|
عملية نتانيا بالعربي الفصيح
مروان الخطيب
الحوار المتمدن-العدد: 1392 - 2005 / 12 / 7 - 10:47
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
العملية الإنتحارية التي نفذها أحد عناصر جماعة الجهاد الإسلامي يوم أمس في بلدة نتانيا والتي أدت الى مقتل ستة إسرائيلين وإصابة العشرات بجروح لايمكنني وصفها إلا بالعملية الإرهابية ليس لجهة ما أوقعته من الضحايا في الجانب الإسرائيلي على الرغم من تأكيدي على أن أي عمل عسكري بين المدنيين حتى لو لم يكن عملا انتحاريا فهو عمل ارهابي مدان وهذا ينطبق على الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني، ولكني أصفها بالإرهابية لجهة ماستؤدي اليه من نتائج كارثية وخسائر في صفوف الشعب الفلسطيني الذي يعاني كل أنواع المرارات من عصابات مايسمى بالأجنح العسكرية المقاومة وكذا بقية العصابات التي لا تعرف لأي فصيل تنتمي وما تفعله تلك العصابات يوميا من تنكيل بالشعب الفلسطيني عبر فوضى سلاحها وعناصرها الذين أذلوا الشعب تمنناً بما يسموه نصرا أدى الى انسحاب اسرائيل من قطاع غزة وبعض المناطق في شمال الضفة الغربية وكذلك إذلال السلطة من خلال اقتحام مقارها ومؤسساتها ومراكزها في سبيل الحصول على وظائف ليس لدى السلطة الفلسطينية الإمكانيات المادية لتوفيرها في المرحلة الحالية.
فمنذ سلسلة العمليات الإنتحارية الإرهابية الأولى التي نفذتها حركة حماس في ربيع عام ستة وتسعين كان الشعب الفلسطيني ومازال يدفع ثمن الرعونة والصلف والعنجهية التي اتسمت بها هذه العمليات، حيث قضت تلك العمليات على عملية التسوية التي تمخضت عن اتفاق أوسلو الذي أدي الى اتفاق غزة اريحا أولا وكان الإسرائيليون حتى ذلك التاريخ قد انسحبوا من غزة ومن اريحا ومن كافة مدن الضفة الغربية الرئيسية باستثناء مدينة الخليل التي انسحبوا منها لاحقا ضمن اتفاق خاص وقعه رئيس الوزراء الإسرائيلي الأكثر تطرفا بنيامين نتناهيو والذي وصل الى سدة رئاسة الوزراء بجهود المخلصين في حركة حماس والجهاد وبقية حركات العنف الفوضوي الإرهابي الذي لم ولن تكون دماء الشعب الفلسطيني ولا مصالحه في حساباته وإنما كان ولم يزل محركه الرئيسي إما سوريا أو ايرانيا، وبالإضافة الى الضربة القاضية التي وجهتها تلك العمليات للعملية السلمية، حيث لم نشهد بعد ذلك الا اجتياحات مستمرة لكل المناطق التي انسحب الإسرائيليون منها في التسعينات والتقدم الوحيد الذي حصل كان عملا أحادي الجانب من طرف اسرائيل وهو انسحابها من قطاع غزة وبعض المناطق في شمال الضفة والتي يتبجح الإرهابيون الإنتحاريون بأنه نصر لهم وأن اسرائيل ماكان من الممكن ان تنسحب الا بفعل مفرقعاتهم ومواسيرهم الكرتونية التي قتلت وبإحصائية رسمية سبعة فلسطينيين وامرأة اسرائيلية واحدة، وعلى صعيد الخسائر المادية فإن هذه العمليات الإرهابية الى ردود فعل عسكرية اسرائيلية عنيفة أدت الى سقوط آلاف الشهداء وعشرات آلاف الجرحى والمعوقين وهدم مئات البيوت فوق رؤوس ساكنيها وجدارا عازلا ماكان ليكون لولا عملياتهم الإرهابية، ولن يكون الحال بأحسن بعد عملية نتانيا حيث بدأت اسرائيل بالرد العنيف والذي سيطول كل أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية، وبدأنا نسمع عن النية الإسرائيلية بإجتياح قطاع غزة التي انسحبت منه حديثا وليرينا محرري قطاع غزة كما ادعوا عن أنفسهم بطولاتهم وشجاعتهم.
إن واقع الحال هناك يؤكد ان هذه العمليات لم تشكل يوما عاملا مساعدا للشعب الفلسطيني بل كانت على الدوام حجر عثرة كبير جدا في طريق تحقيق طموحات هذا الشعب في الوصول الى أهدافه في العيش بحرية وسلام في دولة مستقلة الى جانب دولة اسرائيل، والأيام القليلة القادمة ستدلل على مانقول، حيث (المقاومون) سيختفون بين السكان المدنيين، وحيث ستختفي الأسلحة الصاروخية والثقيلة التي لا نراها تظهر الا عندما يوجه هؤلاء تلك الأسلحة الى صدور اخوانهم منتسبي السلطة ورجال أمنها كما شاهدنا مرارا، وعليه فلابد من الوقوف بحزم ضد هؤلاء وأفعالهم الإرهابية الإجرامية التخريبية حتى وإن تطلب الأمر مساعدة خارجية، لأن القضاء على هؤلاء أو اخضاعهم للعمل وفق أجندة ومصالح الشعب الفلسطيني هو الطريق الوحيد كي يصل هذا الشعب الى حقوقه الوطنية.
#مروان_الخطيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ترامب يكشف عن طلب بيل غيتس لمقابلته.. ما علاقة إيلون ماسك؟
-
تفكيك شبكة اجرامية للاتجار بالسيارات الفاخرة بين اسبانيا وأل
...
-
حضر هشام طلعت وعز وغاب ساويرس.. ما الذي جاء في لقاء المدبولي
...
-
الدخل الإعلاني لسارة الودعاني يثير جدلا
-
ردينة جركس في بلا قيود: ما طُبق في إدلب غير صالح للتطبيق في
...
-
الصين تدشن أكبر سفينة برمائية في تاريخها
-
لقطات توثق ابتعاد الناجين عن حطام الطائرة المنكوبة في كازاخس
...
-
فيفا: منتخب مصر بقيادة -العميد- على أعتاب انجاز تاريخي
-
-لبنان 2024-.. حرب إسرائيل المدمرة
-
أول تواصل بين الإدارة السورية الجديدة وحكومة طالبان الأفغاني
...
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|