أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال الربضي - بوح في جدليات - 18 – ابصق ابصق يا شحلمون.














المزيد.....

بوح في جدليات - 18 – ابصق ابصق يا شحلمون.


نضال الربضي

الحوار المتمدن-العدد: 5151 - 2016 / 5 / 3 - 15:53
المحور: كتابات ساخرة
    


بوح في جدليات - 18 – ابصق ابصق يا شحلمون.

صعد الشحلمون الكبير إلى المنصة، اعتلى الدرجات واثقا ً و قد ارتسم الحزم ُ على وجهِه ِ أمام الجنغرونات المُنتظرة منذ الصباح حتى قُدومه بعد ثلاث ساعات ٍ شديدة الحر، ضربت الشموس ُ الخمس للكوكب أثناءها الرؤوس و الرقاب، و غلت الدِّماء ُ الخضراء الُمزرقَّة في العروق.

وصل إلى الأعلى فحيى الجمع بتحية ِ كوكب: العنطبوز، ففتح فمه ثم مدَّ شفتيه للأمام و أخرج لسانه ثم تفل عليهم.

استقبل َ الجمع ُ بُصاق الشحلمون بالتهليل الصاخب، و قد توزَّعت ذراته على الوجوه ِ المُستنفَرة الهائمة. ألهب البصاق ُ الجمع َ فهتف في غليان ٍ واحد: "أبصُق أبصق يا شحلمون، إنتا فوق و إحنا هون".

تسرَّبت الكلمات ُ إلى وعي الشحلمون فانتشى و انتفخ َ و هاج َ و ماج، و أطبق َ فمه ُ و شفط َ الهواء َ العنطبوزي بقوَة ٍ بينما تستخرج ُ حُنجرتُه الشحلمونية بكلِّ بأس ٍ من فمه و بُلعومِه كل َّ ما تقدر عليه ِ من بُصاق ٍ و تسحب ُ بشراهَة ٍ كل َّ السوائل فيهما، ثم َّ فتح فمه ككهف ٍ عميق ٍ بدا، و مدَّ شفتيه كما لم يمدَّهما من قبل، و أخرج لسانَه بينما عاد َ برقبتِه للوراء فظهر َ كقوس ٍ على وشك ِ التَّحطُّم ،،،

،،، ثبت َ كميت ٍ أو تمثال ٍ صنم،

أو أن َّ الزمان توقَّف من هيبة ِ الحدث ليؤدِّي سجودا ً له قبل أن يستكمل دورته الطبيعة،،،

،،، و بقوَّة ٍ عظيمة ٍ مدَّ رقبته للأمام، و بصق كأنَّه ُ مدفع ٌ عظيم.

هذه المرَّة ضجَّ الكوكب ُ بالصراخ ِ و الهيجان ِ و الإنفعال، و صار َ كل ُّ واحد ٍ من الجنغرونات يمسح بيده العنطبوزية على جسد ِ من جاوره حيث ُ وقع َ البصاق ُ ليتبارك َ و لو بقطرة. و لساعة ٍ بعدها، وقف الشحلمون ُ منتفخا ً على المنصَّة ِ ينتظر هدوء الجمع ِ ليُبلغهم الخطاب.

حينما هدأ الجمع، قال:

"اعلموا أنِّي قد تلقيت ُ رسالة َ الدندبوح ِ الفريد، و هو يقولُ لكم: أذنت ُ لكم أن تعيشوا و تأكلوا و تشربوا"

و كما صعد بسرعة ٍ و ثقة، نزل بسرعة ٍ و ثقة، و غادر َ المكان. رسالته غزت القلوب و أشعلت َ الوجد و استحوذت على المشاعر. و لألف ِ عام ٍ بعدها كتب المفكرون و الشعراء و الأدباء و مُفسِّرو الكوكب العنطبوزي المجلَّدات العظام في تحديد المقاصد الخفيَّة و الدلالات الباطنية و المعاني المنشودة من الرسالة ِ الفريدة.


كلُّ حرف ٍ في الرسالة حمل معنى، و صار له إرادة، و لبس َ قُوَّة ما.

جماعات ٌ تأسست على مناهج شتَّى كلُّها ادَّعت أنها امتلكت الفهم الصحيح لما قاله الدندبوح و أتى به الشحلمون.

