أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سارة طالب السهيل - فيوضات الحب تبني الحضارات وتنشر السلام














المزيد.....


فيوضات الحب تبني الحضارات وتنشر السلام


سارة طالب السهيل
سارة طالب السهيل

(Sarah Taleb Alsouhail)


الحوار المتمدن-العدد: 5152 - 2016 / 5 / 4 - 16:51
المحور: الادب والفن
    



الحب في حياتنا اسطورة نعشقها ولابد لنا ان نشرب من كأسها حتى ندخل جنة لا يتلذذ بأشواقها الحارقة ونعيمها الخالد الا من ذاق معاني غرامها وسكر بهيامها وانتشي بفيوضاتها، لكنها تظل اسطورة مليئة بالالغاز والابهار والتناقض !

فالحب يحمل في صندوقه الخفي لذة اللقاء وألم الفراق وحرارة الشوق، مكابدة الهجر، كما يحمل اسرارا قدرية من موت وحياة، وتدمير وبناء، وزواج وفتور لهيب الحب عندما يخشي المحب من ذوبان ذاته فيمن يحبه ويفقد حريته التي هي أثمن ما يملك فبأيهما يضحي ؟ !

قصص التاريخ الانساني تحفل بالعديد من قصص الحب الخالدة التي توجت بالزواج، والاخري التي لم يكتب لها القدر الزواج لكنها ظلت خالدة في التاريخ، وهناك قصصا فرق فيها الموت بين المحبين لكنها ظلت حية في القلب ولم تمت بموت الحبيب ، ومن اشهرها قصة حب سيد الثقلين محمد صل الله عليه وسلم للسيدة خديجة التي استمرت فى حياتها وبعد مماتها، فبعد موتها بسنة تأتى امرأة صحابية للنبى وتقول له : يارسول الله ألا تتزوج؟ لديك سبع عيال ودعوة هائلة تقوم بها فلابد من الزواج انها قضية محسومة لأى رجل فيبكى النبى وقال: وهل بعد خديجة أحد؟ ولولا أمر الله لمحمد بزيجاته اللاحقة علي خديجة لما تزوج أبدا ، ولاغرابة في هذا الحب، فالسيدة خديجة احتوت سيد الخلق بعاطفة الحب وعاطفة الامومة كما احتضنت دعوته للتوحيد وساهمت معه في ارساء قواعدها فبنت وعمرت واخلصت فخلد التاريخ حبها واخلاصها ، فالحب الحقيقي هو الذي يبني ويعمر الكون بالخير والجمال والعدل والرحمة والابداع في كل شئ، وهو ما يتجلي في العديد من النماذج الانسانية التي خلدها التاريخ ومنها حدائق بابل المعلقة أحد عجائب الدنيا السبع والمرتبطة بقصة حب قوية، حيث بناها الملك نبوخذ نصر لزوجته الملكة أميديا، التى كانت منتمية إلى الطبقة الوسطى، وجاءت من المناطق الجبلية إلى أرض بابل المنبسطة؛ لتعيش مع زوجها الملك، ولكنها كانت تشتاق إلى رؤية الجبال ولحدائق وطنها؛ فبني لها الملك العاشق عالما يشبه موطنها الأصلى، فكانت حدائق بابل المعلقة تعكس اسطورة الحب الخالد ، وتوافق معها ايضا قصة شاه جاهان وممتاز محل، حين تزوجت الشابة الصغيرة الخامسة عشرة ارجو ماند بانو بالشاب شاه جاهان ابن حاكم امبراطورية المغول في عام 1612، وتغير اسمها الى ممتاز محل. وربط الحب بين قليبهما فانجبت منه 14 طفلاً، وعندما توفيت الزوجة عام 1629 فحزن جاهان عليها حزنا شديداً وقرر تخليد ذكراها ببناء تاج محل الذي استغرق بناؤه 20 عاماً وشارك في بنائه اكثر من 20 الف عامل والف فيل ، اما أشهر قصص التي عبر عنها وليام شكسبير في رائعته "روميو وجولييت" فقد جمعت بين قصة شابين ينتميان الى عائلتين استحكم العداء بينهما، لكن الحب جمعهما وغامرا بالارتباط بعلاقة زوجية، لكن موتهما المأساوي وحدّ العائلتين المتحاربتين، فالحب ثمن تجرعه العاشقين بالموت لكنه في النهاية نشر السلام بين الاسر المتحاربة، وهكذا يبني الحب السلام والرحمة رغم تكاليفه الغالية .

