أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نوزاد نوبار مدياتي - خطيئة على قبر الشك














المزيد.....

خطيئة على قبر الشك


نوزاد نوبار مدياتي

الحوار المتمدن-العدد: 5148 - 2016 / 4 / 30 - 04:19
المحور: الادب والفن
    


المسافة كانت كافية لإبادلها الوداع ، نصحتها بعدم القدوم لحفلة الإيتام (( التي تبنتها إحدى الجمعيات " الخيرية " المدعومة من عصابات غسيل الاموال )) ، سأقوم بتلك المهمة لوحدي !
الطفلة التي تمنينا أن تشبه إبنتنا ، لا تقلقي عليها ، أجيد أستنشاقها من ذات المكان التي كانت تلتقي أطراف شفتينا على يديها البيضاء الصغير وشعورنا تجاهها العظيم ، جربت ذلك كثيراً ، لم أكن أرغب بإخباركِ بأنانية أمنياتي " صدگيني !! " عندما كنت أسرق الوقت و ألقي النظر من خلف الأسوار على الطفلة وهي تأكل الايس الكريم بمشاركة أطراف أنفها الصغير وأبعاد شفتيها ، كنت أشتهي إبتسامتها لدرجة الشك بإنها هربت من صلبي لرحمكِ !
العاشرة صباحاً ، وقتاً لا يلائم مزاجي كثيراً ، وقتاً أتذكر فيه خروجي للصيد ذات ليلة ساخنة البرودة !
التقيت فيها في تمام تلك الساعة أي ( 10:00 am ) من صباح يوم الخميس مع ( ع ج ) على مشارف ناحية الكوت بعد إن إجبرنا أحد رفاق النزهة للتوقف جنباً لما يعانيه من مرض السكري الذي يرغمه على التبول ، لم أعر أهتماماً بالغاً أثناء التعارف عليه ؛ اي ( ع ج ) ، كنت مشغول بكأس البيرة المكسيكي الذي صنعه لي أحد الأصدقاء المقربين لي و للمدعو ( ع ج ) ، كان يرتدي كثيراً من الأحزمة المحملة بالبارود ولعلمي المسبق إن كل تلك كمية الباورد ستتجه للسماء بعد أن يتغلب الخمر علينا ، فباتت ردة فعلي أغبى بكثير من المفترض صنعه !
أرتديت القميص الذي أرتديته ليلة ميلادي السابع والعشرون ، قبل أن نتفق على أن نزرع شيء من الجنون في حقولنا الملغومة بالغموض !
أرتديته مع بنطال فيه جيب خفي ، أستطيع أن أحشر فيه سكين دون أن يلفت إنتباه رجال الشرطة ، كان تصرف غير إرادي ، ربما !
ما تبقى من ليلة امس من الوسكي ، حاولت تجرعهِ صباحاً لأكون أكثر جرءة لخطف الطفلة ، أبداً إنها طفلتي !
هذا ما خططت له ، أشتاقها ولم أعد أقوى على تركها بعيداً ، إحساسي بإنها من (( صلبي ورحمكِ )) تغلب عليّ ليلة عودتي من نزهة الصيد ، يبدو إني ثملت ، هذا لايهم !!
خروجي من الشقة مسرعاً جعلني أنسى جوالي وسكائري ومفاتيح سيارتي ، أستأجرت التاكسي لمنطقة قريبة من دار الأيتام ، أرفض أن يراني ( ع ج ) وأنا أركب التاكسي ، فكل وقت النزهة نحن نتصارع على ( الأنا ) ، كل منا يحاول أبراز عضلاته على الاخر دون المساس بالأخر ، هكذا تبدو غريزة الغيرة أو الكره والأكثر التنافس على المجهول !
ترجلت في بادىء الأمر بصورة مسرعة ثم قررت الهدوء حتى لايطغي التعرق على جسدي وأبدو بصورة غير لائقة ، أنا مدعو لألقاء قصيدة ويتوجب عليّ أن أظهر كما ينبغي وبذات الوقت أستطيع إستغفال الجميع وأكمال عملية خطف الطفلة !
الوقت كان يقترب من شؤم العاشرة صباحاً ، تزامن دخولي لدار الأيتام كان صدفة غبية لا يمكن تداركها !
الضجة تعم في أرجاء المكان ، ثمة نفير يتسابق مع رذاذ عطور مربيات الأيتام ، التسابق الغريب الذي يضرب أكتافي بإكتاف النساء بين دخولي وخورجهن مسرعات يثير الإمتعاض والدهشة !
كتفها علق بكتفي لدرجة انها تعثرت ،، !
- نصحتكِ بعدم القدم ما الذي جاء بكِ هذا اليوم ؟
هذه العبارة بعد أن أستوقفتها في الممر المجانب لحدائق العاب الأطفال !
أستغرابها مني كان غير مبرر ، تفاقم غضبي وردة فعلي بتأثير الوسكي الذي تعاطيته صباحاً كان أسرع من ردة فعلها الغير مبرر ،،، إصرارها على تجاهلي والاستمرار بالتهرب مني كان يتغلب على ملامحها التي باتت لي مجهولة لاول مرة !
يبدو لي ؛ أنها كانت تحاول خداعي طيلة هذه الفترة ، ربما حتى هذه الطفلة التي أقسمت إنها ليس من رحمها كان قسم كاذب !
لم أستطيع السيطرة على قبضة يدي ، فأنا أتمسك بساعدها بقوة مفرطة وهي تحاول أن تفك قبضة يدي تتبعها بكلمات غير مفهومة ، أتذكر البضع منها ( غبي / أتركني وشأني / سكران ) شيء من هل القبيل !
كل هذه الكلمات كانت تثير غيرتي و غضبي ، كل ما أستدركته في تلك اللحظة إنها تحاول التملص مني لتقديم الولاء والطاعة ل ( ع ج ) الذي أثار في دخوله للمكان ضجة لكل النساء ، فهو الممول الرئيسي لهذه الجمعية و الواجهة الكبيرة لغسيل أموال الأحزاب المتسلطة !
أستفزازها لي كان أكبر من حسابات التعقل ، الطفلة التي أشعر إنها جاءت من ( جماعنا ) ذات ليلة ، غيابها لسنتين متتاليتين أدعت حينها كانت في تركيا !
تهربها مني يوم قراري بخطف أبنتي ، مشاعر متراطمة وغبية أجبرتني على إستخراج السكين وطعنها بسبعة وعشرون طعنة !
- هل تذكرين هذا الرقم جيداً ؟
- موتي !!
هربت مسرعاً بعد أن تمكنت غريزتي مني ، هربت نحو طفلتي !
لم تعد الخطة كما تبدو ! إنها ليست كذلك ، عليّ بإتمام المهمة ، الشعور بالأبوة يطغى عليّ ، لم أعد أهتم للصراخ الذي تركته خلفي وهي تنزف الموت !!
تخبطي بالبحث عن أبنتي في غرف دار الأيتام كان أشبه بتخبط القنابل العشوائية في الحروب البالية أو بصورة أدق منجنيق يحرق الأرواح إينما أستقر !
هكذا كنت أبدو حتى وجدتها وهي بإحظانها !!!
وجدت طفلتي بإحظان حبيبتي التي قتلها للتو رغم إنها بغير لباس وبتسريحة شعر مختلفة !!
وجدت أبنتي بإبتسامة حبيبتي ،،، مستدركة !
أنا أسفة حبيبي ،،، نصحتي بإن لا أحظر هذه الدعوة لكن كان لابد من إخبارك إن هذه الطفلة من ((( صلبك ورحمي ))) ، فقط كانت (( أختي التوأم ))) تهتم بها وإن زوجها العقيم ( ع ج ) كان يجبرها على البقاء في دار الأيتام ليمرر ألاعيبه بغسيل أمواله القذرة !



