سَعْد اليَاسِري
الحوار المتمدن-العدد: 1390 - 2005 / 12 / 5 - 10:58
المحور:
الادب والفن
يَتَقَاطَرُونَ .. !!
" كَيْ لا تَشِيخَ الذَاكِرَةْ "
” الذَّرْءُ ”
أُكْسُ اشْتِبَاهَ الغِرِّ بِالتَبْلِيغِ ,
أيِّدْ شَهْقَةَ التَكْوِينِ ,
نَاوِشْ : هَيْضَلَ النَائِينَ / نَسْيَ الدَّارِ / سَارِيَةَ الدُجَى ,
عَزِّزْ طَوَاسِينَ القَرِيضِ بِهَيْبَةِ الإنْشَادِ ,
بَارِكْ صَوْتَهُ - المَفْتُولَ فِي رَجْعِ الصَدَى - كَيْ لا تَشِيخَ الذَاكِرَةْ .
أبَتَاهُ ؛ نَاوِلْهُ العَصَا .. !!
” الوَضْعُ ”
يَتَقَاطَرُونَ ..
نِكَايَةٌ حُشِرَتْ بِأمْزِجَةِ العِنَادِ ,
بِعُمْقِ عُمْقِيَ يَنْبُشُونَ ,
جَمِيعُهُمْ عَاثُوا بِغَفْوِ الشَوْقِ ..
جَالُوا ,
كُلُّهُمْ يَتَقَاطَرُونْ .. !!
” 1 ”
يَتَقَاطَرُونَ ..
سُلافَةُ الأصْحَابِ ,
شَطْرُ الكَرْخِ ,
بَغْدَادُ اللَّيَالِي المُقْمِرَاتِ ,
عَبَاءَةٌ عَذْرَاءُ لاكَتْهَا الفَجِيعَةُ ,
شَهْوَةُ المَقْهَى لِمَضْغِ التَبْغِ وَالأعْرَاضِ وَالأوْقَاتِ ,
دُخَّانُ السَجَائِرِ يَهْتِكُ الألْوَانَ , يَنْتَحِلُ الطِلاءَ ,
شَقِيَّةٌ تَبْكِي وِسَادَتَهَا اليَبَابَ ,
جَدِيلَةٌ ثَكْلَى سَلاهَا المِشْطُ وَالتَخْضِيبُ ,
خَطْوُ الزَائِغَاتِ / الدَاهِسَاتِ بَرَاءَةَ الإسْفَلْتِ ,
جِسْرٌ بَتَّرَتْهُ حَيْرَةُ العَرَبَاتِ / أوْهَامُ المُشَاةِ ,
فَطَائِرُ الفَرَّانِ كَالأقْوَاسِ فِي صَدْرِ الجَوَامِعِ ,
بَاعَةٌ يَتَجَوَّلُونَ كَسِيرَةِ المَفْضُوحِ ,
طُلاَّبٌ / صَعَالِيكُ الدُرُوبِ – وَكُنْتُ مِنْهُمُ - ,
طَالِبَاتٌ عَائِدَاتٌ مِنْ مُنَاوَرَةِ المَدَارِسِ , صِبْغَةُ ( النِّيلِيِّ ) (1) تَطْغَى فَوْقَ أجْسَادِ النُفُورِ ,
كَتَائِبُ الطَّاغِينَ جَاسَتْ كُلَّ دَارٍ ,
دِجْلَةٌ تَسْعَى , تَجُوبُ الأرْضَ , تَلْتَهِمُ الزَوَارِقَ وَالسُكَارَى وَالمَجَارِي وَاشْتِعَالاتِ المُرَاهِقْ .. !!
” 2 ”
يَتَقَاطَرُونَ ..
