مزمل الباقر
الحوار المتمدن-العدد: 5146 - 2016 / 4 / 28 - 23:26
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
إلى روح الشهيد/ محمد الصادق عبد الله ( الصادق ويو ) طالب جامعة امدرمان الأهلية
أطلقت زغاريد في الهواء وكادت أواني الشاي والكانون الذي تتصاعد حرارة جمراته أن ينكفء على الأرض حينما علمت ( حليمة ) أن ابنها قبل بقسم اللغة الأنجليزية التابعة لكلية الآداب بجامعة أمدرمان الأهلية. بل إنها حملت أواني الشاي وافرغت الجمرات على الأرض بعد أن صبت فيها الماء فتعالى الدخان ثم تماهى في الجو وهمت بالإنصراف عندما تكالب عليها زبائنها ممن يحتسون الشاي والقهوة والشيريا لديها حيث تعمل في إحدى برندات السوق الشعبي بأمدرمان.
وكان زوجها قد أعلمها للتو عبر الموبايل بالخبر السعيد وأخبرها انه كاد أن يصطدم بأحد الباعة المتجولين الذين يبيعون سقط المتاع في الإجازة المدرسية وأكمل لها أنه بالكاد افلتت الركشة التي يقودها من بين جسد الصبي المحمل بالحلوى والمناديل وصناديق سجائر البرنجي وبعض الألعاب البلاستيكية التي تصنع في الصين.
كان ( حسن ) مرتجف اليدين تتلعثم شفتاه بقراءة الفاتحة يهتز بدنه كالمقشعر من البرد في نهارٍ صيفي خانق بمقابر الشيخ حمد النيل ، وتأتيه الهمهمات من هنا وهنا. تحكي القصة التي يحفظها عن ظهر قبل: ( محمود ) إبنه كان في مخاطبة بالجامعة لرابطة أبناء النوبة بالجامعات والمعاهد العليا، وتحدث إبنه مثل غيره من خطباء الرابطة عن تنديد الأخيرة لإعتداء أمني جرى على أحد ابناء الرابطة من ذوي الإحتياجات الخاصة. وكيف أن جامعة الأهلية طوقت من الخارج بعربات بأحجام مختلفة عبأت بالأحذية الثقيلة المجددة بالسلاح الناري.
ويأتيه صوت أحدهم وقد إرتفع مقاطعاً محدثه بأن قبل أن يرسل رجال الشرطة الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي، دخلت جماعة من المثلمين يحملون السيخ والمُدي والأطواق الحديدية من الجنازير وإنه تهجموا على المخاطبة ومن فيها بعد أن أطلقت الأحذية الثقيلة الغاز المسيل للدموع فغامت الرؤية وألحقتها بالرصاص المطاطي قبل أن يشهر أحدهم مسدسه وسط الدخان ويرسل رصاصة اخترقت في الجنب الأيسر لإبنه لتستقر في قلبه الذي بلغ عشرين ربيعاً قبل أيام.
مزمل الباقر
الخميس 28 ابريل 2016م
امدرمان
#مزمل_الباقر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