|
-رقصة احدوس من اقدم الطقوس الدينية على وجه الأرض - دراسة انتروبولوجيا في تراثنا الشفهي
لحسن ايت المغروس
الحوار المتمدن-العدد: 5158 - 2016 / 5 / 10 - 00:12
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
لحسن ايت المغروس طالب باحث في المعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط "رقصة احدوس من اقدم الطقوس الدينية على وجه الأرض" لماذا يحب الانسان الامازيغي رقصة احدوس؟ ما لم يستطيع "بول باسكون" ولا "دافيد هارت " وكل الانتربولوجيين والسوسيولوجيين الاخرين ان يصلوا اليه، نجده في "الميتوس الامازيغي". احدوس في الأصل كان نوع من الطقوس الدينية عند الامازيغ اي "عبادة النار " حيث لا يمكن ان يقوم الامازيغ بهده الرقصة دون وجود النار، واشعالها بشكل مكتف. احدوس من الديانات القديمة جدا حسب الثقافية الشفاهية الامازيغية، وحسب ما ترويه الثقافة الشعبية الغير المكتوبة والمتوارثة من جيل الى جيل نجد "ان احدوس كان في البداية عبارة عن السهر على النار لكي لا تنطفئ "، حسب ما كان يروى فيما يسمى عند الامازيغ "بالحديات " القصص الخيالية التي تحكي عن الأسطورة ، فان احدوس كان في البداية دينا للأمازيغ قبل ان يعتنقوا كل الديانات السماوية ، حسب الرواية كان الأسد (واغزنت)هو من يحتكر النار بعد ان سلمته إياه الهة النار " تكات" العافية في الثقافة الشعبية، واستطاع جد الامازيغ ان يسرق النار من ملكه واغزنت فهو مالك النار ووريته الأول من الالهة تكات، وعندما اكتشف الملك واغزنت "الأسد" ان مازيغ "جد كل الامازيغ" من سرق منه النار احس بنوع من الاطمئنان لأنه يعرفه جيدا انه قادر على حمايتها كما انه قادر على الحفاض عليها دون ان تنطفئ ولن يتركها لاحد . وهدا الجد مازيغ له تسعة أولاد وبنت واحدة وعندما أراد الابن البكر ان يتزوج لبد ان ينقل، النار الى بيته ومن هنا يجب عليه ان يرعاها دون ان تنطفئ، ومن هنا يسمي الامازيغ الزواج بتكات. ومن هنا يقول الامازيغ لمن لم يتزوج وهو في سن الزواج (اسور تا تريث اتسكارت تاكات ناك) ومن هنا تاكت تعني النار وبالتالي الزواج عند الامازيغ مند التاريخ مرتبط بإشعال النار، والدوران حوله تعبيرا عن القوة والشجاعة والاستطاعة وكدلك الوفاء بالوعد. فالنار " تكات "عند الامازيغ تعني الاستقرار، كما تعني الزواج كما تعني الاستمرارية في الحياة، كما تعني رمز الفرح والحزن في الان ذاته. وبالتالي الى يومنا هدا الامازيغ عندما يجتمعون في أي مناسبة سواء كانت الفرح او الحزن لبد من اشعال النار، ومن هنا لا نستغرب ان يكون لهرقلطس الذي قال: "ان اصل الكون هو النار " علاقة بالأمازيغ، كما لا استبعد ان يكون منهم حيت الامازيغ يمتدون الى حدود اليونان في تلك المرحلة. وبالتالي من اجل ان يحمي الامازيغ النار في القديم حتى لا تنطفئ دائما يجب ان يكون هناك اشخاص يتناوبون على مراعاتها طوال الليل حتى لا تنطفئ وبالتالي كان ينشدون اشعار من اجل النار والحياة والحب، كان النار سبب ابداع الشعر الامازيغي قديما وحسب التطور التاريخي أصبح الابداع يكتر والنتاج الفني الامازيغ يتنوع ويتعدد لكنه دائما يحكمه منطق واحد وهو الدائرة، او الدوران حول النار لان النار هي مصدر الالهام وسبب السهر وبالتالي منبع الابداع. ومن هنا نجد الشباب في كل القرى الامازيغية، حتى يومنا هذا بالليل يشعلون النار ويقومون برقصة احدوس. وبالتالي أصل رقصة احدوس التي تخاطب اللاشعور الجمعي تجد جدورها في الدين الامازيغ القديم وبالتالي كان الامازيغ يعبدون النار لأنها هي من تحمهم من البرد، كما كانت لها أدوار أخرى حمايته من الوحيش وغير دلك وبالتالي كان يعتقد انها الالهة التي تحميه من كل الاخطار كما كان يتداوى بها ادا اصبه جرح... وبالتالي نجد اليوم في كل مناسبة فرح وبالخصوص في الاعراس رقصة احدوس حاضرة بقوة وكل الامازيغ كيف ما كان نوعهم وسنهم ومستواهم المعرفي والعلمي يحبون رقصة احدوس. ففي الثقافة الشعبية الامازيغية التي نجد رموزها في" الحديات" او القصص الشفهية الامازيغية، الزواج يعني عملية تحويل النار من النار الاصلية التي توجد في بيث الاب او الجد الى المنزل الجديد للعروس وبالتالي الدخول في مغامرة الحفاض على استمراريتها ودون ان تنطفئ وادا انطفئت يعني دلك الفشل وانعدام الرجولة، وعدم النضج بعد لمرحلة الزواج. ومن اغرب الأمور التي اثارتني حينما ابحت في التراث الامازيغي الشفهي اجد ان هناك من النساء الأمازيغيات من لها القدرة على إطفاء النار ادا ما احترق بها الانسان، فقط باستعمال بعض التعاويذ واستعمال مسمارين من الفلاد. وبعد يومين ينطفئ وهده أمور لا يؤمن بها العلم الحديث لكنه لا يستطيع إعطاء أي تفسير عقلي ومقنع حول هده الأمور . ومن هنا أقول يوجد في النهر ما لا يوجد في البحر حيث ان الثقافة الشفهية الامازيغية عبارة عن تاريخ مرموز فقط من يستطيع فك هده الرموز سيصل الى عمق التاريخ الامازيغي. " نابع من الميتوس الامازيغي"
#لحسن_ايت_المغروس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب
...
-
حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو
...
-
بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
-
الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
-
مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو
...
-
مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق
...
-
أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية
...
-
حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
-
تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|