مُعجزات ٌ كُتبت عن البصاق الذي ملأ الوجوه و الأقفية َ يومها، بل إن َّ أنواعا ً جديدة ً من النباتات و الحيوانات قيل َ أَّنها نشأت من ذلك البُصاق الشحلموني.

تعصَّبت الجنغرونات العنطبوزية لكلمات الشحلمون.

بعض ُ الأحزاب ِ العنطبوزية تجاوزت الشحلمون و ادّعت أن المهم َّ هو الدندبوح لا الشحلمون، و أن َّ البُصاق وسيلة ٌ لا غاية ٌ تتوقَّف ُ الجنغرونات ُ عندها.

اقتتل الجميع مع الجميع.

و غرق الكوكب ُ في الدماء ِ الخضراء ِ المُزرقَّة.

لم يتصالح الجنغرونات أبدا ً و حينما بعد ألف ِ عام ٍ صارت لهم حضارة ٌ و علم ٌ و سلاح ٌ فتَّاك، أفنوا بعضهم.

بعد َ ألف ِ عام، صارت الساحة ُ التي شهدت البصاق الأوَّل خالية ً إلّا من شموسها و طيورها التي ما زالت تُغرِّد ُكما بدأت التغريد أوَّل مرَّة، قبل َ أن يُوجد الشحلمون و تكون الجنغرونات!



#نضال_الربضي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في اللادينية – 8 - ضوء على الإيمان، مُستتبَعاً من: علم ...
- قراءة في الفكر الأبوكاليبتي – 7 – ما قبل المسيحية –ج2.
- قراءة في الفكر الأبوكاليبتي – 6 – ما قبل المسيحية – ج1.
- بوح في جدليات – 17 – من حُلو ِ الزِّمان ِ و رِديَّه.
- قراءة في اللادينية – 7 - الأخلاق مُستتبَعة ً من: علم النفس – ...
- قراءة من سفر التطور – 8 – ال 4 التي تأتي بال 1.
- وزيرٌ تحت سنِّ ال 25
- قراءة من سفر التطور – 7 – عذرا ً توقيعك غير معروف لدينا!
- قراءة في الوجود – 6 - الوعي الجديد كمفتاح لفهم ماهيته.
- بوح في جدليات – 16 – حيٌّ هو باخوس.
- قراءة في الفكر الأبوكاليبتي – 5 – الماهيَّة و الجذر – ج4.
- عن: أشرقت قطنان.
- الدكتور أفنان القاسم و خلافته الباريسية.
- بوح في جدليات – 15 – حينَ أغمضت َ عينيكَ باكراً
- العقل المريض – 2 - تغوُّل الخطاب الديني نموذجا ً.
- قراءة في العلمانية – حتمية ٌ تُشبه ُ المُعضِلة.
- كرمليس – ربَّ طليان ٍ بعد تنزيل ِ الصليب.
- العقل المريض – ألفاظ: عاهرة، ديوث، كنموذجين.
- بوح في جدليات – 14 – مامون.
- عن اقتحام ِ المسجد ِ الأقصى المُستمر.


المزيد.....




- افتتاح مهرجان -أوراسيا- السينمائي الدولي في كازاخستان
- “مالهون تنقذ بالا ونهاية كونجا“.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة ...
- دانيال كريغ يبهر الجمهور بفيلم -كوير-.. اختبار لحدود الحب وا ...
- الأديب المغربي ياسين كني.. مغامرة الانتقال من الدراسات العلم ...
- “عيش الاثارة والرعب في بيتك” نزل تردد قناة mbc 2 علي القمر ا ...
- وفاة الفنان المصري خالد جمال الدين بشكل مفاجئ
- ميليسا باريرا: عروض التمثيل توقفت 10 أشهر بعد دعمي لغزة
- -بانيبال- الإسبانية تسلط الضوء على الأدب الفلسطيني وكوارث غز ...
- كي لا يكون مصيرها سلة المهملات.. فنان يحوّل حبال الصيد إلى ل ...
- هل يكتب الذكاء الاصطناعي نهاية صناعة النشر؟


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال الربضي - بوح في جدليات - 18 – ابصق ابصق يا شحلمون.