أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - لعادية في ديوان -أوراق من ذاكرة المسفر- أمجد محمد سعيد














المزيد.....

لعادية في ديوان -أوراق من ذاكرة المسفر- أمجد محمد سعيد


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 5139 - 2016 / 4 / 21 - 21:24
المحور: الادب والفن
    


العادية في ديوان
"أوراق من ذاكرة المسفر"
أمجد محمد سعيد
في واقعنا العربي البائس، قليل جدا ما نجد نصا أدبيا يطرح الحياة دون منغصات، دون ضغط، دون ذكر للموت والخراب، الكامن في النفس أم في المحيط، ما يميز هذا الديوان أن الشاعر قدم لنا صورة الحياة العادية، الطبيعية، والتي من المفترض أن تكون متاحة لكلا منا، لكننا في المنطقة العربية، كأنه كتب علينا الشقاء والحياة الضنك حتى ما بعد الممات.
النقلة النوعية التي قدمها لنا الشاعر جعلتنا نشعر/نحس بما نفتقده من اشياء عادية، هي حق لكل إنسان، بصرف النظر عن دينه أو معتقده السياسي أو جغرافيته، هذه العادية أهم ما يميز ديوان "أوراق من ذاكرة المسفرة" فنحن نفتقدها، هي حلم كل مواطن، فنحن لا نسعى إلى جنة الخلد، بقدر حاجتنا/رغبتنا بالحياة الكريمة، بعيدا عن ضنك، ولا أقول دون تعب، لكن الضنك الذي يواكب حياتنا هو المرض القاتل، يقتلنا ويقتل من حولنا الحياة وما فيها من طبيعة وبشر، فنكون في عزلة وفي اغتراب.
ينقل لنا الشاعر هذا المشهد الطبيعي فيقول فيه:
"حكايات من ندف الثلج تلوح من بعيد
مثل قناديل نابضة بالضوء
ملونة كقوس قزح
تتطاير فوق سطوح البيوت والشرفات الحجرية
والدروب الراكضة إلى أمامها" ص9 قد يبدو للوهلة الأولى بأن هذا التصوير عادي، لا يلبي طموحنا، رغباتنا في التغني بما يؤلمنا، فنحن نجتر الألم والعذاب، ولم نعد نتقبل عادية الحياة، فنحن نعاني من المازوشية، ولم نعد نتقبل بغيرها وسيلة للحياة، ـ ما يعبنا، أنني أنا القارئ للديوان لم استطع الخروج من دائرة الضغط والألم وتعذيب الذات، حتى عندما اتناول دوان شعر، اعود إلى الحديث عن الألم والقهر، علما بأن الديوان يتحدث عن الحياة وما فيها من جمال، فكيف بي أن أتقبل الحياة العادية؟ ـ وهذا ما يعيبنا نحن في المنطقة العربية، ومن هنا سأحاول الخروج من دائرة الحصار والألم إلى عالم الديوان الفسيح، لعله يخفف عنا ما اصابنا، ويقربنا من الحياة التي ننشدها.
رؤية المدن بشكلها الزاهي يمثل حالة الانسجام والوئام بين الإنسان والمكان، الشاعر يحدثنا عن هذا الأمر بقوله:
" ثانية
عمان
تطلع في أفقي
زهرة مكان
ونجوم زمان
حلما
ينثر فجرا وشموسا
وأغان
عمان
الآن
بيت دائم
في وقت دائم
في قوس الألوان" ص15، ما أجمل أن نتغنى بمدنا بهذا الشكل، الذي سيجعلنا نتوحد معها، ونتماهي فيها، بحيث تصبح مدننا أمنا الجامعة، والحضن الدافئ، الذي نعود إليه وقت الشدة، فنأخذ حاجتنا من الحنان والراحة لنعاود المسير والعمل من جديد.
علاقة الشاعر بالمكان علاقة حميمة، حتى أنه يفصله لنا، فيحدثنا عن جبال اللويبدة في عمان فيقول فيه:
"وديان
تصعد من عشبها الصلوات
فتذيب بغيم الأغاني
وترتعش الشرفات" ص23، بهذا الجمال الحساس، والتصوير الفني يجعلنا الشاعر نتوحد مع النص فنتمتع بجمال الطبيعة، ونشعر بالبرود ونرتعش مع الشرفات، فما أجمل أن نكون بهذا الصفاء والتوحد مع محيطنا الأخاذ.
وكما هو حال الشعراء الذين يتغنون بالطبيعة والمرأة، نجد شاعرنا " أمجد محمد سعيد" ينحى هذا المنحى فيقول في قصيدة " قمة جبل"
"ستنمو الخطوات
ويتآلف القادم مع الدروب
المدن مسبحة بيد الله
...
وأنت يا سيدتي البهية
لا تغلقي ذلك الشباك الأزرق
المفتوح من صدرك العالي
فإنني أرى فيك قمة
تزينها ضفيرة" ص27، كم هو ممتع أن نجمع جمال المكان مع جمال المرأة، فهما المفتاح للبهجة واللذة، وعلينا التقدم منهما معا، وليس لأحدهما فقط، لكي نكون أسوياء في حياتنا، منسجمين معها ومع ذاتنا، فشكرا للشاعر الذي قدمنا من مفهوم الحياة العادية، الطبيعية التي ننشدها.
الديوان من منشورات أمانة عمان الكبرى، الأردن، الطبعة الأولى 2004