القَاطِعُونَ مَفَاوِزَ التَيَهَانِ – أرْبَكَهُمْ فَحِيحُ الرَمْلِ - ,
مِئْذَنَةٌ , شَوَارِعُ , أنْهُرٌ , مُدُنٌ , كَنَائِسُ ,
أُمَّهَاتٌ صَابِرَاتٌ كَالنَخِيلِ يَسُفُّ أغْبِرَةَ المَقَابِرِ مُرْغَمَاً ,
ذِكْرُ الدَرَاوِيشِ , انْكِفَاءَةُ صَوْتِ مُنْشِدِهِمْ , مَقَامَاتٌ , تَكَايَا ,
نُكْتَةٌ جَفَّتْ عَلَى ثَغْرِ التَمَنِّي ,
النَائِمُونَ عَلَى رَصِيفِ النَّائِبَاتِ ,
الخَاتِنُونَ ذُؤابَةَ المِشْكَاةِ – قَالُوا : لَمْ يَعُدْ لِلضَوْءِ مُتَّسَعٌ بِهَذِي الأرْضِ - ,
عَتَّالُونَ بِالمَجَّانِ لِلبَلْوَى العَصِيَّةِ ,
وَالتُقَاةُ ؛ الشَاهِرُونَ اللهَ فِي دَارٍ يُسَوِّرُهَا سُوَاعُ ,
السَائِلُونَ : بأيِّ ذَنْبٍ نُسْتَبَاحُ ,
المُسْرِفُونَ – الرَبُّ يُهْلِكُهُمْ ؛ فَمَا هَلَكُوا .. وَلَكِنَّا هَلَكْنَا - ,
السَاهِرُونَ عَلَى أثِيرِ مُكَالَمَاتٍ قَدْ تُؤَدِيَ لِلجِمَاعِ ,
النَاسِخُونَ قَصَائِدَ المَحْظُورِ فِي ( سُوقِ السَرَاي ) (2) ,
الخَادِعُونَ صِغَارَهُمْ : لا تَحْزَنُوا ؛ وَتَسَرْبَلُوا بِدُعَاءِ سَيِّدِنَا المَسِيحِ ,
الخَادِعُونَ كِبَارَهُمْ : لا تَقْنَطُوا ؛ عَدْلُ الإمَامِ سَيَمْلأُ الدُنْيَا حُبُورْ .. !!
” 3 ”
يَتَقَاطَرُونَ ..
مَقَاتِلُ الثُوَّارِ فِي ( شَعْبَانَ ) (3) ,
أنَّاتُ المَآتِمِ ,
رَايَةٌ سَوْدَاءُ ( أدْرِكْنَا ؛ عَلِي الهَادِي ) (4) تَسَامَتِ فَوْقَ سَطْحِ ( الهَوْرِ ) أيَّامَاً , وَلَمْ يَحْضُرْ ( عَلِي الهَادِي ) .. سِوَى أنَّ المَدَافِعَ قَدْ أتَتْ .. !!
( أرْبِيلُ ) (5) ؛ تَنْهَشُهَا الضِبَاعُ , إزَارُهَا الـْ خَاطَتْهُ كَفُّ الشَمْسِ مَرْهُونٌ لِأحْذِيَةِ الجُنُودِ ,
سَمَاؤُنَا فُتِقَتْ وَسَالَ الكُحْلُ , وَاعْتَلَّ المَدَى ,
( شَعْبَانُ ) صَيَّرَنَا :
خَرِيفَاً لِلمَهَاوِي * بَحَّةً تُتْرِي * نَخِيلاً جَاثِيَاً سَجَدَتْ نَوَاصِيهِ اتِّقَاءَ غَرِيزَةِ الحَطَّابِ * أمْوَاتَاً نُعيِلُ القَبْرَ فِي ( وَادِي السَلامِ ) (6) كَـ ( حَيْدَرِ ) (7) المَجْدُولِ بِالشِرْيَانِ * أشْبَاحَاً بِلا ظِلٍّ يُدَاسُ , وَلا يَدُوسُ * ضَرَاعَةً تَاهَتْ لأنَّ اللهَ لَمْ يَحْفَلْ بِأدْوَاءِ العِرَاقِ * مَنَارَةً سُبِيَتْ وَحَانَتْ سَاعَةٌ : ( عَبَسَتْ وُجُوهُ القَوْمِ خَوْفَ المَوْتِ ) (8) وَالعَبَّاسُ لَمْ يَضْحَكْ , وَلَمْ يَتَبَسَّمِ * هَمَّاً لَنَا فِي ضَفَّتَيْهِ زَفِيرُ كَرْبِنَا وَالشَّهِيقْ .
( شَعْبَانُ ) صَيَّرَنَا رُفَاتْ .. !!
” 4 ”
يَتَقَاطَرُونَ ..