#نوزاد_نوبار_مدياتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كابوس
- أصفن بيج والبيچ يتصفن
- الشَبّهْ
- شيفيد الكواغد من تدفيها النار !
- سلوكيات / 1
- يا !
- هاريمان في خيمة الحاج زهير !
- أشگ صدر الكاع ومتصير داعشني
- زهر ، مُر ، حنظل
- ورداً في غابة الشوق - لها -
- الخطيئة -كلمة- في سراديب الظلام
- لماذا تدرس مادة الإسلامية ؟
- قفشة على مضاجع أرصفة الحلم !
- بزنودي شديت العلگ !
- خمر جديد في جرار قديمة / خربشات على جداري 7
- الصراع النفسي في ظل عواقب الإرث الفكري !
- لحظات رجلاً يؤمن بذاته / خربشات على جداري -6
- حياة ما بعد الموت !
- عيد حٌبنا يا حبيبتي / خربشات على جدار عيد الحب
- رسم من فحم على اوراق الوهم !! / قصة قصيرة


المزيد.....




- فيديو سقوط نوال الزغبي على المسرح وفستانها وإطلالتها يثير تف ...
- رحيل أسطورة هوليوود فال كيلمر
- فيديو سقوط نوال الزغبي على المسرح وفستانها وإطلالتها يثير تف ...
- - كذبة أبريل-.. تركي آل الشيخ يثير تفاعلا واسعا بمنشور وفيدي ...
- فنان مصري يوجه رسالة بعد هجوم على حديثه أمام السيسي
- عاجل | حماس: إقدام مجموعة من المجرمين على خطف وقتل أحد عناصر ...
- الشيخ عبد الله المبارك الصباح.. رجل ثقافة وفكر وعطاء
- 6 أفلام تتنافس على الإيرادات بين الكوميديا والمغامرة في عيد ...
- -في عز الضهر-.. مينا مسعود يكشف عن الإعلان الرسمي لأول أفلام ...
- واتساب يتيح للمستخدمين إضافة الموسيقى إلى الحالة


المزيد.....

- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نوزاد نوبار مدياتي - خطيئة على قبر الشك