أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - في ذكرى عيد العمال العالمي ... إستغلال مستمر















المزيد.....

في ذكرى عيد العمال العالمي ... إستغلال مستمر


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 5149 - 2016 / 5 / 1 - 00:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مائة وعشرون عاماً على مرور ثورة عمال شيكاغو ضد الظلم والإضطهاد والإستغلال و"التغول" و"التوحش" الرأسمالي،لم تنهي هذا الظلم و"التوحش" و"التوغل،بل نرى ان هذا "التوغل و"التوحش" الرأسماليين في ظل عولمة الرأسمال يزدادان شراسة وشراهة،حيث تتنامي مفاهيم الإستغلال والنهب والجشع والإنقضاض على حقوق العمال والمكتسبات والمنجزات التي عمدت بنضالاتهم وتضحياتهم عبر سنوات طويلة من الكفاح والنضال،وكذلك نرى بأن الفوارق الطبقية تزداد حدة والثروات الإجتماعية تتكدس في أيدي حفنة من اصحاب الإحتكارات الكبرى على حساب زيادة معدلات الفقر والبطالة وعدم العدالة في توزيع الثروات،ونحن شهدنا في الآونة الأخيرة توظيف منجزات العلم والتكنولوجيا الحديثة في انتاج وتصنيع الأسلحة واستخدامها في قتل وتدمير الشعوب،مما زاد من مأساة الكثير من الشعوب ورفع معدلات البطالة والفقر والعوز الى معدلات غير مسبوقة،وفاقم ذلك من القمع والإضطهاد والفساد بكل اشكاله حتى وصلت الأمور حد "التسليع" البشر وانتشار تجارة البغاء وبيع النساء في أسواق النخاسة،كما جرى مع النساء اليزيديات العراقيات والنساء السوريات والليبيات واليمنيات وغيرهن،وكذلك نشهد عودة للإستعمار بشكله المباشر وإحتلال البلدان واستعمارها.
إن النظام الرأسمالي بصيغته المعولمة والمتوحشة لا يمكن أن يشكل في يوم من الإيام نظاماً خادماً للبشرية أو منصفاً لشعوبها وطبقتها العاملة،فهو نظام يقوم على الإضطهاد والإستغلال وتكثيف هذا الإستغلال بأبشع صوره ومضامينه وتجلياته.
الشعارات التي رفعها قادة الثورات الإجتماعية الإشتراكية من انجلز وماركس ولينين وغيرهم "يا عمال العالم إتحدوا"،ما زالت بعيدة المنال في أرض الواقع،بل ما نشهده اليوم في الواقع العربي،ليس فقد ضعف وتراجع أوضاع الطبقة العاملة العربية،بل زيادة اضطهادها وافقارها وبؤسها وشقاؤها،وحواملها التنظيمية والنقابية والحزبية تزداد ضعفاً وتلاشياً، ،والأنكى من ذلك انه بعد ما يسمى ب"ثورات الربيع العربي" لم تعد هناك وحده عمالية وعنوان جامع وموحد لعمال الدولة القطرية الواحدة،حيث جرى ويجري تغليب المذهبية والطائفية على المصالح المشتركة والنضال المشترك،وكذلك بفعل الحروب الداخلية المذهبية والطائفية والصراعات،تحول جزء ليس بالقليل من أبناء الطبقة العاملة العربية الى جيش عاطل عن العمل يعيش على الإعانات والمساعدات،وبما يترتب على ذلك من فقر مدقع وجوع وجهل وتجهيل وامراض اجتماعية وأسرية،وإرتفاع في نسبة البطالة،وزيادة في الإستغلال والإضطهاد من قبل أصحاب الرأسمال،لجهة تخفيض الأجرة وزيادة ساعات العمل والحرمان من الحقوق العمالية المشروعة كالحق في الإجازات السنوية والمرضية والحقوق الاجتماعية كالتقاعد والتعويض والضمان الإجتماعي والتأمينات الصحية وغيرها.

