أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - صلاح الدين مسلم - الفيدراليّة والمجتمعيّة














المزيد.....

الفيدراليّة والمجتمعيّة


صلاح الدين مسلم

الحوار المتمدن-العدد: 5159 - 2016 / 5 / 11 - 18:04
المحور: القضية الكردية
    


نحو مجتمع يعيد ترتيب آليات ذهنيته المطعّمة بعلائق الدولة القوموية السطويّة الجنسويّة، ويخلّصها من تلك العلائق، نحو مجتمع تسوده الكومونالية والتوافقيّة والعدالة والحرّيّة والديمقراطيّة، نحو مجتمع يمتلك من القدرة التحصينيّة التي تجعل أفراده متوافقين مع المجتمعيّة توّاقين إلى الانسجام والمسؤولية التي تسعى إلى مجتمع فعّال يمتلك من الذات والموضوع ما تمتلكه الطبيعة من ذكاء فطريّ كونيّ قادر على التوافق بين المجتمعيّة والفرديّة، متخلّصة من الفردانيّة التي تقولب الأفراد في عزلة عن المحيط الذي يعيث فيه الطبقيّون فساداً وجوراً وانتهاكاً.
ليتوافق هذا المجتمع مع القوانين الدولتيّة التي قولبت كلّ شيء وفق جبال من الدساتير والقوانين التي تسرّبت إلى مسامات الإنسان الذي صار مروّضاً من قِبل هذه الهيكليّة القانونيّة، التي فرضت على المجتمع أنواعاً من الحكم لتعترف بهذه السلطة وفق منظومتها السياديّة التي احتكرت كلّ شيء وفق برنامج جديد لترويض البشر ألا وهو الاعتراف القانونيّ، فبجرّة قلم قُسّمت البلاد وفق أهواء القوّة، وحرمت شعوب من العيش، فتشرذمت وفق إله العلم الواحد واللغة الواحدة والوطن الواحد والحدود التي قسّمت الشعوب.
لا مناص للشعوب الثائرة المنتفضة إلّا التأقلم مع هذه الرؤية أحادية الجانب، لتدافع عن مصائرها في محاكم قوانين دولة القوّة التي احتكرت الحياة والهواء، وجمعت كل الألوان في لونها الواحد، لا مناص للمجتمعات الثائرة إلّا الحفاظ على مكتسباتها ومقدّراتها لئلا تضيع في يد الاحتكاريين المتلوّنين بألف لون ولون، وكي تحافظ على ما وصلت إليه من تناسب ما بين البنى الترميميّة للمعاني والروح المُراقة، فكيف لها أن توازن بين وصلت إليه وتجعله دستوراً؟ لئلا يعود أولئك السلطويّون إلى ما كانوا عليه ويخرج الشعب خاسراً كالمعتاد عبر تاريخ الدولة، وتاريخ الدولة القوميّة.
لذلك كانت الحلول المؤطّرة في بوتقة الدولة من النظام الجمهوريّ البرلماني أو الرئاسيّ أو الملكيّ أو الاتحاديّ.... هي الخيارات الوحيدة لتحقيق التوافق بين المجتمع واتحاد الدول القومية الممثّلة في الأمم المتّحدة ومجلسها الهيمنيّ؛ مجلس الأمن، فكانت أقرب التوافقات هي تبنّي مشروع الفيدراليّة ليكون المعيار بين المجتمع الذي ينحو نحو المجتمعيّة والديمقراطيّة وبين الدولة القوميّة القانونيّة، لتكون التركيبة بين الأخلاق المجتمعيّة والقوانين الدولتيّة.
الفيدراليّة الاتّحاديّة التوافقيّة هي السبيل الأقرب للوصول إلى الحلّ في المعضلة السوريّة التي صعّدت فيه النخبة الطبقيّة أواصر التنوعات الإغنائيّة لتحوّلها إلى تفريقات واختلافات، لتستطيع القوى الديمقراطيّة رأب هذه التصدّعات والتخريبات لتحوّلها إلى طاقة دافعة، لا إلى طاقة سلبيّة تخدم النخبويّة المقتة.
ألا تمكن هذه القوى المجتمعيّة في كلّ مدينة ومنطقة وناحية وضيعة من إعادة ترتيب بيتها المهدّم؟ وتدير نفسها بنفسها من خلال الاعتماد على رأب صدع الذهنيّة التي تفتّتتْ، وإعادة روح الوئام والتوافق بين الأفراد المشرذمين، والمجتمعات المتهالكة، من خلال العودة إلى روح الطبيعة المجتمعيّة التي تسودها الأخلاق، ومن خلال إعادة المؤسّسات البنيويّة القادرة على استيعاب المعاني والروح المغيّبة، ضمن قانون له أسس ودساتير تضمن عدم تدخّل الدولة في كلّ شاردة وواردة.
لطالما كان التاريخ يؤكّد أنّ الدولة إذا كانت قويّة فالمجتمع هشّ لا محالة والعكس صحيح، فإذا استعاد المجتمع هويّته فستضعف الدولة لا ريب، فالفيدراليّة أقرب نموذج لهشاشة الدولة وقوّة المجتمع، خاصة إذا ضعف المركز، وكان اللامركزيّة هي المسار الإداريّ، لذلك فإنّ دعاة الدولة القويّة هم القومويّون الراديكاليّون الذين يريدون أن تنساق الدولة نحو المركزيّة الصارمة ليسربوا أحاديتهم الصلبة صلابة رؤاهم إلى الرؤى والآفاق، فلذلك ارتأت المعارضة والنظام السوريّ إلى توحيد نظرتهم إلى الدولة المستقبليّة ألا وهي قوّة المركز، لكنّ الخلاف على من سيستلم دفّة الحكم.
إنّ القوى الديمقراطيّة الحرّة التي استعادت القليل من عافيتها لا ترضى بهذا الحلّ الأحاديّ، فمستقبل سوريا يخطّ بيد المجتمعات لا من خلال القوى النخبويّة، التي تغذّيها المنظومة الرأسماليّة العالميّة، لكنّها بالمقابل لا تستطيع إنكار هذه المقدرة المجتمعيّة في روج آفا، وهذه المؤسّسات والمجالس متكاملة النظرة والفكرة حول إعادة تنظيم نفسها، فبات من المحال التفكير بعيداً عن المجتمع وبعيداً عن التوافق معه، لذلك كان قرار إعلان الفيدراليّة قلباً للطاولة الفوقيّة في جنيف، لأنّ الفيدراليّة كنظام حكم معترف به في كلّ القوانين الدوليّة، وهي سائدة في الكثير من الدول في العالم، فكان الهجوم الإعلاميّ الكثيف على الفيدراليّة هجوماً مطعّماً بالابتعاد عن الموضوعيّة، فباتوا بين مطرقة القانون وسندان القومويّة الفجّة.
لقد كان الهجوم على مشروع الإدارة الذاتيّة مطعّماً بالقانون حيث أنّ الشكل الذي طرح شكلٌ غير معترف به أمام القانون الدوليّ، وبالتالي لقوا الحجّة ليصبغوا طابع الانفصال والتقسيم على هذا المشروع، لكنّهم فشلوا في تسويق فكرة الانقسام وإصباغ الفيدراليّة بطابع الانفصاليّة، لذلك كان الهجوم هجوماً غير منطقيّ، فكيف سيحاربون الإمارات العربيّة المتّحدة، أو الويلات المتّحدة الأميركيّة أو ألمانيا وغيرها، لذلك استطاع هذا المشروع أن يقول لهم: الفيدراليّة في ساحتكم ولنا مجتمعنا، فصارت الكرة في ملعب القانون الدولي الذي أراد منذ بداية الثورة احتكارها.



