أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم الساعدي - عسكرة السياسة أم تسييس العسكر














المزيد.....

عسكرة السياسة أم تسييس العسكر


جاسم الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 1392 - 2005 / 12 / 7 - 07:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أثارت الزيارة التي قام بها رئيس الكتلة العراقية في الجمعية الوطنية العراقية الدكتور أياد علاوي لأحدى مقرات الجيش العراقي, موجة من الأستنكار وردود الفعل من بعض القادة السياسيين في البلد , وصلت إلى حد تشكيل رئاسة مجلس الوزراء لجنة للتحقيق في الواقعة , حتي يخيل للسامع بأن جريمة قد وقعت وينبغي التحقيق في حيثياتها!
بل ذهب السيد رئيس الوزراء بعيدا عندما دعا إلى عدم تسييس المؤسسة العسكرية!

وواقع الأمر إن ماحصل هو أمر طبيعي يحصل في مختلف ارجاء العالم الديمقراطي والمتحضر. فالقوات المسلحة هي ملك لكل أبناء الوطن وليست حكرا لفئة دون أخرى من فئات المجتمع , سواء أكانت مجموعة سياسية او طائفية أو عرقية.وهذه المؤسسة التي تنهض بهمة الدفاع عن الوطن , بحاجة دوما إلى الدعم والأسناد المعنوي من كل أبناء الوطن وبالخصوص القوى السياسيه ومؤسسات المجتمع المدني.

وهذا الدعم ليس حكرا على المؤسسة الحاكمة فحسب بل إن القوى السياسية المشاركة وتلك الغير مشاركة في الحكم مدعوة لدعم وإسناد هذه المؤسسة الوطنية.
بل وحتى مؤسسات المجتمع المدني فهي تدعم الجيش وعادة ما تقوم بإجراء زيارات ميدانية للقوات المسلحة من أجل دعمها ورفع معنوياتها.

واليوم ونحن نتعرض إلى هجمة إرهابية شرسة تستهدف حاضرنا ومستقبلنا , فإن القوات المسلحة العراقية وقوى الأمن هي بأمس الحاجة إلى مثل هذا الدعم والأسناد المعنوي الذي يفترض ان يقدمه القادة السياسيون العراقيون على إختلاف توجهاتهم وبغض النظر عن كونهم في الحكم أو خارجه. ولذا فإن زيارة الدكتور أياد علاوي هذه تندرج في هذا السياق وتعبر عن حرصه على هذه المؤسسة الهامة وأداءا لواجبه الوطني بضرورة دعمها وإسنادها في هذا الظرف العصيب الذي يمر به البلد.

ولذا فإن إتهامات رئيس الوزراء العراقي للدكتور أياد علاوي بالسعي لتحقيق مكاسب سياسية من خلال تسييس الجيش , هي إتهامات بعيدة وعارية عن الصحة وتعكس حالة عدم إدراك للقيم وللممارسات الديمقراطية. ومن ناحية أخرى فإن الدكتور أياد علاوي أكبر من أن يجير حدثا كهذا لتحقيق مكاسب سياسية , وهو الذي جاب مختلف دول المنطقة المعنية بالشأن العراقي وهو خارج الحكم , لكي يوقف دوامة الأرهاب التي تعصف بالعراق , وهو يعلم بأن مثل هذه الجهود سوف تكتب في صحيفة الحكومة الحالية, إلا أن همه هو الوطن وأمنه وليس المهم تسجيل هذا الجهد بإسمه أو إسم حركته او كتلته.

إلا أن مايدعو للأسى ويحز في النفس أن تصدر هذه الأتهامات من أناس سعوا إلى تدمير المؤسسة العسكرية وحلها وتشريد أبنائها , وهي التي ملك للعراق وليس لأحد.
واليوم فإنهم يسعون إلى إتباع مختلف الوسائل والأساليب من أجل عسكرة السياسة , ومن خلال الأستعانة بالمليشيات الحزبية , وفرض الأرهاب الفكري على العراقيين وإستخدام المواقع السياسية لبث هذه المليشيات في المرافق والمؤسسات السياسية للبلد.

واما في الشارع العراقي فهناك عسكرة له تتمثل بإرتكاب ممارسات بعيدة كل البعد عن القيم الديمقراطية , من قبيل قتل المنافسين من أعضاء القوائم غير الحكومية ومن تمزيق للافتات وبوسترات القوائم المنافسة والى غير ذلك من الممارسات اللاديمقراطية.

إن على هذا القوى أن تكون أكثر وعيا وإدراكا للقيم وللممارسات الديمقراطية , وأن تكف عن عسكرة السياسة , وان لاتكرر أخطاء صدام الذي دمر العراق لكي يبقى في الحكم , فما يحصل في عراق اليوم هو إصرار على البقاء في الحكم ولو على حساب العراق , فالبعض لا يريد إلا أن يحكم العراق ولو على أطلاله!.



#جاسم_الساعدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- حلبجة: ماذا نعرف عن المحافظة العراقية رقم 19؟
- كلمة الرفيق حسن أومريبط، في مناقشة تقرير المهمة الاستطلاعية ...
- ترامب لإيران.. صفقة سياسية أو ضربة عسكرية
- كيف نفهم ماكرون الحائر؟
- إسرائيل تعلن إحباط محاولة -تهريب- أسلحة من مصر
- مبعوث ترامب يضع -خيارا واحدا- أمام إيران.. ما هو؟
- أول رد فعل -ميداني- على احتجاجات جنود إسرائيليين لوقف الحرب ...
- مقاتلة إسرائيلية تسقط قنبلة قرب -كيبوتس- على حدود غزة.. والج ...
- باريس تُعلن طرد 12 موظفًا من الطاقم الدبلوماسي والقنصلي الجز ...
- عامان من الحرب في السودان... تقلبات كثيرة والثابت الوحيد هو ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم الساعدي - عسكرة السياسة أم تسييس العسكر