزابه الطائفية وميليشياته العنصرية ، هذه جميعها تمثل خطر داهما على العراق والمنطقة والعالم ! وهذه الميليشيات المتصارعة على الساحة العراقية والمتقاطعة فيما بينها ، تمثل الخطر المحدق في العراق !.. وهي قنابل موقوتة ! .. مرشحة للأنفجار في كل لحضة ! .. وفي كل حين ! .. وكل المؤشرات والتداعيات والتنابزات ، والترهل والتداعي في مؤسسات السلطات الثلاثة ، وتفكك المؤسسة الأمنية والتي بنيت على أساس طائفي وحزبي ! .. وليس على أساس وطني ! وهي جميعها بؤر للتوتر والمواجهة ! والتململات والتداعيات للميليشيات الطائفية ومن فترة غير قصيرة ! .. من خلال التراشقات الأعلامية ، والأتهامات المتبادلة والتي هي أنعكاس للأزمة السياسية والأقتصادية والأجتماعية ، والذي يمثل جوهر الصراع على السلطة ما بين القوى الماسكة بالقرار السيادي والسياسي والمالي والأمني ! .. بل في كل مفاصل الدولة المختلفة ! والمتتبع لهذا الشأن سيجد وبوضوح تلك المؤشرات وهي باينة للعيان ! بعد 30/4/2016 م وبعد دخول الجماهير المنتفضة الى مجلس النواب العراقي وما ترتب عليه ! .. وبعدها بيوم واحد أنتشرت ميليشية ما تسمى ( سرايا الخراساني ) في حزام بغداد وفي الجادرية والجسر المعلق ومناطق أخرى بحجة حماية المنطقة الخضراء ! ولكن الحقيقة هو أشعار لسرايا السلام ( جيش المهدي ) وبأيعاز من قوى سياسية وعلى رأسها منظمة بدر وحزب الدعوة ! .. بأننا هنا وعلى الصدريين أن يحسبوا لكل شئ حسابه ! وكادت الأمور تتطور الى مواجهة بين تلك المجاميع ! .. ولو قدر لهذه المواجهات أن تحدث ؟ ليصعب التكهن بما سيترتب على ذلك من كوارث وفوضى ودماء ! وما حدث في بعقوبة خلال اليوميين الماضيين ، لا يبتعد كثيرا عن التراكمات العديدة للصراع على السلطة ونشاط الميليشيات المنفلت في مناطق المقدادية والمخيسة وزاغنية وبعقوبة وبهرز والكاطون وغيرها ، وهو تأجيج وشحن طائفي عنصري مقيت ! .. ويؤدي خدمة لمشروع الأحزاب الطائفية الحاكمة ! .. وهو وسيلة رخيصة من وسائل الأستحواذ على المغانم ومصادرة لحقوق الأخرين من المكونات والطوائف الأخرى . وأرتفاع وتيرة العمليات الأرهابية من قبل داعش وأخواتها ، وما حصد خلال أول أمس وأمس واليوم على وجه الخصوص ! .. فهو يصب في مجرى تأزيم الصراع الطائفي وتأجيجه ، وزيادة سعيره ، ليحصد المزيد من الأرواح ومن جميع الطوائف والمكونات ، وعلى حساب الدم العراقي البريئ ، المكتوي بنيران الأرهاب والظلم المجتمعي ، والمبتلى بالطائفية والتمييز والعنصرية الهوجاء . أن قوى الأسلام السياسي جميعها ! .. من داعش والنصرة والقاعدة والفصائل المتحالفة معها ، والميليشيات الطائفية الشيعية التابعة لأحزابها الأسلامية الحاكمة ، وكل المجاميع المسلحة والتي هي بالعشرات ، والخارجة عن القانون جميعها ، كونها خارج نطاق المؤسسة الأمنية والعسكرية ، وهما وجهان لعملة واحدة ! أن فلسفة ونهج وسياسات هذه المجاميع جميعها ، هو بالضد من الدولة ! وضد الدستور والقانون ، و المواطنة وقبول الأخر ، وضد الديمقراطية ! وجميعها تسعى للأستيلاء على السلطة بالقوة ، وهي لاغية لكل من يخالفها ، ويتقاطع مع نهجها ورؤاها وثقافتها ، لأنها تستمد ثقافتها من ثقافة قرون خلت ، وهي ثقافة ماتت ومنذ قرون ! ويحكمها ويتحكم بها الأموات بدل الأحياء ! .. وهي مخالفة لمنطق العقل والتبصر والتحضر والتقدم وحقوق البشر في الحياة الكريمة والتعايش بين الجميع . أقول وبكل وضوح وصراحة وحرص على شعبنا وعراقنا وأمنهما ، وأمن المنطقة والعالم ! بأن قوى الأسلام السياسي بكل أشكاله ومسمياته ! .. هو الخطر الحقيقي المحدق بنا وبالعالم ! وأن لم يتم لجمه والتصدي لسياساته وظلاميته ، فستمتد شرورهم وأثامهم وثقافاتهم الوائدة للحياة والتقدم وللأمن والسلام ، وستنتشر كالنار في الهشيم ، وعندها لا ينفع الندم ! والتأريخ لن يرحم من تواطئ وتغافل وتعامى عن هذا النهج المدمر ! ومصائر الناس ودمائهم وأعراضهم وراحتهم ، ليست لعبة !.. ولا حقل تجارب ! العراق بحاجة ماسة لأنتشاله من الهوة السحيقة التي وضع بها نتيجة حماقة وغباء وفساد وأرهاب قوى الأسلام السياسي ، وفشلهم في أدارة الدولة والمجتمع ، وما ألت أليه الأمور ، فهي لا تحتاج الى أدلة وبراهين ؟ الدولة الديمقراطية العلمانية ، هي الهدف الواجب تحقيقه ، وعلى الأمم المتحدة والولايات المتحدة والأعضاء الدائميين في مجلس الأمن ، والأتحاد الأوربي ، وكل قوى الخير والسلام أن تساعد العراق في التأسيس لدولة المواطنة وقبول الأخر وفصل الدين عن الدولة فورا . وأعادة بناء المؤسسة الأمنية وعلى أساس الوطنية والمواطنة والمهنية والخبرة والكفائة ، وبعيدا عن هيمنة الأحزاب وعن التحزب ، ويديرها أناس أكفاء ونزيهون وطنييون . ومن ثم أعادة بناء مؤسسات الدولة المختلفة وعلى أساس الوطنية والكفاءة والنزاهة والخبرة ، وفن أدارة الدولة . وهذا لا يتم ألا من خلال حكومة أنقاذ وطني ، لفترة أنتقالية محددة ، توكل أليها مهمة أعادة بناء ما تقدم ، وتدار من قبل أناس أكفاء وطنيون ونزيهون ومن أصحاب الخبرة وفن أدارة الدولة . وعقب هذه الخطوات الهامة والمصيرية ، وبعد أن يستتب الأمن ويعاد بناء الدولة وعلى أساس هوية الدولة العلمانية الديمقراطية ، وأصدار قانون من أين لك هذا ، والتصدي للمال السياسي المفسد لكل شئ في الدولة والمجتمع . عندها يصار الى التمهيد لأنتخابات عامة ، وبقوانين عادلة لقيام الأحزاب ، وتشريع قانون أنتخابي منصف وعادل ونزيه ، وتجرى بأشراف دولي لضمان سير العملية الأنتخابية وبشكل شفاف ، وبعد أن تستكمل كل الشروط اللازمة لذلك بما في فيها تعديل الدستور ، وحذف كل ما يتعارض مع مفهوم الدولة العلمانية الديمقراطية . هذا هو الطريق الوحيد الذي سيجنب العراق وشعبه والمنطقة أخطار يصعب التكهن بها !.. لو أستمر الأسلام السياسي على دست الحكم ، ليحكموا العراق بمفهوم الدولة الدينية ، وفلسفته الأقصائية واللاغية لحقوق المرأة وللديمقراطية والعدالة والمساوات ، وأستمرار غياب الأمن والسلام والتعايش . صادق محمد عبد الكريم الدبش 11/5/2016 م
#صادق_محمد_عبدالكريم_الدبش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الى متى يستمر العبث وأزهاق الأرواح البريئة ؟
-
الى متى الأستمرار بالتعامي والتغافل ؟ .. عن كل الذي يحدث!
-
عجيب أمركم أيها الحكام المهزلة !
-
مكدر أكولن بغلتي ببريجي !
-
أحتلال بغداد من قبل الميليشيات الطائفية !
-
جلسة سمر .. وعمل !
-
الفاتح من أيار !... والتغيير المرتقب في العراق !
-
الحزب الشيوعي .. هو الطليعة الثورية للطبقة العاملة .
-
سؤال بريئ ؟
-
مخلوقات الكواكب الأخرى ! .. تستهجن ما يجري على كوكبنا !
-
العداء للحزب !.. هو عداء لشعبنا وقواه الخيرة .
-
نشأت البروليتاريا .
-
لا سبيل .. غير الدولة الديمقراطية العلمانية .
-
الذكرى 146لميلاد لينين .
-
الأسلام السياسي الحاكم الى أين ؟
-
قراءات فكرية ثانيا ..
-
أَقْلِلْ ملامُكَ ياصديقي !
-
تأملات معشوق .. قبل الغروب !
-
قراءات فكرية ..
-
لتتوحد قوى شعبنا الخيرة للخروج من الفوضي والأنقسام .
المزيد.....
-
هذا الهيكل الروبوتي يساعد السياح الصينيين على تسلق أصعب جبل
...
-
في أمريكا.. قصة رومانسية تجمع بين بلدتين تحملان اسم -روميو-
...
-
الكويت.. وزارة الداخلية تعلن ضبط مواطن ومصريين وصيني وتكشف م
...
-
البطريرك الراعي: لبنان مجتمع قبل أن يكون دولة
-
الدفاع الروسية: قواتنا تواصل تقدمها على جميع المحاور
-
السيسي والأمير الحسين يؤكدان أهمية الإسراع في إعادة إعمار غز
...
-
دراسة تكشف عن فائدة غير متوقعة للقيلولة
-
ترامب يحرر شحنة ضخمة من القنابل الثقيلة لإسرائيل عطّلها بايد
...
-
تسجيل هزة أرضية بقوة 5.9 درجة قبالة الكوريل الروسية
-
مقتل ثلاثة من أفراد الشرطة الفلسطينية بقصف إسرائيلي لرفح
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|