#صلاح_الدين_مسلم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استقالة أوغلو أم إقالته
- التواصل الاجتماعي الاغترابيّ وثورة روج آفا
- بيان العار من مجلس العار
- الشيخ مقصود وزمن التواطؤ مع الوحوش
- المعارضة المعتدلة أكذوبة كبرى
- بين المركزية واللامركزية في سوريا
- الأيوبيّة بين الماضي والحاضر
- الانهيار الأخلاقي للمجلس الوطني الكرديّ
- الفيدراليّة في سوريا مشروع وحدويّ


المزيد.....




- المخيمات الفلسطينية والحرب الإسرائيلية الأمريكية على الأونرو ...
- الأمم المتحدة: إسرائيل قتلت نحو 71 مدنيا في لبنان منذ وقف إط ...
- مداهمات واعتقالات في الضفة الغربية
- العدوان على طولكرم.. مداهمات واعتقالات ونزوح قسري
- قائد قوات الدعم السريع يعلن تشكيل حكومة موازية في السودان، و ...
- ترامب يقترح برنامجا للترحيل الطوعي مع إغراءات للمهاجرين -الط ...
- تزايد أعداد العرائض الإسرائيلية المطالبة بوقف الحرب وإعادة ا ...
- مع دخول حرب السودان عامها الثالث.. هجمات على أكبر مخيم لاجئي ...
- الاحتلال يواصل قصف خيام النازحين بغزة ويستهدف مستشفى ميدانيا ...
- تعليق الأمم المتحدة على احتجاز الناطقين بالروسية في كييف وني ...


المزيد.....

- “رحلة الكورد: من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر”. / أزاد فتحي خليل
- رحلة الكورد : من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر / أزاد خليل
- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - صلاح الدين مسلم - الفيدراليّة والمجتمعيّة