اما على صعيد الطبقة العاملة الفلسطينية،فنحن نرى بان أوضاعها تزداد تدهوراً وبؤساً،حيث الإحتلال بإجراءاته وممارساته العنصرية والقمعية وفرضه للكثير من القيود على عمالنا من حيث المنع من العمل او حرية التنقل والإعتقال والحصار والإغلاق والإذلال على حواجز العبور،حيث العمال في سبيل تحصيل لقمة عيشهم، يضطرون للإنتظار في طوابير الذل من ساعات الفجر الأولى ومزاجية جنود الحواجز،هي من تتحكم في السماح لهم بالعبور او عدمه،ومن يثور منهم على الوضع قد تطلق عليها النار بحجة محاول الطعن ويستشهد،او يعتقل،او يمزق تصريحه وغيرها من العقوبات الجماعية والتي تصب في زيادة الفقر والبطالة بين صفوف طبقتنا العاملة،وتراجع معدلات أجورها والتي أصبحت لا تفي حتى بتامين متطلبات حياتهم الأساسية،وكذلك في المناطق التي تديرها السلطة الفلسطينية وفي قطاع غزة المحاصر، نرى أنه لا وجود لخطط تنموية أو اقتصادية حقيقية تساهم في التخفيف من حدة البطالة والفقر،بل نرى بأن الإقتصاد الإغاثي المعتمد على سياسة "الشحدة" و"التسول" هي السائدة، ويتجلى ذلك بشكل اوضح في قطاع غزة بعد عدوان تموز/2014،وما خلفه من تداعيات ومشاكل اجتماعية واقتصادية،حيث دمرت الكثير من وسائل الإنتاج وفقد العمال ممتلكاتهم ووسائل انتاجهم،ولم يعودوا قادرين على تأمين وسائل ومتطلبات حياتهم اليومية،ولتبلغ معدلات البطالة أرقاماً تقترب من 80%،ناهيك عن فقدان أي مصدر من مصادر الدخل بفعل الحصار واغلاق المعابر وعدم دوران عجلة الإعمار،وضعف المؤسسيات الإقتصادية وعائليتها وعشائريتها،طبقة عاملة تتحول الى العيش على الإعانات والمساعدات الخارجية،ولتصبح أقرب الى البروليتاريا الرثة.