الفَاسِقُونَ السُمَّ فِي عَذْبِ الفُرَاتِ ,
اللاَّهِجُونَ بِكَرْمَةِ التَأمِيلِ - مَا نَالُوا المُرَادَ - ,
العَائِدُونَ مِنَ الحُرُوبِ بِنِصْفِ أطْرَافٍ وَثَقْبٍ فِي المَصِيرِ ,
الرَّاعِدُونَ كَقَفَّةِ الحُمَّى إذَا خَطَرَ الظَلاَمُ ,
العَابِثُونَ , السَاخِطُونَ ,
المُرْجِفُونَ ؛ وَكَانُوا دَوْمَاً - فِي مَدِينَتِنَا - الأعْزَّ ,
القَائِمُونَ اللَّيْلَ مِنْ أجْلِ التَعَبُّدِ – فِي النَهَارِ يُمَارِسُونَ عِبَادَةَ الأقْوَى / التَقَارِيرَ / الرَذِيلَةَ ؛ يَأكُلُونَ أخَاهُمُ وَاللَّحْمَ مَيْتَاً .. !!
مِحْنَةُ الأشْرَافِ فِي عَهْدِ البَغَايَا ,
بَهْجَةٌ سُرِقَتْ عَلَى غَيْرِ انْتِبَاهٍ ,
رَحْمَةٌ حَطَّتْ عَلَى سَقَمِ الحَيَارَى ,
دَرْدَشَاتُ الفَجْرِ ,
كُهَّانٌ يَلُوطُ الإثْمُ فِي قُدَّاسِهِمْ سَجْعَاً ,
غَرَابِيبُ القُلُوبِ العُمْي ,
عَاهِرَةُ السَبِيلِ – وَيَا إلَهِيَ كَانَ نَهْدُهَا ذَابِلاً - ,
شَهْرُ المُحَرَّمِ – جُلُّهُمْ كَانُوا يُحِبُّونَ ( الهَرِيسَةَ ) (9) لا الحُسَيْنْ - .. !!
” 5 ”
يَتَقَاطَرُونَ ..
طُفُولَةٌ نُخِرَتْ لِأُبْصِرَ ,
بَيْتُنَا المَحْفُوفُ بِالصَلَوَاتِ – كَانَ يَلُمُّنَا وَقْتَ الغَدَاءِ - ,
حَقِيبَتِي وَدَفَاتِرِي الأُولَى * دَوَاوِينُ المَعَرِّي , الجَمْهَرَاتُ * الرَسْمُ بِالكَلِمَاتِ * سَيَّابُ الشَنَاشِيلِ * الفَرَزْدَقُ * فِتْنَةُ المَاغُوطِ .. !!
أُمِّي ؛ أوَّلُ المَاشِينَ فِي عَيْنَيَّ * آخِرُهُمْ * وَأجْمَلُهُمْ * وَأصْدَقُهُمْ وَفَاءً * هَدْأةُ السُكْنَى * مَصَابِيحُ السُؤالِ * وَغَايَةُ المَعْنَى الجَزِيلِ * بَرَاعَةُ النَجْوَى * وَأكْثَرُهُمْ حُضُورَاً فِي جُيُوبِيَ * سِدْرَةُ المَأوَى .. !!
صَدِيقِي ؛ لَيْسَ إلاَّ وَالِدِي المَغْرُوسُ بِالغَيْمَاتِ رَبَّاً * لا يَنَامُ بِغَيْبَتِي رَغْدَاً * وَيَمْنَحُنِي : الحَيَاةَ / غَوَايَةَ الشُعَرَاءِ / مَصْرُوفَاً * يَغُضُّ الطَرْفَ إنْ نَقَصَتْ سَجَائِرُهُ * يُلَمْلِمُنِي * يُعَلِّمُنِي السَعَادَةَ رَغْمَ حُزْنٍ يَعْتَرِيهِ * يُقَطِّرُ الإبْصَارَ فِي الأحَدَاقِ .. !!
إخْوَانِي ؛ سَرَايَا اللَّوْنِ وَالأمَطَارِ وَالشَغَبِ النَبِيِّ * يُكَدِّسُونَ حَنِينَهُمْ فِي طَيِّ أمْتِعَتِي * يَنَامُونَ انْتِشَاءً بَيْنَ مَحْبَرَتِي وَأوْرَاقِ الغِيَابِ * وَيَحْرِثُونَ القَلْبَ كَيْ أشْجُو كَنَاقُوسِ المَعَابِدِ * يُضْرِمُونَ حَرَائِقَ الذِكْرَى * أرَانِي بَيْنَهُمْ كَالظِلِّ * إخْوَانِي الحَوَارِيُونَ أعْشَقُهُمْ .. !!
