|
المحاصصة أصل الداء ورأس كل بلاء.
جعفر المهاجر
الحوار المتمدن-العدد: 5141 - 2016 / 4 / 23 - 12:44
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
المحاصصة أصل الداء ورأس كل بلاء. جعفر المهاجر. قبل مايقارب الأربعة أعوام وقف النائب عثمان الجحيشي وقفة شجاعة في البرلمان وقال بالحرف الواحد: (النائب في البرلمان العراقي يمثل مئة ألف مواطن عراقي لابل يمثل الشعب العراقي برمته . ولم ينتخب لكي يرفع يده ويخفضها متى يُؤمر بذلك. ولكي أكون بارا بقسمي أمام الشعب أعلن إنسحابي من كتلة العراقية ومنذ هذا اليوم أنا نائب مستقل أعمل بوحي من ضميري لصالح شعبي) وتركت تلك الكلمات التي تفوه بها النائب المذكور أثرا طيبا في نفوس شرائح واسعة من الشعب العراقي على اختلاف قومياتهم ومذاهبهم، واعتبروها بارقة أمل لبداية عهد جديد يتنفس فيه العراقيون الصعداء لو حظيت تلك الدعوة باهتمام أعضاء المجلس ، وآنضمت على أثرها أصوات أخرى إلى صوت النائب المذكور لكي يعلنوا رفضهم المطلق للمحاصصة الطائفية والحزبية والعشائرية التي انتهجها رؤساء الكتل النيابية وأوصلت العراق إلى شفير الهاوية في ظل وجود حكومة أضداد ضعيفة يتربص أعضاؤها لبعضهم ويتنافسون تنافسا محموما لنهب المال العام من خلال المشاريع الوهمية التي وصلت إلى الآلاف في غياب القانون والرقابة الأمينة على مصالح الشعب من قبل الهيئات الكثيرة التي تدعي إنها تكافح الفساد وتظهرعلى شاشات الفضائيات لإظهار إنجازاتها الوهمية، وحالها صار كالمثل العراقي ( إسمك بالحصاد ومنجلك مكسور ). لقد فتحت الحكومات العراقية المحاصصاتية الضعيفة الفاسدة أبواب العراق على مصاريعها للتدخلات الخارجية في شؤون العراق، وبات هذا الوطن ساحة كرة قدم مفضلة للإعلام المعادي ليسجل فيها نقاطه وفق مايرغب ويشتهي لإضعافه أكثر فأكثر. وفشلت في مكافحة الفساد والإرهاب، ولم تقدم أية خدمة للمواطن المقهور الذي يخرج من بيته صباحا ليحصل على لقمة العيش له ولعائلته ولم يطمئن على عودته سالما إلى بيته في المساء. مما جعل المواطن العراقي يلعنها ويلعن الساعة التي ولدت فيها ويتمنى تبديلها بأعضاء مستقلين ومن ذوي الضمائر الحية والكفاءة بفارغ الصبر لكي ينهض الوطن من كبوته ، ويتعافى من جراحه المتراكمة. وقد كتبتُ مقالا على أثر تلك الدعوة وجهت فيه التحية لذلك النائب الشجاع واعتبرت دعوته صحوة ضمير وثورة على رؤساء الكتل البرلمانية الغارقين في شؤونهم الخاصة إلى حد الثمالة بعد أن وصلوا إلى قبة البرلمان بطرق ملتوية، وحولوا إجتماعاتهم تحتها إلى سباق محموم للحصول على الإمتيازات والمكاسب الشخصية فقط. وطالبتُ النواب أن يحكموا ضمائرهم، وينتبهوا إلى مصلحة شعبهم الذي لاقى مالاقى من المآسي والمحن، وأن يقفوا وقفة الرجال الشجعان مع النائب المذكور،ويضموا أصواتهم إلى صوته، ويتخلوا عن رؤسائهم لإنقاذ البلد من محنته وما وصل إليه من ضعف وانحلال وقلت بالحرف الواحد في مقطع من ذلك المقال: (أنا كمواطن عراقي بسيط أتفاعل مع هذا الموقف الوطني الذي قام به النائب الجحيشي في إنتفاضته ضد الدجل والزيف والصراع من أجل المكاسب الشخصية البعيدة كل البعد عن هموم ومعاناة الشعب العراقي الذي يتعرض لأبشع هجمة إرهابية بربرية ،ويعاني من انعدام الخدمات منذ سقوط صنم الإستبداد وأتمنى أن تكون هذه المبادرة بداية لعملية إنسحاب مجموعة طيبة من النواب تكون لها القدرة على التغيير لتكوين جبهة نيابية مستقلة لها ثقلها وتأثيرها في مجلس النواب لكي تسحب البساط من ذوي النوازع الشخصية والأنانية الذين أذاقوا الشعب العراقي غصصا لاتعد ولا تحصى نتيجة لصراعاتهم التي فاقت كل تصور. واليد الواحدة لاتصفق، ودعوة النائب المذكور هي صرخة حق ضد الباطل من أجل التغيير والإصلاح