إن ارتفاع معدلات البطالة والهجرة وانعدام فرص العمل وزيادة الضرائب وتنامي سياسة الهدر،وتفشي ثقافة الفساد المالي والاداري،ورائحة الصفقات المشبوهة والمحاصصة بين اطراف قوى السلطة في الضفة وقطاع غزة،يزيد من معاناة طبقتنا العاملة الفلسطينية التي تشكل الطبقة الأوسع والأكبر في مجتمعنا الفلسطيني،والتي كانت وما زالت زاد الثورة ووقودها والأكثر تضحوية والأقل مشاركة في القيادة والقرار.
في ظل كل هذه الظروف نجد أن التعبيرات النقابية للعمال من اتحادات عمالية ونقابات،تنشط قبل أسبوع من عيد العمال لكي تقوم بعمل سلسلة من الأنشطة والفعاليات من مهرجانات ومسيرات وإحتفالات ولقاءات إعلامية وإصدار بيانات لكي تؤكد على دورها وحضورها، وهذه الأنشطة والاحتفالات والمهرجانات والبيانات التي تعود عليها عمالنا من مختلف الكتل النقابية بمختلف ألوان طيفها السياسي،يدركون أنها مجرد شعارات "وهوبرات" إعلامية"فيها الكثير من الوعود ويغيب عنها التنفيذ والفعل فلا انتخابات ديمقراطية وحقيقية تجري في هيئات الإتحاد ومؤسساته ونقاباته ولا وحدة تحققت على أسس ديمقراطية بين عناوينها ومرجعياتها المختلفة، ولا سنت وطبقت التشريعات والقوانين التي تحمي وتصون حقوق العامل وكرامته، فالحد الأدنى من الأجور للعمال (1450)شيكل،لا يفي بمتطلبات الحياة الأساسية للعامل، وكذلك تغيب وتطبق على نحو ضيق جداً تشريعات الصحة والسلامة للعمال، ولا مؤسسات ومصانع توفر فرص عمل لهم، ولا آليات وخطط تنموية حقيقية تحد من البطالة والفقر التي لا تقل عن 40 % في الضفة الغربية،ولترتفع في القطاع الى 60 %.
ومن هنا نجد ضرورة التأكيد على مهمتين أساسيتين:- النضال الدؤوب والمستمر لربط دعم الاستثمار والقطاع الخاص بدعم العمل والعمال وحماية حقوقهم من خلال وضع سياسات وآليات حقيقية لمعالجة البطالة والفقر وانتهاج سياسة متوازنة في توزيع مصادر الدخل وتأسيس صندوق للحماية والتكافل الاجتماعي يراعي حقوق العمال والعاملين وينصفهم،ويجعلهم شريك أساسي في إدارة هذا الصندوق والإشراف عليه،وليس السيطرة عليه من قبل الحكومة والقطاع الخاص،ووضع حد أدنى للأجور منصف، وإنصاف للعاملين عبر تطبيق عادل ومتساو للأنظمة والقوانين. ضرورة العمل على إعادة صياغة وبناء الحركة النقابية وفق أسس وثوابت وطنية وديمقراطية تبدأ بتأكيد الهوية الوطنية للحركة النقابية وتمسكها بأهداف وثوابت شعبنا الوطنية ودورها المتقدم في مناهضة كل أشكال التطبيع والمساهمة الفعالة في حملات مقاطعة دولة الاحتلال العنصرية وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها،مروراً بالتأكيد على بناء الاتحادات والنقابات العمالية على أسس الديمقراطية والمساءلة والمحاسبة وضمان مشاركة القواعد العمالية في إدارة وقيادة العمل النقابي بعيداً عن عقلية الاستئثار والمحاصصة والتفرد وغيرها،كذلك نؤكد على رفض التدخلات السياسية في أوضاع الطبقة العاملة واتحاداتها ومؤسساتها النقابية.
القدس المحتلة – فلسطين



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السلم الأهلي والمجتمعي......وحماية النسيج الإجتماعي والوطني
- منطقة .....وأربعة مشاريع
- القدس... حرب إستنزاف ومعركة كسر عظم
- أيها المقدسيون ....أوقفوا حفلات التكريم
- تحرير تدمر ...تطور محوري في الأزمة السورية
- هجمات بروكسل ...... و-النوم في حضن الشيطان-
- المبادرة الفرنسية ...لا تستهدف حل الصراع،بل استمرار ادارته
- جامعة الدول -العربية-...في أرذل سنوات العمر
- اغلاق -فلسطين اليوم-....استهداف للإعلام المقاوم
- احمد سعيد ....الصحاف....الجبير
- تجار البلدة القديمة في القدس...معانيات وهموم
- مشيخات الخليج النفطية.....والتحالف العلني مع اسرائيل
- المخيمات ...أصل الحكاية وجوهر الصراع
- النايف شهيداً.....القيق منتصراً
- ماذا فعلنا لأجل القيق؟
- السعودية ....تدفع لبنان نحو الإضطراب السياسي
- عن -تسليع- الفكر والسياسة ....ورحيل هيكل
- حول التدخل البري السعودي- التركي في سوريا ..؟؟
- حوارات تفشل...نظام سياسي أزمته تتعمق
- مسلسل المصالحات الفاشلة ...والمفاوضات العبثية


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - في ذكرى عيد العمال العالمي ... إستغلال مستمر