تغيير التفكير_ استبدال الفكرة الثابتة بالتفكير الحر؟

حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 5148 - 2016 / 4 / 30 - 13:46
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

بعد خمس دقائق تفكير داخلي مركز.....
يدرك الانسان الطبيعي (امرأة او رجل) أن الغاية والاتجاه الأساسي_ ان يكون (المحبوب ة), وبالدرجة الثانية (بوضوح) أن تكون_يكون المحب.....
هذا التفضيل الشخصي, يغير ترتيبه كثر....يعتبرون أن اللذة والسعادة من طبيعة واحدة!
* * *
كل علاقة اجتماعية_ مختلف العلاقات_ تنطوي على الموقعين والتوجهين العاطفيين (الأساسيين) في حياة الانسان:
1_ أن يكون محبوبا ومحترما
2_ أن يشعر بالشغف_ ان يحب بمستوى (او مقدار) قوي ومرتفع
الخطأ الأول في الترتيب والأولوية. خطأ الاعتقاد مصدره الوعي والشعور الأوليين(الانطباعيين).
نحن متشابهون جميعا! وبنسبة تفوق 99 بالمئة....
ذلك ما تؤكده الأبحاث العلمية المتنامية والمتجددة_ بعد الأديان الكبرى والفلسفة
غاية الانسان في حياته أن يكون محبوبا وأن يصير محبا.....وهو التحقق الأصعب.
1_ يفشل في الحصول على كفايته من الحب الأبوي, ثم العائلي والاجتماعي,....ومحبة الغريب والمجهول.
(أن يكون محبوبا كما هو_ وليس, فقط بعد أن يفعل وينجز ويتميز بمواصفات متنوعة ومتناقضة)
2_يقبل بالاحترام_ ومع تعذره, لا أحد يكفيه الاحترام فقط.
وبعد الفشل في الوصول إلى الاحترام أيضا, يبدأ الصراخ والصراع: نكون أو لا نكون....
3_ يعجز عن حماية نفسه من تعبيرات (سلوك ومواقف وأفكار وعواطف) الكراهية والانتقام والتحقير والازدراء.....التي تحاصره من الخارج ون الداخل أيضا.
بعد هذه المرحلة يتحول الطفل ة ....الصغير والضعيف والبريئ (بالفعل) إلى آلة خوف طائشة_ مسلوبة الحرية الداخلية (الوعي والارادة)...
هكذا وجدت نفسي بعد الأربعين_ وجميع من أعرف في حفرة الحب السلبي.
* * *
لماذا يتهرب الأصدقاء (والصديقات أكثر) من مناقشة أفكار_ أو يجدونه كتابا معقدا وتصعب قراءته وفهمه_ " فن الحب" لاريك فروم....عشرات الأصدقاء كرروا نفس الموقف؟
_ مع أنه كتاب شيق وممتع للغاية....( قدمت عرضا للكتاب عبر الحوار المتمدن).
كلمة السر_ المسؤولية الشخصية؟
حلم (وهم) التسيب الطفولي سائد ومعمم في ثقافتنا وحياتنا أكثر.
توجد رغبة عارمة (لاواعية) بالتنصل والهروب الدائم من المسؤولية الشخصية عن العيش والوجود. عبر إسقاط المسؤولية ومعها (الفاعلية الشخصية) على....آخر
العمر العقلي (العاطفي والفكري) للانسان في بلادنا لا يتجاوز الثانية عشر....بعدها (يجن او يقتل)
* * *
اسأل_ي أي عانس أو مستوحد (رجل أو امرأة)....هل اخترت, برغبتك, حياة الوحدة والعزلة العاطفية؟
الجواب الاستنكاري (موحد) بما معناه: لا يوجد من يستحق (جديرة) بحبهما!
* * *
من هو المريض النفسي_ العقلي بتحديد أكثر؟
_هو فرد (امرأة أو رجل) يعيش اليوم وفق معايير الأمس....بقوانينه وعاداته الأخلاقية والمعرفية. شخصية ضجرة وغاضبة في معظم الأحوال والأوقات. وتصارع بكل ضراوة, لأن تكون محبوبة (كشرط مسبق) قبل أن تحب بالفعل.
من هو الفرد السليم والمعافى نفسيا وعقليا؟
_ هو امرأة أو رجل, يعيش بفعالية ومتعة. ويستطيع بسهولة أن يكون محبا ومحبوبا بين أهله, ومع الجيران, ومع الغرباء والخصوم أيضا.
* * *
كيف يعود الطائر أو النحلة أو النملة, وغيرها, إلى عشه ووطنه؟
جواب أول: بواسطة الغريزة يغادر, ثم يعود ايضا عند الحاجة, بواسطة الغريزة وبفضلها.
هذا الجواب المدهش لطالب في الابتدائية. أو (لامرأة أو رجل) في حالة تخلف عقلي_ والذي يستحق العلامة الجيدة بالفعل.
نفس الجواب_ لو كرره طالب دراسات عليا في مادة الحيوان أو البيولوجيا أو علم النفس المعرفي_ يستحق الرسوب.
الانتقال من الجواب الموروث(الايديولوجي) إلى الجواب المنطقي (الملائم) الآن_هنا, ضرورة إنسانية (نفسية واجتماعية واخلاقية ومعرفية....
وبمعنى أكثر تحديدا, الانتقال من الاستجابة عن طريق (رد الفعل والتكرار) على التحولات والتغيرات التي تطرأ خلال حياة الشخص الناضج....إلى استجابة ترتكز على الارادة الحرة (الوعي والاختيار وإدراك النتائج المحتملة...) طريق الحب والسعادة والنجاح.
"اليوم أكمل من الأمس" معيار الصحة النفسية وماهيتها.
* * *
الغريزة هي العقل بالمستوى البدائي والأولي.
الحب هو العقل في حالة النضج والحكمة.
* * *
لا نجاح حقيقي أو سعادة_ بالصدفة أبدا

#حسين_عجيب (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات