|
تمخض الجبل فولد فأرا
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
الحوار المتمدن-العدد: 5148 - 2016 / 4 / 29 - 22:29
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تمخض الجبل فولد فأرا الكل كان يراهن على ما كان سيتخذه مجلس الامن من قرارات ستربك النظام في المغرب ، وستمكن جبهة البوليساريو التي استكانت الى الراحة منذ 1991 تاريخ توقيع اتفاق وقف اطلاق النار تحت اشراف الامم المتحدة من تحقيق مكاسب تسرع بحل الاستفتاء. ان القرار الذي صدر اليوم 16/2085 ،لا يختلف في شيء عن كل القرارات التي سبق لمجلس ان اتخذها منذ 1975 ، وهي قرارات غير ملزمة ، الهدف منها ليس التعجيل بإيجاد حل للنزاع بالمنطقة ، بل الهدف منها تعطيل المسلسل ، بما يمكن من استنزاف طرفي الصراع الحقيقيين المغرب والجزائر ، وليس المغرب وجبهة البوليسريو . ان ما تجهله الجزائر والمغرب ان قضية الصحراء هي قضية تفوق طاقة الدولتين ، لأنها اضحت قضية تدور حول توزيع ادوار الدول الكبرى ، مرة هذه الدولة مع النظام ، ومرة نفس الدولة مع الجزائر وهكذا ، بل ان الادوار تكون مخدومة مسبقا ، ويكون اي قرار مرتقب معروفا بين الدول الكبرى حتى قبل صدوره من قبل مجلس الامن . لقد انتصر النظام المغربي في هذه المعركة وذلك : 1 ) ان القرار 16/2085 ، لم يصدر تحت البند السابع ، ومن ثم يبقى غير ملزم للنظام ، بحيث يمكن له تفسيره تفسيرا يخدم مصالحه المتناقضة مع مصالح الجزائر . 2 ) القرار يتضمن عرقلة مقصودة في تحريره ، تتجلى في صعوبة التنفيذ اذا رفض احد اطراف النزاع صيغة الحل المقترحة من قبل الطرف المقابل ، ومن هنا يكون الستاتيكو سيد الموقف مثل القرارات السابقة لمجلس الامن . 3 ) تمديد مهلة المينورسو الى غاية 30 ابريل 2017 . ان هذه المدة قد تكون كافية لتغيير سياسات ، واستبدال موافق تفرضها تبادل المصالح بين الدول الكبرى ، ولا تفرضها مصالح اطراف النزاع الحقيقيين المغرب والجزائر . 4 ) لا يوجد هناك طابع الالزام في القرار إذا استمر النظام في رفض عودة الفريق السياسي للمينورسو الى الاراضي التي تحت سيطرة المغرب . وما دام النظام يرفض حل الاستفتاء وتقرير المصير ، فهو يكون منسجما مع مواقفه الرافضة لعودة الفريق الذي مهمته ، هي تنظيم الاستفتاء المرفوض من قبل النظام . اما إذا رضخ النظام وقبل بعودة المينورسو ، فهذا ليس له من تفسير غير قبول النظام بالاستفتاء وتقرير المصير ، وهذا يتعارض بالمطلق مع مواقف النظام من قضية الصحراء . ان النظام اليوم في موقف قوة ، ومن ثم لن تنطلي عليه حيلة بانكيمون بعودة الفريق المكلف بالاستفتاء الى المنطقة .