” 6 ”
يَتَقَاطَرُونَ ..
شَقِيقُ دَرْبِيَ وَالدِرَاسَةِ ؛ يُشْبِهُ الأنْهَارَ فِي مَجْرَاهُ ,
صَاحِبَتِي التِي قَرَأتْ جُنُونِيَ مَرَّتَيْنِ بِلا اهْتِمَامٍ – قَدْ أحَبَّتْنِي قَلِيلاً ثُمَ نَامَتْ - ,
صَاحِبِي المَوْشُومُ أُغْنِيَةً بِثَغْرِيَ ؛ قَدْ تَوَارَى – كَالمَمَاتِ – مُبَكِّرَاً ,
وَصَدِيقَتِي الأبْهَى تُحِبُّ : البِيرَةَ / الأشْعَارَ / تَرْبِيَةَ المَقَالِبِ ,
طِفْلَةٌ أخْرَى تُنَاكِفُنِي – وَصَارَتْ حِينَ حَلَّ الجَدْبُ مُرْضِعَتِي - ,
صَدِيقِي كَانَ يَقْلَقُ إنْ تَأخَّرَ حَيْضُ لَيْلاهُ البَتُولِ ,
وَآخَرٌ شُلَّتْ يَمِينُهُ مُنْذُ بَرْعَمَةِ الطُفُولَةِ , طَالَمَا كُنَّا نَخُطُّ عَلَى يَمِينِهِ ذِكْرَيَاتِنَا وَالشَتَائِمَ ,
ثَالِثٌ يَمْشِي عَلَى خَيْطِ التَوَجُّسِ ,
رَابِعٌ يَبْكِي إذَا جَنَّتْ عَلَيْهِ الحَالِكَاتُ بِلا نِسَاءٍ يَسْتَبِحْنَ مُجُونَهُ ,
وَالخَامِسُ ؛ الوِدُّ الذِي يَغْفُو عَلَى كَتِفِ القَوَافِي , لَمْ يَكُنْ كَالعَابِرِينَ وَإنِّمَا صِنْوٌ يُقَاسِمُنِي الأنَا .. !!
هَاهُمْ رِفَاقِي ؛ صُحْبَةُ المِعْرَاجِ وَالمَسْرَى ,
تَآخَوْا عُصْبَةً .. يَتَقَاطَرُونْ .. !!
” 7 ”
تَتَقَاطَرِينَ ..
كَأُمَّةٍ بَرَكَتْ بِوَسْوَاسِي .. !!
وَحِيدٌ مِثْلُمَا أنْتِ :
أصُبُّ الضَوْءَ فِي عَيْنَيْ ظَلامِيَ ,
أدْفِنُ الأحْلامَ فِي دُرْجِ التَيَقُّظِ عَلَّنِي أغْفُو بِلا أضْغَاثِ قَاتِلَتِي ,
فَأكْبُو تَارَةً , وَأسِيرُ أُخْرَى ,
وَاهِمٌ إذْ قُلْتُ أنَّ اللهَ غَافٍ فِي الغَرَامِ ,
وَغَافِلٌ إذْ قُلْتُ أنَّ الخُفَّ يَشْكُو لِلرِمَالِ ,
مُكَبَّلٌ بِعَقَائِدِ التَطْهِيرِ , وَالكَوْنُ انْتِخَابٌ لِلنَجَاسَةِ ,
سَابِحٌ وَالمَاءُ قَوَّسَنِي شِرَاعَاً ,
بَاسِطٌ كَفِّي ؛ أُرِيدُ المَوْتَ أطْلُبُهُ .. فَيَخْشَانِي وَلا يَدْنُو ,
نَبِيٌ ؛ تَخْلُقُ الأتْبَاعَ قَافِيَتِي , تَشُقُّ البَحْرَ , تَرْتَكِبُ الجِهَاتِ ,
مُسَافِرٌ أبَدَاً وَرَاحِلَتِي هَوَايَ , وَقِرْبَتِي نَأْيٌ , وَأنْوَائِي احْتِمَالٌ ,
أقْرَأُ النِعْنَاعَ وَالشَمْعَ المُذَوَّبَ فَوْقَ جَمْهَرَةِ النُهُودِ الفَائِرَاتِ ,
أُزَاوِجُ الأحْيَاءَ بِالأمْوَاتِ فِي رَأْسِي .. وَيُرْهِقُنِي الجَنِينُ ,
أدُسُّنِي كَرَهَافَةٍ شَهَلا – قُبَيْلَ الفَجْرِ – فِي غَيْمِ النِسَاءِ مُشَاغِبَاً ,
أصْحُو لِأغْفُوَ فِي رِحَابِ قَصِيدَةٍ أزْكَى مِنَ الخَلْقِ اجْتِمَاعَاً ,
مُعْرِضٌ ؛ أسْمُو , وَغَيْرِي غَارِقٌ فِي الذُلِّ تَنْبِذُهُ الزَوَايَا ,
وَاحِدٌ / أحَدٌ / وَحِيدٌ مِثْلُمَا أنْتِ , وَلَكِنِّي ارْتَقَيْتُ وَلَسْتُ مِمَنْ يَسْجُدُونْ .. !!
