أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الخميسي - عدمية وخراب الأدب الصهيوني














المزيد.....


عدمية وخراب الأدب الصهيوني


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 5139 - 2016 / 4 / 21 - 14:42
المحور: الادب والفن
    


أتوقف هنا عند كتاب خرج للنور حديثا بعنوان" نبؤة خراب الصهيونية. العدمية في الأدب الصهيوني" للدكتور حاتم الجوهري الذي سبق أن قدم لنا"خرافة التقدمية في الأدب الإسرائيلي". الكتاب جزء من دراسة الداخل الإسرائيلي التي تهمنا مادامت إسرائيل قاعدة عسكرية مدججة بالأسلحة حتى النووية، ومادامت تنفرد بالوجود على أساس ديني، ومادامت لا تعلن عن حدودها الجغرافية إلا في إطار شعار فضفاض"من النيل إلي الفرات"، ومادامت مستمرة في احتلال لفلسطين وأجزاء من أراض عربيةأخرى.ولطالما شغلت القضية الفلسطينية الضمير المصري منذ النكبة حين قال بيرم التونسي:"وقالوا يا إسرائيل دبح العرب جايز .. حسب المزاج ادبحي أطفال وعجايز" مرورا بما كتبه على محمود طه" أخي جاوز الظالمون المدى" ثم فؤاد حداد"ولا في قلبي ولا عنيه إلا فلسطين" وصلاح جاهين"يامعين ياصوت الضحايا.. ارعد بصوتك معايا"وغيرهم. في ذلك كله كان الضمير المصري يلمح ليس فقط الغبن الذي حاق بالشعب الفلسطيني بل والمصير المشترك الذي تأكد على مدى سبع وثلاثين سنة منذ توقيع معاهدة السلام المصرية الاسرائيلية حتى الآن، ففي خلال سنوات السلام تلك قامت إسرائيل بشن حروبها على العرب بمعدل مرة كل أربع سنوات، ثلاث حروب لقمع النتفاضات الفلسطينية، وحربين على لبنان، وشاركت في ضرب العراق، وشنت غارتين على السودان، وبلغت الوقاحة حد تهديد أحد وزرائها وهو" ليبرمان" بقصف السد العالي عام 1988! ولقد صدرت دراسات مصرية غير قليلة سعيا لفهم بنية هذا الكيان العدواني الداخلية لكن التعرف إلي الصهيونية عبر ماتدعي أنه أدبها لم يكن موضوعا لدارسة مستقلة من قبل. يقول د. الجوهري إننا في دراساتنا للصهيونية لم ننتبه إلي دور تيار"الصهيونية الماركسية"وزعيمه اليهودي الروسي المولد" بيرخوف"( 1881-1917)، الذي قبل بالركائز الصهيونية عامة لكن مع إقامة دولة " اشتراكية" تجمع العرب والصهاينة. إلا أن هذا التيار سرعان ما وجد نفسه فعليا في خندق واحد مع الامبريالية وقد تلطخت يداه بدماء العرب بعد المجازر التي استلزمهإ إقامة دولة الاحتلال، فانشق إلي رافد يعمل على تحسين المشروع من داخله بإصلاحات جزئية، ورافد آخر يائس تماما تحكمه العدمية فقد الايمان بمستقبل الدولة ولم يعد ينتظر سوى خراب الصهيونية ودولتها بعد انهيار مشروع"الدولة المشتركة". من هذا الإطار النظري العام ينفذ د. الجوهري إلي تجسد العدمية في الأدب ضاربا مثلا بأشهر كتابها "دافيد أفيدان" بوصفه نموذجا للتوجه العدمي، مستشهدا بنصوصه، وأفكاره، وقصائده التي يقول في بعضها :" من أين جئنا ؟ وإلي أين سنذهب بلا نهاية؟.. ولماذا خانتنا النهاية الطيبة إلي هذه الدرجة؟". الكتاب تجربة مهمة تستحق التحية وإن كنت آخذ على د. الجوهري أنه لم يعالج بعض الأسئلة المهمة ومنها : هل يمكن للأدب أن يوجد خارج الأمة والقومية؟ المعروف أن نحو سبعين عاما هي كل عمر إسرائيل لا يمكن أن تبلور قومية ليكون لها أدب. كنت أتمنى أيضا لو قام د. الجوهري بفك الارتباط المتكرر بين الصهيونية والماركسية على الأقل بعرض وجهات نظر أعلام الماركسية الذين فضحوا ذلك التيار الصهيوني بصفته تيارا انتهازيا لا يمت للماركسية بصلة. وهناك على المستويين الأوروبي والعربي أعمال كثيرة في هذا المجال. أيضا فقد أعطى د. الجوهري للفكر الصهيوني المقنع بالماركسية وزنا أكثر من حقيقته في إقامة الدولة الصهيونية، ذلك أن العامل الرئيسي في إقامة تلك الدولة لم يكن " النظريات" والأفكار بل المصالح الاستعمارية المحددة التي كانت ستقيم ذلك الكيان تحت أي دعوى فكرية أيا كانت. أخيرا يجدر القول أن ما يسميه د. الجوهري" الماركسية الصهيونية" قد وجد انتقادا عنيفا لدي مجموعات كبيرة من الماركسيين العرب، وكان البحث جديرا بعرض " الماركسية الصهيونية" أيضا من وجهة نظر الماركسية التي عرت ذلك التيار ووقفت ضده. تبقى التحية الواجبة لذلك الجهد الذي يندرج في سياق هموم الضمير المصري.
د. أحمد الخميسي . كاتب مصري



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لحظات لن يغغر فيها الوطن الصمت .. حول جزيرتي صنافير وتيران
- تمثال للأم الشجاعة
- علاء الديب .. شجن الوحدة والاغتراب
- طوب علينا يارب
- حاكموا الوزير أو أفرجوا عن أطفال المسيحيين
- من تنوير العقل إلي تنوير الشعور
- يهدمون بيت أحمد رامي في القاهرة!
- الشاي والناس
- من الذي يتجرأ على تعديل نجيب محفوظ ؟!
- نوبة عباس الطرابيلي
- آليونا - قصة قصيرة
- معرض الكتاب .. تنوير لا يصل لمستحقيه !
- المسيحي الذي قرأ الفاتحة لأجل الوطن !
- التعريب .. خطوتان إلي الأمام
- الدفتر الكبير .. فن الكراهية
- عيد ميلاد شيماء الصباغ
- وثائق التمويل الأجنبي السري لمنظمات مصرية
- من أجل حريةالصحفيين
- يوم اللغة العربية .. هل أننا نقول ما لانفهمه ؟
- من يربح الستة عشر مليار جنيه ؟


المزيد.....




- مكانة اللغة العربية وفرص العمل بها في العالم..
- اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار ...
- كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل ...
- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الخميسي - عدمية وخراب الأدب الصهيوني