لكن في تاريخنا المعاصر، بهتت معاني الحب وفقد المحبين البوصلة للاستمرار ، فاني اعتقد ان انطفاء شمعة الحب بين الناس بعد حب كان يرفرف علي مملكتهما بجناحي الاشواق، هي نتاج فقدان القدرة على التضحية والاخلاص، فالحب وتوهجه مرهون بالتضحية والفداء والبذل والعطاء بلا حدود ومن يقدر على ذلك فهو المحب الحقيقي بعيدا عن الأنانية و اليأس الذي يسيطر على الناس من فشل سابق فيجرون اذيال الخيبة معهم في كل مكان فلا هم أطلقوا الماضي و لا عاشوا الحاضر و لا تطلعوا للمستقبل فقدوا كل شيء، على عكس روح التحدي و الشجاعة التي كان يتمتع بها الأجيال السابقة فلا يعرفون الوقوف عند الفشل بل المثابرة و المواصلة ، أما اجيالنا فتقع من اول مطب و لا تنهض تبقى في مكانها تندب الحظ و تلعنه متناسين أن الإنسان هو من يصنع قدره وهو من يبني بيته وهو من يوهم نفسه أو يوقظها من سباتها.



الحب الحقيقي ليس شعور اجوف أو بطر أو وقت زائد

الحب الحقيقي معناه نواة البيت و الاسرة المكون للمجتمع أي الشعب و الوطن

فما بني على حب بني على حق و طريق مزروع بالعمل والأمل



#سارة_طالب_السهيل (هاشتاغ)       Sarah_Taleb_Alsouhail#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كبار الأدباء والمبدعين يحيون يوم الثقافة الفلسطينية بالمجلس ...
- الكاتبة سارة طالب السهيل تشارك فرحة الأطفال بالسنة الجديدة ب ...
- سارة السهيل تشارك فى اضاءة شجرة الوحدة الوطنية فى مزار العذر
- اجراس على الرصيف
- المرأة العربية بين الواقع والطموح
- العنف الطبي يضع الجاني والضحية في قفص الاتهام.
- نعم لنحارب الإرهاب لنحارب الفقر و العوز لنحارب الظلم و الظلم ...
- سارة السهيل تتحدث عن الترجمة وقصص الاطفال
- ندوة عن قصص الاطفال والترجمة بمعرض الكتاب
- آدم و حواء… بقلم سارة طالب السهيل
- الشاعرة والكاتبة سارة طالب السهيل بالمركز الثقافى الملكى بال ...
- خواطر من الصحراء
- مقال جديد بعنوان بدون كلام للكاتبه سارة طالب السهيل
- العنف ضد كبار السن
- العنف ضد المرأة
- يا عمال العالم
- مقال المرأة والرجل و الدولة
- غاندى وأنسنة السياسة


المزيد.....




- -لا أرض أخرى- الحائز على الأوسكار: هل رفضت ممثلة إسرائيلية ت ...
- اتحاد الأدباء يواصل فعالياته.. أماسي مختلفة وحفلات تواقيع لل ...
- ترحيب على المنصات بفوز فيلم -لا أرض أخرى- بجائزة الأوسكار
- ما المخرجات المتوقعة من قمة القاهرة.. هل ستلزم الكيان أو أمر ...
- علم الضحايا.. كتاب مرجعي ومصدر وقائي كيلا تكون ضحية دون أن ت ...
- -بعد مليون ونصف مشاهدة-.. أغنية -انتحر عادي- تنتهي بصاحبها خ ...
- زينة تفاجئ جمهور -رامز إيلون مصر- بكشفها محطة غير مألوفة من ...
- جدل كبير بعد اختفاء اسم طارق العريان من تتر مسلسل -معاوية-.. ...
- اتهامات بـ-سرقة- قصته.. مسلسل -بالدم- يثير جدلا واسعا في لبن ...
- فنانة تشكيلية إيرانية ترسل هدية إلى جورجينا رونالدو (صورة)


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سارة طالب السهيل - فيوضات الحب تبني الحضارات وتنشر السلام