بعيدا عن الإصطفافات الحزبية والعشائرية والقومية والمذهبية ولابد أن تتبعها صرخات لكي تنتج ويتم فيها الانتصارعلى الذات من أجل المصلحة العامة. وقلت مخاطبا النواب كونوا أوفياء لشعبكم وعسى أن يجد شعبكم الذي سلمكم الأمانة كتلة جديدة تطلقون عليها (كتلة الإنقاذ المستقلة)لكي تأخذعلى عاتقها عملية التغيير المطلوبة والملحة لتكون النبض الحقيقي للعراق بسعيها الدؤوب لتخليصه من كابوس رؤساء الكتل الذين تحولوا إلى أباطرة وإقطاعيين كبار لاهم لهم سوى امتصاص دماء الفقراء ، والعيش عليها لإتخام بطونهم التي لاتشيع أبدا من خلال سرقة أموال الشعب التي طفحت رائحتها ، وانتشرت إلى أقصى بقاع الأرض وباتت تزكم الأنوف. والواجب الوطني والأخلاقي يحتم عليكم ضم أصواتكم إلى صوت النائب عثمان ووضع حد لهذه المهزلة ، وسيسجل التأريخ مواقفكم الوطنية الشجاعة بمداد من نور بعد أن طفح الكيل. وذاق الشعب أشد الويلات من هذه المحاصصات البغيضة) لكن وبكل أسف جرت الرياح بما لاتشتهي السفن، وقبرت المبادرة في مهدها من قبل عشاق المحاصصة وأربابها، وتلاشى صوت النائب المذكور، وتحولت إلى صرخة في واد مقفر في خضم تلك الصراعات المحمومة والمتكالبة على السلطة والمغانم التي لاعلاقة لها بمصلحة الشعب العراقي أبدا. ولو وجدت تلك المبادرة النور بانضمام العدد الكافي من النواب الأحرار لبدأ عهد جديد، ونهض العراق من كبوته وسارت الأمور في الطريق السليم لبناء دولة المواطنة رغم كل المصاعب والعراقيل التي تحاول الطبقة الطفيلية وضعها في طريق من يحاول إنقاذ الوطن . ومرت الأعوام وكل يوم يزداد ثقلها على المواطن ، أشتد الصراع المحموم على جسد العراق، وضاعت الأعوام الأربعة، وترسخت المحاصصات حتى أصبحت للمنتفعين منها كالماء والهواء، ووصل الأمر إلى أن يقف الحزب والعشيرة وراء كل موظف تحوم حوله شبهات الفساد ووصلت القضية إلى قطع الطرق والتهديد بالإعتصامات كلما تحرك القضاء ضد مسؤول فاسد خان الأمانة ، وتلاعب بقوت الشعب. وحين تترسخ القيم العشائرية البالية في النفوس تضعف هيبة الدولة، وتغيب لغة القانون، وتقوى شوكة المفسدين. واليوم يتحرك مجموعة من النواب الوطنيين الشجعان الأحرار من جديد لإنهاء هذا الوضع المزري الذي بني على جدار جرف هار.وهم يعتمدون في وقفتهم البطولية هذه على قوة الشعب وإرادته، وطلائعه الوطنية الحرة النزيهة لإحداث عملية التغيير. وكمواطن عراقي أرفض رفعا قاطعا نظام المحاصصة وعواقبه الوخيمة على العراق وأطالب هؤلاء النواب المنتفضين أن يرفضوا جميع المساومات والحلول الترقيعية التي أثبتت عقمها وفشلها. وأن يتمسكوا برباطة جأشهم، ولا يتنازلواعن مواقفهم، ولايهنوا ولا يضعفوا مهما قدم دعاة المحاصصة من إغراءات، ومهما اشتدت الصعاب عليهم ، وكثر فحيح الأفاعي حولهم لإبقاء الوضع على ماهو عليه إلى مالانهاية لكي تستمر عملية السلب والنهب والتداعي في أجهزة الدولة. ولاشك إن وقفتهم البطولية الجليلة تمثل نبض الشارع المنتفض وعنفوانه. ولابد أن تنقشع الغيوم وتشرق الشمس بمواقف الرجال الشجعان وأخاطبهم بهذه الكلمات: ياممثلي الشعب العراقي ..أيها الرجال الشجعان الأحرار.. أيتها النائبات الوطنيات.. أحييكم وأشد على أيديكم فردا فردا. لأنكم تخطون بداية فجر مشرق للعراق. وقلوبنا وأرواحنا وكلماتنا النابعة منها معكم وعيوننا ترنو إليكم، وإلى خطاكم المبنية على أسس قانونية رصينة وواعية لأنكم تمثلون الأمل والخلاص من عهد السياسيين الدجالين الغارقين في فسادهم الذين تغنوا بالدفاع عن الشعب كذبا وزورا لأعوام عديدة ، وسلكوا الطريق المعاكس لمصلحة الشعب والوطن. وظل العراق يتراجع يوما بعد يوم في كافة مجالات الحياة. مما جعل الأعداء المتربصين به يتكالبون عليه أكثر فأكثر ويطعنونه بسهامهم الغادرة، ويتمنون من كل قلوبهم السوداء أن تحتل داعش المزيد من أرضه المقدسة نتيجة للضعف الشديد الذي تعاني منها الحكومة وجهازها الإداري الذي نخره الفساد إلى أن تحول إلى جذع نخلة خاو لايمكن إصلاحه إلا بالتغيير الشامل من خلال إرادة القوى العراقية الخيرة والأمينة على مصلحة الشعب والتي تعج بها تربة العراق الطيبة. وعقولها النيرة لها القدرة على تغيير هذا الواقع المزري إلى واقع جديد .