أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عدنان الصباح - الاستغوال أبشع مراحل الامبريالية (3)














المزيد.....

الاستغوال أبشع مراحل الامبريالية (3)


عدنان الصباح
(ADNAN ALSABBAH)


الحوار المتمدن-العدد: 5138 - 2016 / 4 / 20 - 20:38
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


لا يوجد في الحكاية الامريكية الا حكاية اللصوصية منذ بدايتها فالعالم يعرف جيدا من هم اولئك الذين وصلوا الى الشواطئ الامريكية وشكلوا طلائع لصوص الارض والقتلة ممن الغوا عن الارض امة بكاملها وقد يكون ضروريا دوما تذكير العالم بذلك كبوابة لأي حديث عن ما يجري اليوم على الارض من جريمة متواصلة يرتكبها احفاد اولئك اللصوص الطلائعيين ومؤسسي دولة النهب والسرقة الرسمية التي تتربع اليوم على عرش العالم كله بلا منازع
ومن يدقق في تاريخ الدولار الامريكي يقرأ تاريخا يشبه الى حد بعيد حكاية نصب عادية يمكن مشاهدتها فقط في أي فيلم هوليودي حاليا ففي الثامن من اب 1786م قرر الكونغرس الامريكي اصدار العملة الامريكية الدولار بفئاته المعدنية والورقية وفي العام 1788م انشأ الكونغرس نظام نقد وطني امريكي وجعل الدولار وحدة النقد الرئيسية فيه وفي العام 1900م بدأ نظام الكتلة الذهبية أي ربط الدولار بالذهب لتثبيت قيمته السوقية وفي العام 1913م نشأ الاحتياطي الفيدرالي من الذهب واستقرت قوة الدولار بما يملكه من احتياطي مساوي لقيمته من الذهب في خزينة الولايات المتحدة الامريكية.
خرجت سائر دول اوروبا من الحرب الاستعمارية الثانية وهي مدانة للخزانة الامريكية لسداد ثمن العتاد الحربي لها واستنفذت دول اوروبا كل احتياطي الذهب لديها وانتقل هذا الاحتياطي الى خزينة الولايات المتحدة الامريكية التي ظلت بمنأى عن اثار الحرب حتى نهاياتها حين استخدمت قنبلتها الذرية لتغيير مجرى الحرب التي كانت قد شارفت على الانتهاء اصلا حتى دون تدخلها, لكنها وجدت الفرصة المناسبة للظهور كقائد للحرب في اللحظة الاخيرة حين تدخلت والدول الاوروبية منهكة كليا من اثار الحرب المدمرة والتي انهكت اقتصاد هذه البلدان بينما ظل الاقتصاد الفيدرالي الامريكي وخزينته بتمام عافيته وتكدست كميات هائلة من الذهب لديها كفائض كبير فقدنه الدول الاوروبية والاسيوية التي انهكتها الحرب كليا.
بعد انتهاء الحرب الاستعمارية الثانية استطاعت الولايات المتحدة تنظيم اتفاقية برتون وودز والتي حددت سعر الدولار ب 35 دولار لكل اونصة ذهب وهذه الاتفاقية جعلت دول العالم تقارب قيمة عملاتها بالدولار الذي تحول الى اساس قياس وقاعدة ضمان واحتياطي مدعوم بقيمة ما تملكه خزينة الولايات المتحدة من احتياطي هائل من الذهب وهذه الاتفاقية جعلت الجميع يعتقدون ان الدولار بات اصولا افتراضية لعملات معظم دول العالم وهذا الوضع كلف معظم دول العالم وحتى يومنا الكثير لحرصها على اقتصاد الولايات المتحدة من باب حرصها على اقتصادها مما دفع الولايات المتحدة للامعان بالاستفادة من هذه الحالة الشاذة في مسيرة الاقتصاد الدولي والتي يصعب جديا التخلص منها عالميا.
