سعد الشديدي
الحوار المتمدن-العدد: 1391 - 2005 / 12 / 6 - 09:28
المحور:
الادب والفن
يوماً ستتّضحُ السماء وما وراءَ الغيمِ،
عن كثبانٍ رملٍ،
أو جبالٍ اسقطتها الطائراتُ على رواسيَها.
وعن بعض الجنود يساوموني،
أتبيع ريّا؟
ِوصمتُّ قبل أن تتكدس الأحزانُ قربَ البابِ..
قلبي لا يباعُ على طريقِ الغافلين.
لكنني ساومتُ... بعتُ... وما ربحتُ.
وبعتُ ريّا مرتين.
المرة الأولى لهولاكو ومن رفعوا يديه مبايعين.
والمرة الأخرى لمن جاؤا اليَّ محررّينَ..
لا فاتحين..
ونسوا جراحي حين ألقوني بجبٍ مظلمِ..
بالقربِ من حسراتِ زين العابدين.
فبعتُ نفسي مرتينِ..
وخسرتُها في المرتّينِ.
* * * *
بيني وبينك ساحة التحرير واقفةٌ..
كتجربة الولادة..
هل تريديني أباً؟
هل تريديني صديقاً؟؟
أم عشيقاً آخراً يمضي الى عينيكِ
فوق سروج دباباتهم؟؟
أرضي تَمورُ كأنها أور البعيدة في دمي عند الرحيلِ..
الماءُ ليس بمائنا.
والخبزُ مسحورٌ ...
ولا رطبٌ يعرّش في النخيلِ.
* * * * * *
في فندقٍ يرتاده الأسكندنافيون في مالاغا،
أو شارعٍ يمتدّ بين رصاصتين.
في ساحة السوق القديم
وفجر اشبيلية الزرقاء ممتقعٌ
ارى وجه البلادِ.. معفّرٌ بالزيتِ والأخطاءِ.
هل ستبيع ريا ههنا؟! في ساحةِ العشاقِ في مدريد؟
ونسيرُ نضحكُ.
كم أردنا ان يكون لبحرنا سقفٌ من القرميد.
ما بين القصائدِ والشعارات الأنيقةِ
والنصوص المسرحيةِ والبرامجِ
والثعالبِ
والأرانبِ
والكواسجِ..
ترتمين.
ما من نجمة فى آخر السموات تعلن عن ولادتها.
فماذا تفعلين هناكَ؟
ماذا تفعلين؟!
#سعد_الشديدي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