5 ) لم يتضمن القرار 16/2085 اي توصية بتوسيع صلاحيات الفريق السياسي لتشمل مراقبة حقوق الانسان ، ووظف ذلك بشيء من الضبابية حين ركز فقط على حث الاطراف بالارتقاء بمادة حقوق الانسان في المناطق الخاضعة لنفوذهما . وهنا يكون الموقف الروسي بالامتناع عن التصويت لطمة وجهتها روسيا لحليف تاريخي هو الجزائر . 6 ) قرار مجلس الامن احتفظ بالفريق العسكري للمينورسو الذي مهمته مراقبة وقف اطلاق النار ، وهي النار التي لم تطلق منذ 1991 ، ولن تطلق ابدا ما دام قرار وقف اطلاق النار لا يزال ساري المفعول . وما دامت الجبهة استحالت الى الراحة وطلقت الكفاح المسلح منذ 25 سنة خلت . 7 ) لعب شغور وفراغ منصب الرئاسة في الجزائر ، دورا في صياغة القرار بما سيغضب الجزائر التي لن تستطيع فعل شيء برئيس ابكم واصم ومشلول . فهل المرأة الجزائرية اصبحت عاقر عن انجاب رجالات اكفاء يتولون امر الجزائر ؟ اعضاء مجلس الامن يدركون الوضع السياسي المهلهل بالجزائر ، والنظام ضعيف وليس ، ولن يكون بمستطاعه بالعودة الى اوضاع ما قبل 1991 . ان فاقد الشيء لا يعطيه . 7 ) رغم التهديد الذي اطلقته جبهة البوليساريو بالعودة الى الكفاح المسلح قبل صدور القرار ، فان ذاك التهديد لم يكن سوى بالونات اختبار فارغة ، ونوعا من الضغط للاستصدار قرار من مجلس الامن يستجيب لمطالب الجبهة . والحال ان اعضاء مجلس الامن يعرفون مسبقا ان الجبهة لا تستطيع العودة الى الكفاح المسلح بدون موافقة قصر المرادية الذي يعيش فراغا في الرئاسة . 8 ) النظام المغربي ربح المعركة على كل المستويات ، وما على الجزائر إلاّ انتظار ما بعد عبدالعزيز بوتفليقة . والقيادة الجديدة التي ستكون مشغولة بإعادة تنظيم الدولة ، تكون عاجزة عن خوض حرب او تمويل حرب ستعود عليها بالخسران . 9 ) ان من الاخطاء الاستراتيجية التي سقطت فيها جبهة البوليساريو ، هي حين انطلى عليه مقلب الحسن الثاني ، لمّا ابرق الى الامم المتحدة يحثها على الاشراف على وقف اطلاق النار ، والشروع في تنظيم الاستفتاء الذي لم ينظم منذ 25 سنة . وهنا فان الجبهة التي تحولت الى منظمة سياسية ، تم افراغها من محتواها العسكري ، وتكون القيادة قد ساهمت في الوضع الشماتة الذي توجد عليه اليوم بين مطرقة النظام المغربي وسندان النظام الجزائري . الجزائر مرشحة لتعرف انتفاضات شعبية عارمة بعد بوتفليقة ، ووضع الجبهة سيصبح شبيها بوضع منظمة مجاهدي خلق الايرانية بالعراق . لقد انتظرت القيادة البرجوازية للجبهة خمس سنوات الاولى / والخمس سنوات الثانية / والخمس سنوات الثالثة / والخمس سنوات الرابعة / والخمس سنوات الخامسة ، اي 25 سنة والاستفتاء لم ينظم . بل لن ينظم ابدا . السؤال : بما ان الجزائر تتلاعب بالجبهة وبالصحراويين لخدمة مصالحها الضيقة ، خاصة رغبتها في التقسيم للوصول الى منفذ بالمحيط الاطلسي عقدتها الابدية ، الم يحن الوقت للشعب الصحراوي ان ينتفض في وجه حكام الجزائر ، وفي وجه القيادة البرجوازية للجبهة ، لتقرير مصيره باتخاذ قرار الشجعان ، سواء بالعودة الى المغرب ، او بقبول الحكم الذاتي ، او بإعلان الحرب التي ستكون خاسرة لا محالة ؟ .
#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)
Oujjani_Said#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل استشعر الملك محمد السادس بشيء يحاك ضده ؟
-
بين مغالطة - الاجماع الوطني - الاجماع الفاسد ، واقرار سيادة
...
-
- هيئة الامم المتحدة لتنظيم الاستفتاء بالصحراء الغربية - - ا
...
-
ألإقطاعية المخزنية والانتخابات
-
إقرار السيادة للشعب
-
- كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون - اتق الله يا جلا
...
-
قرار مجلس الامن المرتقب حول نزاع الصحراء
-
مثقف الطريق الوسط الراكد وراء المنصب الكبير
-
هل الصحراء مغربية ؟
-
هل سيتم حل قضية الصحراء الغربية بلجوء مجلس الامن الى الفصل ا
...
-
التجييش والتهييج
-
هل تعترف الامم المتحدة بالجمهورية الصحراوية ؟
-
وضع المرأة في المجتمع الراسمالي : الجنس والاستغلال
-
المرأة المحتقرة في النظام الراسمالي
-
في المغرب سلك القضاء من وظائف الامامة
-
اربعون سنة مرت على تأسيس الجمهورية العربية الصحراوية
-
النظام الملكي في مواجهة مباشرة مع مجلس الامن والامم المتحدة
-
الدولة القامعة
-
عندما تغيب الاستراتيجية تُفقد البوصلة ويعم التيه
-
تحقيق الوعد الالهي : دولة الاسلام
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|