الوعد الامريكي للعالم بتحويل كل 35 دولار الى اونصة ذهب الغاه فجأة صاحب فضيحة ووتر جيت وصاحب قرار الانسحاب من فيتنام بما اسماه العالم في العام 1971م بصدمة نيكسون الذي اعلن فجأة عن تحرر امريكا من التزامها تجاه العالم بالقيمة الذهبية لدولاراتها والتزامها بتحويلها حسب السعر المقرر وهو ما قاد الى هزة اقتصادية عالمية طالت العديد من البلدان وحررت امريكا من اخطر التزاماتها المالية تجاه الاقتصاد العالمي وجعلت الدولار سلعة جديدة في السوق يتحدد سعرها بناء على نظام السوق أي العرض والطلب دون تحميل الخزينة الامريكية اية مسئولية على الاطلاق وهو ما يشبه قرار رئاسي امريكي بالسطو العلني في وضح النهار على اقتصاديات الدول التي رهنت اقتصاد بلادها بكذبة امريكية تاريخية عبر الاتفاقية الخبيثة برتون وودز.
حضر اتفاقية (برتون وودز ) 44 دولة من مختلف دول العالم، وقد تواصل انعقاد المؤتمر المذكور حوالي 22 يومً، وقد جرى خلاله توقيع أهم الاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي اعتبرت الاساس لتنظيم التجارة العالمية فيما بعد والى جانب ذلك فقد تم الاتفاق بين الدول المشاركة على تطبيق الشروط الخاصة بتنظيم التجارة العالمية. وقد كان اعتماد الدولار الأمريكي كمرجعٍية اولى ورئيسية لتحديد سعر سائر عملات الدول الأخرى اخطر واهم قرار تذالك المؤتمر وبذلك فقد اعتبرت هذه الاتفاقية هي اساس تشكيل نظام صرف العملات وبها تأسس صندوق النقد الدولي والبنك الدولي للتطوير والتعمير مما ساهم في تثبيت هيمنة الدولار الامريكي على سائر التعاملات الاقتصادية في العالم.
بعد الحرب الاستعمارية الثانية كانت الولايات المتحدة تملك 75% من احتياطي الذهب العالمي وهو ما كان الاساس لدعم الدولار الامريكي وما اعطاه مكانته الدولية الثابتة الا ان حجم الاضرار التي لحقت بالولايات المتحدة جراء تواصل الحرب في فيتنام لأمد طويل 1956 – 1975 جعل الولايات المتحدة بحاجة ماسة لمزيد من النقد وهو مال لم يكن ممكنا مع تواصل الاحتفاظ بالتغطية الذهبية الثابتة للدولار فأقدمت حكومة نيكسون على مواصلة طباعة الدولارات بدون تغطية ذهبية مما شكل سطوا غير معلن على اقتصاديات الارض وثروات الدول الوطنية في سائر انحاء العالم.
تحول ذلك الى سطو معلن حينما طالبت فرنسا بتحويل مبلغ 191 مليون دولار لديها الى ذهب حسب القيمة الثابتة للدولار فعجزت الولايات المتحدة عن فعل ذلك مما دفع الرئيس الامريكي نيكسون آنذاك لإعلان ذلك السطو رسميا وتحرير الدولار من قيمته ضاربا بذلك اقتصاد العالم عبر سرقة علنية للذهب الذي كان من المفترض انه ملك البلدان التي اتخذت من الدولار احتياطا ضروريا لاقتصاد بلدانها.



#عدنان_الصباح (هاشتاغ)       ADNAN_ALSABBAH#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طريقنا الوحيدة إلى الأمام
- الاستغوال أبشع مراحل الامبريالية (2)
- حتى لا نبحث بين الركام
- تاريخ مشوه... يقين بعيد
- الاستغوال أبشع مراحل الامبريالية
- الوطنية الفلسطينية... الى اين؟
- أيها الحاخام... غادر بلادنا إذن
- العرب وغياب الإبداع
- مقاطعة الاحتلال... إرادة لا قرار
- حنان الحروب الفعل قبل الكلمة
- سيدي الرئيس... احمي ظهرنا... ظهرك
- عمر النايف يعود إلى جنين
- حمزة النايف يعود إلى جنين
- قرأت خبر وفاتي
- تفاوض في التفاوض عن التفاوض
- عفوا... فلسطين نحن منشغلون
- يعالون ... يوجد حل سحري
- العرب بين جزالة اللغة وضآلة الفعل
- رسالة الى صديقي الحالم
- حصانة النائب قضية شعب


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عدنان الصباح - الاستغوال أبشع مراحل الامبريالية (3)