ومهما اشتدت ألصعاب وأطبق الظلام فلابد أن ينتصر دعاة الحق والفضيلة المدافعين عن حقوق الشعب .فإلى الأمام أيها الرجال الرجال .. فالمحاصصة التي تغنوا بها وابتكروا لها مسميات عديدة لإخفاء وجهها البشع وخداع الشعب بها لابد إلى زوال لو عاهدتم الله والوطن على البقاء على مبادئكم التي ثرتم من أجلها. بعد أن دفع الشعب ثمنا باهضا نتيجة لبقائها وترسيخها واستمرارها طيلة هذه السنين. فهي الحية الرقطاء ، وأصل الداء،ورأس كل بلاء. سيروا وعين الله ترعاكم ولا تبالوا بالحرب النفسية والعراقيل التي سيضعها المفسدون في طريقكم . فانتم أهل لحمل الأمانة والقسم الذي تفوهتم به والشعب ناصركم، ويشد من أزركم لأن هدفكم نبيل ، وسعيكم شريف ، وغايتكم هي إنقاذ الشعب والوطن من حيتان الظلم والزيف والفساد. وإذا تعذر ذلك فانتقالكم إلى المعارضة أمر يشرفكم، وستكبرون بأعين الشعب أكثر إذا ذهبتم إلى خندق المعارضة ، وسيبقى الشعب معكم مادمتم في خندق الشعب . ومستقبل الوطن مرهون بشدة إصراركم وثباتكم على المبادئ الخيرة التي ثرتم من أجلها، وستكونون القادة الأوفياء النجباء الصادقين لقيادة سفينة العراق نحو شاظئ الأمان، وانتشاله من حيتان الفساد، ووهدة الذل والهوان في المستقبل القريب. وأهيب بالقوى الأمنية أن يقفوا مع أخوانهم المعتصمين ضد كل من تسول له إستخدامهم للقمعهم ومصادرة أصواتهم ، ومن سيفعل ذلك فسيكون في مواجهة مباشرة ضد شعبه ولينصرن الله من ينصره. جعفر المهاجر. 23/4/2016م
#جعفر_المهاجر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل سيلبي البرلمان تطلعات الشعب العراقي.؟
-
خطر الإرهاب وازدواجية المعايير في مكافحته.
-
سلاما نخيلات العراق الشامخات-2
-
الردة السوداء.
-
النائب ظافر العاني والضخ الطائفي المتهافت.
-
ضحايا التطهير العرقي في العراق.-6
-
ضحايا التطهير العرقي في العراق-5
-
ضحايا التطهير العرقي في العراق.-4
-
ضحايا التطهير العرقي في العراق-3
-
ضحايا التطهير العرقي في العراق-2
-
ضحايا التطهير العرقي في العراق.-1
-
بغداد ُ يادوحً الرجا
-
كلما أوقدوا للحرب نارا أطفأها الله .
-
رسالة إلى وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور حسين الش
...
-
طوفان الغضب المقدس.
-
سلاما أيتها الشهباء.. ياتوأم الشمس.
-
ماأبهى حكمتك ، وأنقى ضميرك ياسيد المقاومة.!
-
الأديب الراحل جعفر سعدون لفته الجامعي وحديث عن الحياة والموت
...
-
الأديب الراحل جعفرسعدون لفته الجامعي وحديث عن الحياة والموت
...
-
وخير جليس في الزمان كتاب.
المزيد.....
-
-لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د
...
-
كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
-
بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه
...
-
هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
-
أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال
...
-
السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا
...
-
-يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على
...
-
نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
-
مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
-
نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|