” 8 ”
تَتَقَاطَرِينَ ..
وَتُبْعَثِينَ :
بِجَفْلَتِي * قَلَقِي * وَسُخْطِيَ * شَكِّ أُغْنِيَتِي * اهْتِيَاجِ زَوَابِعِي * كُفْرِي * وَإيمَانِي * انْبِعَاثِيَ فِي الأزِقَّةِ كَالنُشُورِ * بِجُنْحِ لَيْلٍ لا يَمَلُّ شِكَايَتِي * بِالكَأسِ * بِالمَاعُونِ * مَنْفَضَةِ السَجَائِرِ * سَاعَةِ التَنْبِيهِ * قَامُوسِ اللُغَاتِ * بِمِعْطَفِي الجِلْدِيِّ * وَالأخْبَارِ * وَالصُحُفِ * الجِدَارِ * بِكُلِّ كُلِّيَ * تُبْجَسِينَ بِأضْلُعِي العَطْشَى : غَدِيرَاً / جَدْوَلاً / نَهْرَاً / وَشَلاَّلاً مِنَ الأوْهَامِ ..
- ضِعْنَا .. !
- كَيْفَ ضِعْنَا .. !؟
- أنْتِ أخْبَرُ كَيْفَ ضِعْنَا ..
إنَّمَا أدْرِي بِأنِّي قَدْ دَفَنْتُكِ سَالِفَاً ؛
وَارَيْتُ مَشْهَدَكِ الثَرَى ,
وَأقَمْتُ أضْرِحَةً لِعِشْقِيَ فَوْقَ قَبْرِكِ ,
لَسْتُ أفْهَمُ كَيْفَ خَاتِمَتِي تَجَلَّتِ فِي غَرَامٍ بَيْنَ خَدِّي وَارْتِبَاكِ الشَاهِدَةْ .. !!
” التَّوَى ”
يَتَقَاطَرُونَ ..
كَدَرْكِ وَمْضٍ بِالحِجَا ,
يَتَهَدَّجُونَ ؛
كَغُصَّةِ الخِذْلانِ فِي حَلْقِ التَعِيسِ ,
كَدَمْعَةٍ فَضَحَتْ خَبَايَا الوَالِهِينَ ,
كَرَعْشَةِ التَعْمِيدِ فِي جَسَدِ الصِغَارِ ,
كَصَوْلَةِ الفِقْدَانِ فِي حَظِّ اليَتِيمِ ,
أُحِبُّهُمْ , تَبَّاً لَهُمْ ,
تَبَّ التَذَكُّرُ ..
سَوْفَ أقْتُلُنِي لِأنْجُو .. !!
” عَلَى الأعْرَافِ ”
دَثِّرْ قِيَامَتَكَ الجَلِيلَةَ بِالسَعِيرِ ,
وَزُفَّ لِلدَارِ الرَكِينَةِ نَبْضَكَ المَسْجُورَ جَلْجَلَةً ,
تَمَرَّدْ ؛ وَجْهُ غُرْبَتِكِ انْتِكَاسٌ لَسْتَ تُشْبِهُهُ ,
وَرَتِّلْ سُورَةَ المُغْوِينَ تَذْكِرَةً ,
سَلامٌ مِنْ إلَهِ المَاءِ لِلعَطَشِ القَدِيمْ .. !!