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقد النقد في كتاب -ملامح السرد المعاصر- فراس حج محمد
- نبل الشاعر في ديوان -صاحب الشأن- منصور الريكان
- -حوار مع فراس حج محمد- حاوره رائد الحواري
- الصراع والتوازن في ديوان -قنص متواصل- عمر أبو الهيجاء
- المرأة هي الملاذ في مجموعة -السيف والسفينة- عبد الرحمن مجيد ...
- المندى والمخاطب في ديوان -قبس- عبسى الرومي
- المنادى والمخاطب في ديوان -قبس- عيسى الرومي
- خراب فلسطين
- قتامة النص في ديوان -كأني أدحرج المجرات- عثمان حسين
- ثقل الواقع على النص في ديوان -أجنحة للإقلاع- أمينة العدوان-
- اليهودي والفلسطيني في رواية -دارة متالون- نهاد توفيق عباسي ا ...
- هيفاء وخليلي وأنا
- -بنية الخطاب في الرواية النسائية الفلسطينية- حفيظة أحمد
- مطاردة شاعر
- القسوة في مسرحية -أضغاث أحلام- سعيد سعادة
- النص الأسود في-حديث النهر- شوقي عبد الأمير
- من مظاهر الفساد
- الواقع والرمز والفانتازيا في رواية -الأبلة ومنسية وياسمين- ا ...
- اللغة بين الشكل والمضمون في كتاب -كأنها نصف الحقيقة- فراس حج ...
- كتاب -في ذكرى محمود درويش- فراس حج محمد


المزيد.....




- الفن في مواجهة التطرف.. صناع المسرح يتعرضون لهجوم من اليمين ...
- عائشة القذافي تخص روسيا بفعالية فنية -تجعل القلوب تنبض بشكل ...
- بوتين يتحدث عن أهمية السينما الهندية
- افتتاح مهرجان الموسيقى الروسية السادس في هنغاريا
- صور| بيت المدى ومعهد غوتا يقيمان جلسة فن المصغرات للفنان طلا ...
- -القلم أقوى من المدافع-.. رسالة ناشرين لبنانيين من معرض كتاب ...
- ما الذي كشف عنه التشريح الأولي لجثة ليام باين؟
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - لعادية في ديوان -أوراق من ذاكرة المسفر- أمجد محمد سعيد