أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاله ابوليل - المرض النفسي وقراءة الروايات














المزيد.....

المرض النفسي وقراءة الروايات


هاله ابوليل

الحوار المتمدن-العدد: 5155 - 2016 / 5 / 7 - 02:45
المحور: الادب والفن
    


ضحى طالبة جامعية ( تعلق ) :" في رواية اليس في بلاد العجائب , يقول صانع القبعات : " نحن جميعًا مجانين هناك ".
يحتج دكتور - علم النفس العيادي - بحدة , لا تتناسب مع رقة الفتاة : ويطالب ضحى أن تترك القراءة - لمثل هكذا روايات ,لأنها بحسب خبرته تجعلها تضيع في عالم آخر , وتغرق في الخيال !
قلت لضحى : يا طفلتي الصغيرة : لا تأبهي بما يقوله : إنه ليس بمجنون , نحن المجانين , وضحكنا ,
عندما يصبح الضحك فعل حرية – حتما سنضحك ,ممن يخالفونا الرأي , لن نكرههم ,ولن نحقد عليهم ولن ننظر لهم بندم أو لوم أو حتى عتاب , فقط سنضحك ,لأن الضحك فعل حرية نملكه ولا حق لأي شخص بحق مصادرته , فنحن قارئات الأدب , أحرار!!!
ولكن رغم ذلك , علينا الإعتراف بإنه يوجد ضحايا لما يسمى :ضحايا القراءة السيئة " , نعم هذا موجود , ولكنهم حتما , يعون بما عايشوه وما خبروه وربما يكونوا سعداء بتلك الحياة الخيالية , فمشكلتهم هي مثل ما شبه الشاعر محمود درويش وما لخصه عندما قال " أن الموت هو مشكلة الأحياء وليس الأموات" فليست من صلاحية – أيا كان, أن يفسروا - أن حياتهم فاشلة ,لأنهم عاشوها في الخيال .
ولكن بعيدا عن تلك النصيحة - فيما لو فكرنا جديّا بما يحدث في حياتنا فعليا , فهل تصبح قراءة الروايات مولّدة للمرض كما أشارت بعض الدراسات التي تناولت حال القارئات بشكل عام لأحدى تلك الروايات التي ما زالت تتصدر قائمة (1)"البست سيللر " حتى الآن , وحال الكاتبات بشكل خاص ,وما يتعرضن له من إكتئاب , ودراسات تشمل إصابات الجنسين من المرض النفسي .
,,, هذا ما حدث مع رواية " خمسون ظلا للرمادي" والتي تم تحويلها لفيلم , وتتحدث عن قصة سادية بين مليونير وفتاة , فقد أجريت الدراسة على 650 سيدة، وجد الباحثون أن65 % من السيدات اللاتي قرأن أجزاء الرواية الثلاثة ,أكثر عرضة من غيرهن للإسراف في شرب الخمر , وأن 63 % بالمائة منهن مارسن الجنس مع خمسة أو ستة رجال مختلفين خلال شهر.
وحسب رأي علماء جامعة مشيغان، فإن قراءة هذه الثلاثية، تؤدي إلى الإدمان على الكحول، ونمط حياتي غير محبذ واضطرابات في الجهاز الهضمي.
هذا ما يحدث للقارئات , فكيف الحال بالكاتبات !
في دراسة بعنوان ( المرض النفسي والإبداع الأبداعي عند الكاتبات) (2) ,أجريت على 59 كاتبة أمريكية ,وجدت الإحصائيات أن الكاتبات يتعرضن لمعدل أعلى من ( غير الكاتبات ) لجميع الإضطرابات النفسية التي تم رصدها , و كان الإكتئاب هو الإضطراب الأكثر شيوعا بين الكاتبات , حيث وصلت نسبته إلى % 65 من مجموع الكاتبات , أي أكثر من ضعف نسبة الإضطراب النفسي , الذي يليه نوبات الهلع الذي بلغت نسبته 22 %. وهناك حالات أخرى مثل؛ إضطرابات القلق العام وإستعمال المخدرات و إضطرابات الأكل .
وكل ذلك يفتقر الى معرفة العمليات العقلية الإستثنائية التي تجعل من تلك الإضطرابات وعلاقتها بالإبداع , بتحويل تجارب عاطفية مضطربة إلى شعر وأعمال أدبية مؤثرة . وطبعا لم ينسى صاحب هذه التجربة (للبروفيسور أرنولد إم لودفيغ) (3) , الإّ أن يشير أنه لا يجوز تعميم نتائج هذه الدراسة خارج نطاق الزمان والمكان الذي أجريت فيه وخارج شخوصها التسع وخمسون كاتبة التي أجريت عليهن الدراسة ," لذا وجب التنويه "
والجدير بالذكر أن هناك دراسة لنفس الكاتب (4) قام بها الباحث بدراسة على 1004 شخص بارز من الجنسين, أشارت إلى أن المبدعين في الأدب أو الفن لديهم شيوع أكثر خلال مجمل حياتهم للإكتئاب والهوس أكثر من أصحاب الحرف الأخرى , بينما وجد أن الشعراء على سبيل المثال , كانوا أكثر إحتمالا من غيرهم من المبدعين للمعاناة من الذهان أو الإقدام على الإنتحار , بينما الموسيقيين كانوا أكثر إحتمالا لإستعمال المخدرات .
في حين أشارت دراسة قامت بها "ورشة جامعة أيوا للكتابة الإبداعية " لسنة 1987 , حضرها 30 كاتبا , أشارت أن معاناة الكتاب في الإضطرابات الوجدانية (80 % للكتّاب مقابل % 30 لغير الكتّاب) , وأن نسبة إصابتهم بذهان الهوس الإكتئابي أو ما يسمى بإضطراب ثنائي القطب 43 % للكتّاب مقابل 10 % لغير الكتّاب )
في حين كانت نسبة الإدمان على الكحول 30 % مقابل 7 % لغير الكتّاب. (5 ).
ولكن رغم تلك الدراسات ,التي لا نشك بمصداقيتها , دعونا نعيد قراءة وتفسير تلك النتائج في ضوء , ما يعتّور حياتنا من ضغوطات حياتية و إزمات متلاحقة ضاغطة تلاحق القارىء والكاتب أثناء قراءته والكاتب أثناء كتابته , فعندما نقرأ أو نكتب فأننا نكون قد سكبنا عصارة تلك الضغوطات على ما نقرأه أو ما نكتبه , فينعكس ظلما على أمزجتنا ,فيصبح الأمر كنوع من التجني والتطرف في تحميل كل ذلك لفعل جميل وراقي وفريد
مثل قراءة الروايات .


