كريم عبدالله
الحوار المتمدن-العدد: 5148 - 2016 / 4 / 30 - 13:48
المحور:
الادب والفن
سماواتكِ الناهدة ... فتاوى ملغومة
تتصفحينَ كلّ مساءٍ وجعي المستشري في شِعابِ الروح تتناوبينَ معَ أطيافكِ قلقي الغليظَ تأتينَ مِنْ فجّكِ البعيدَ تفركينَ أزهاركِ تبتهجُ تمسحُ عنْ مرآتيَ ضبابَ الغربةِ وتشبكينَ ذراعيكِ حولَ كاهلي تشلّينَ همّيَ المذهلَ تأخذينني عنوةً لليلكِ المشرق تسنّديني بخشوعٍ على صدرِ مفاتنكِ الصاهلة فانفلتُ مِنْ جاذبيةِ الأرض متوشّحاً ربيعكِ وكهولتي تترصدُ ظلّكَ تلوذُ بزعفرانكِ حتى سماواتكِ الناهدةِ تطوّقني متدرعة رغبة حقيقية مثقلة بالحنينِ يحتشدُ في ركامِ متاهاتي ينزعُ الترددُ أمامَ إعصاركِ يشوّقُ زوابعي تمطرُ في مياهكِ تهتكُ ظلمة أيام هجرتها أقماركِ النديّةِ منذُ آخرَ حربٍ عدتُ منها وغاصتْ في وحلها أقدامُ الأمنيات يصدّؤها جحيمُ بلدٍ غادرته كواكبٌ تتنزّهُ دائماً على شرفاتهِ المعطّرة بأريجِ السلامِ تاهَ مستوحشاً في جيوبِ الخيانةِ تتقاسمهُ فتاوى ملغومة عاجزة انْ تسرَّ أطفالهِ الصغار تسللتْ خفافيشاً خصوماتها تبيضُ سيارات مفخخة تتمنطقُ أحزمة فظيعة تأخذنا أضاحي طازجة فكلَّ المراراتِ بوصلة عمياءَ تحتفي بقصائدنا السريّةِ خشيةَ رماناتٍ بنوابضَ شرسة تتلذذُ بسقوطها حمراءَ تحتضنُ أبرياء المعتقداتِ ولا ثأرٌ يزيحُ أقنعةَ السوءِ المتعنكبة على سعفِ النخيلِ العامرةِ بالبنادق تستعرضُ دونَما خشية تأريخاً أحولَ إندلعتْ فيهِ غُمّة ٌ تتغنّجُ فجّةً تنضجُ على مهلٍ تهبُ مكرماتها الباذخة للنائمينَ حتى الظهيرةِ تدغدغُ أرجلهم الشمسَ في منعطفاتِ الخنوعِ يغمّونَ حظّهم العاثرَ في الشعاراتِ المزيّفةِ ضيّعوا وطناً آمناً ظلَّ يوميءُ في خجلكِ .
#كريم_عبدالله (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