السويد
نوفمبر / 2005
———–(هَوَامِشْ )———–
1/ النِّيلِيُّ : لَوْنُ النِّيلِ ( الأزْرَقِ الغَامِقِ ) , وَهُوَ لَوْنُ الزَيِّ المَدْرَسِيِّ لِلطَالِبَاتِ .
2/ سُوقُ السَرَاي : سُوقُ الوَرَّاقِينَ كَمَا كَانَ يُسَمَّى سَابِقَاً , عُمْرُهُ يَزِيدُ عَلَى سَبْعَةِ قُرُونٍ , يَتَّصِلُ بِـ ( شَارِعِ المُتَنَبِّي ) الشَهِيرِ وَالذِي يُشَكِّلُ امْتِدَادَاً لَهُ , وَكِلاهُمَا رِئَةٌ لِلمَعْرِفَةِ وَالثَقَافَةِ وَالأدَبِ فِي بَغْدَادَ .
3/ شَعْبَانُ : ثَامِنُ الشُهُورِ القَمَرِيَّةِ , أُسْتُخْدِمَ هُنَا كَإشَارَةٍ لِـ ( الانْتِفَاضَةِ الشَعْبَانِيَّةِ ) عَلَى النِظَامِ الصَدَّامِيِّ الفَاشِيّ فِي عَامِ 1991 م .
4/ عَلِي الهَادِي : وَهُوَ عَلِيُّ ابْنُ مُحَمَّدٍ ابْنِ عَلِيٍّ ابْنِ مُوسَى ابْنِ جَعْفَرٍ ابْنِ مُحَمَّدٍ ابْنِ عَلِيٍّ ابْنِ الحُسَيْنِ ابْنِ عَلِيٍّ ابْنِ أبِي طَالِبْ , الإمَامُ العَاشِرُ عِنْدَ مَذْهَبِ الإمَامِيَّةِ الإثْنَيْ عَشَرِيَّةِ .
5/ أرْبِيلُ : مُحَافَظَةٌ عِراقِيَةٌ , عَاصِمَةُ إقْلِيمِ كُرْدِسْتَانِ العِرَاقِ , أُسْتُخْدِمَتْ هُنَا كَرَمْزٍ لِلمِنْطَقَةِ الشَمَالِيَةِ بِرُمَّتِها فِي تِلْكَ الفَتْرَةِ العَصِيبَةِ .
6/ وَادِي السَلامِ : مَقْبَرَةُ النَّجَفِ الأشْرَفِ فِي العِرَاقِ , يُعْتَقَدُ بِأنَّهَا أكْبَرُ مَقْبَرَةٍ فِي العَالَمِ .
7/ حَيْدَرٌ : ابْنُ عَمِّي الذِي اخْتَفَى بَعْدَ ( الانْتِفَاضَةِ الشَعْبَانِيَّةِ ) وَدُخُولِ الجَيْشِ الصَدَّامِيِّ إلَى كَرْبَلاءَ , وَتَمَّ اعْدَامُهُ لاحِقَاً .. كَانَ يَبْلُغُ سَبْعَةَ عَشَرَ عَامَاً فِي ذَلِكَ الحِينِ .
8/ شَطْرُ بَيْتٍ لِـ ( جَعْفَرِ الحِلِّي ) مِنْ قَصِيدَتِهِ ؛ ( وَجْهُ الصَبَاحِ ) :
عَبَسَتْ وُجُوهُ القَوْمِ خَوْفَ المَوْتِ وَالـْ *** عَبَّاسُ فِيْهُمُ ضَاحِكٌ مُتَبَسِّمُ .
9/ الهَرِيسَةُ : حَسَاءٌ يَحْتَوِي عَلَى الحُبُوبِ وَاللَّحْمِ يُطْبَخُ فِي العَاشِرِ مِنْ مُحَرَّمٍ بِكُلِّ عَامٍ تَزَامُنَاً مَعَ إحْيَاءِ ذِكْرَى اسْتِشْهَادِ الإمَامِ ( الحُسَيْنِ ابْنِ عَلِيٍّ ابْنِ أبِي طَالِبْ ) , وَيُوَزَّعُ عَلَى النَاسِ طَلَبَاً لِلمَثْوَبَةِ وَفْقَ المُعْتَقَدَاتِ السَّائِدَةِ .
#سَعْد_اليَاسِري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