المراجع
(1) رواية "خمسون ظلال رمادية" مضرة للنساء, , تاريخ النشر:28.08.2014 على رابط :
http://arabic.rt.com/news/756355
(2) مندليسون , دانيال وآخرون , ترجمة حمد العيسى,"نهاية الرواية وبداية السيرة الذاتية وقصص أخرى مترجمة " ط1 (بيروت : الدار العربية للعلوم – ناشرون , 2011 ).
( 3) للبروفيسور أرنولد إم .لودفيغ – إستاذ الطب النفسي والسلوك الإنساني في جامعة براون الأمريكية ,حصل على جوائز لتميزه في البحث العلمي ,عن أبحاث تتحدث عن إضطراب الشخصية وأدمان الكحول والمخدرات .
(4) مرجع سابق , نهاية الرواية – صفحة 208
(5 ) مرجع سابق – صفحة 206



#هاله_ابوليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -أثر الحورية - لنص يخطف الدهشة ويتوارى !
- طفولتي الروائية
- بالقراءة ,,, انت تعيش الحياة في مكان آخر
- - جميعنا نمتلك حكايات تخصّنا، لكن معظمنا لا يقدم على كتابتها ...
- حقيقة بطل الرواية الجيدة !
- بدون أي حكمة
- الرواية والصناعة البصرية
- نريد مائة عام من العزلة ليصبح لدينا مكتبة للمكفوفين
- رسالة الى المعلم الأول - أصنع الشغف لطلابك
- كلمتك الحرّة بمواجهة - الديستوبيا-والمدينة الفاسدة
- كلمتك في مواجهة -الديستوبيا -والمدينة الفاسدة
- الإسترخاء ,, رحلة تأمل ,,,, و إنتفاضة يوغا صامتة
- هايكو الحب الياباني
- محاكمة للذات الأنثوية - أنت ياسيدتي - سبب توارث التخلف
- سأتكلم عن الحب , بمحبة اقل ,,,,,
- يمه القمر على الباب , ولا تمل بوجهك عن حماري وحمار الحكيم
- الرقص في المكتبة
- قصة قصيرة - توبليرون g400 - الأبيض-
- العادية الجميلة بذوق إمرأة ريفية
- قطار منتصف الليل


المزيد.....




- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
- فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م ...
- ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي ...
- القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاله ابوليل - المرض النفسي وقراءة الروايات