جاسم محمد كاظم
الحوار المتمدن-العدد: 5142 - 2016 / 4 / 24 - 14:02
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
لازال اغلب منظري الأحزاب الشيوعية ممن يقيموا في دول أوربا الغربية وينعمون بخيرات هذه الدول الرائعة مستمرين بالكتابة وشتم الرأسمال والمتاجرة بعذاب الطبقة العاملة في بلدانهم وبلدان الرأسمال . .
ويسيطر على تفكيرهم أن هذه الطبقة تعاني الظلم والاستغلال البشع والعمل المأجور كما كانت قبل 200 سنة .
ويجعل هؤلاء المفكرون من أنفسهم كارل ماركس جديد لكنة لا يختلف عن ماركس فيرددون جمل رأس المال بدون تغيير ويأخذوا شيئا من هنا وشيئا من هناك وكأن أوربا لم تتغير أبدا متناسين تغير الحقب الزمنية و قوى الإنتاج الهائلة المملوكة للدولة حصرا وتغيير مفهوم الدولة السياسي والاقتصادي .
ولا يعي اغلب هؤلاء أنهم يعيشون حياة مرفهة بلا عمل في هذه الدول تأخذ أموالها من الضرائب العامة ويحصلون على أفضل الخدمات الطبية والتعليمية.
لا يعرف هؤلاء الكتاب عن بلدانهم شيئا أبدا فعلا سبيل المثال لا يعرف الساكن في ألمانيا وانكلترة والسويد شيئا عن وضع الطبقة العاملة العراقية وكيف تتوزع هذه الطبقة في المؤسسات الصناعية المنتجة للبضاعة أو المنتجة للخدمة .
وماهي أعداها الحقيقة ومامقدار الرواتب الذي تتقاضاه عن عمل الساعة أو اليوم ومامقدار رواتبها الشهرية وكيف تحتسب مفردات الراتب .
والذي نفهمه من كتابات هؤلاء القوم أنهم يريدون التسيد من خلف الكلام وهو الشي المسكوت عنة في خفايا الخطاب .
لايعاني موظف اليوم من الكفاف مثل عامل الأمس العامل بالأجرة والمفتقر للشهادة التعليمية وحق المواطنة في بداية ظهور الدولة .
والذي لا يخطر ببال هؤلاء المفكرين الجدد أن مفهوم الطبقة العاملة يثير حالة من الاشمئزاز لكل الموظفين ويفسر بأنة يشير إلى أولئك العاملين في البلديات ومساطر البناء والمنظفين ويسير الاشمئزاز تصاعديا كلما ازدادت الشهادة والمعرفة العلمية
لا يعترف موظف اليوم بأنة طبقة عاملة بل موظف يستمد كيانه التكويني من الدولة وهو يسير معها بالتوازي فيستلم الإقساط النقدية لبناء البيت وكذلك السيارة ويوفر من راتبه الشهري مقدارا من النقد يستطيع فتح متجرا خاصا له يعمل بة بعد أوقات الدوام أو يقوم بتاجيرة لأحد الأشخاص لقاء مبلغ مالي .
ولو أقمنا بدراسة إحصائية لأغلب قطاعات الموظفين لوجدنا أن الأغلبية منهم يمتلكون العقارات والدكاكين والسيارات وينعمون بحياة رغيدة .
لذلك لا يفكر هؤلاء بالانتماء للأحزاب الشيوعية التي لا يعرفون معناها أبدا ويجهلونها شكلا ومضمونا وينظرون ألينا بحالة من الاستغراب حين نتكلم عن مفهوم الدولة العمالية والخدمة والبضاعة وكيف يأتي النقد .وماذا لو فاز الحزب الشيوعي بالأغلبية في البرلمان .
ونحن نفهم كذلك لماذا يقابلوننا بحالة الاستغراب لأنهم مكتفون بالعيش وينظرون لأحوالهم أنها أفضل الأحوال وهم بنظرتهم هذه لايختلفون أبدا عن تفكير المنظرين في دول أوربا الغربية وومن يكتب لهذه الطبقة من وراء السحاب لان هؤلاء الكتاب وأصحاب التنظير مثل هؤلاء الموظفين لايتخلون عن جنسياتهم الأوربية وحقوق العيش في دول الرأسمال حتى لو ظهرت إلى الوجود فجأة دولة نازلة من السماء تسمى
"دولة الطبقة العاملة "
////////////////////////////////////
جاسم محمد كاظم
#جاسم_محمد_كاظم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