|
غُرْبَة المُسْلِم ....مِنْ....غُربَة الإسلام
بولس اسحق
الحوار المتمدن-العدد: 5138 - 2016 / 4 / 20 - 14:44
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
مسلموا اليوم هم غرباء في عالم صار ينظر إليهم بريبة...وكيف لا ينظر اليهم بريبة إذا كان المسلم لا يتورع عن قتل أهل بيته، كما جرى عبر التاريخ الاسلامي منذ اليوم الاول لنشأته ولحد هذا اليوم، فكيف يتصرف إذا سنحت له الفرصة في الانفراد ببشر عزل كما جرى في مكاتب صحيفة شارلي أيبدو والمسرح بباريس...والتفجيرات الارهابة في بروكسل...وهي لكثرتها بات من المتعذر احصائها؟ وما تشهده اليوم ديار المسلمين من حروب قذرة هو نتيجة طبيعية لتاريخ من التعبئة الفكرية التي جرى التخطيط لها في أقبية الجماعات والأحزاب والتنظيمات الأسلاموية التي كانت ولا تزال مهووسة بصورة العدو، الذي إن لم تجد الطريق سالكة إليه فإنها ستخترعه على حساب مبدأ المواطنة التي لا تعترف بها. لهذا كل يوم يزداد المسلمون غربة عن العالم المتحضر حولهم....فالأمم تخوض حروبا ضارية نحو أعماق الفضاء وأخرى في دقائق الذرات والبرمجيات وأخرى في أعماق البحار سعيا للوصول إلى المجد وخدمة شعوبهم والإنسانية بينما لدينا كل هم أبناء هذه الامة التعيسة هو رؤية هلال رمضان أو معرفة كيفية الصلاة في الفضاء أو حتى معرفة طريقة الإستنجاء الصحيحة وهل الأكل بالملعقة جائز؟؟؟ ولا شك أن هذه الغربة ولدت بمولد الاسلام ...لان الإسلام ولد غريباً وفقاً لما عرفه العرب في حينها....حيث إعتاد العرب على آله من صنع ايدهم يقدسونها ويمجدونها ويقدمون لهم القرابين....وحين جاء محمد بفكره.....فانه جائهم بفكر غريب جداً... إله ينطق ويبعث الرسل لهداية العالمين ..ويرسل لهم الكتب...وفيما بعد بدأ يحرم ويحلل كما يحلو له!! فمحمد استبدل مئات الالهه التي كانت لا تضر ولا تنفع ولم تطالب متبعيها بالدفاع عنها باي وسيلة كانت.....باله واحد(محمد) مكار ومنتقم جلب الويلات والكوارث على البشرية من خلال جموع المغيبين التي تتعبد له وتفجر اجسادها النتنة وسط الجموع دفاعا عنه تنفيذا لطلبه منهم!!! كل منا يعرف التاريخ الدموي للإسلام ( غني عن التعريف )....وكل منا يعرف هذا الحديث النبوي القائل ("بَدَأَ الْإِسْلَامُ غَرِيبًا ثُمَّ يَعُودُ غَرِيبًا كَمَا بَدَأَ فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَنِ الْغُرَبَاءُ قَالَ الَّذِينَ يُصْلِحُونَ إِذَا فَسَدَ النَّاس"ُ. وفقط في هذا الكلام محمد كان على حق وبينة وكيف لا!!.... فهو من أخترع وأسس الاسلام وكان يعرف جيدا بان الاسلام من اساسه باطل تأسس كمخلوق مسخ غريب في رحم الجزيرة العربية أولا.... وبعدها قام هو وجماعته الكرام بنشره بالقوة فكان الاسلام حقا غريبا لدى كل البلدان التي فتحوها وغزوها وغيروها عن بكرة أبيها.... نعم كان الاسلام غريبا لدى كل المجتمعات في البداية وسياسة (أسلم تسلم) فعلت فعلتها, والان ها قد تحقق الحديث النبوي الشريف الطاهر بأن الاسلام سيعود غريبا. نعم سيعود غريبا كما جاء في خضم العلوم التكنولوجية وسباق العلوم البيولوجية وعلم الفلك ورحلات الفضاء. فعلا ان الاسلام الان في مرحلة الاحتضار وهذا ما قصده محمد....لان كل ماهو باطل يبقى باطل والى الزوال ولن يصمد امام الحقائق العلمية والعقلية في عصرنا هذا والى الاجيال القادمة.... ما يثير إستغرابي دائماً هو كيف لا يكون الإسلام غريبا وهو بكل هذا الجمود الذي فرضه على اتباعه وعلى كل معتنقيه عرباً وغير عرب....وخاصة عندما تكون حركة الحياة في تطور دائم ويبقى الإسلام جامد.... طبيعي أن يكون غريباً لأن ما سنه محمد وما جاء به من آيات تحتم عليه أن يبقى غريباً.! وعندما تناقش أحد أتباعه لا يتوانى للحظة واحدة أن يقول لك أنت كافر وخارج عن ملة الإسلام..... وإن كنت تعيش في دولة ذات حكم إسلامي ربما يقام عليك الحد..!!! إمتدت غزوات محمد واتباعة حتى وصلت الأندلس تحت شعار نشر الإسلام....وربما تحت مسميات متعددة منها الفتوحات...ولكن عن أي فتوحات يقصدون.؟ هل كانت الأندلس لهم حتى يجهزون جيشا ويستعمروها ويسبون نسائها ويقتلون رجالها وربما الأجنة في أحشاء أمهاتهم قبل أن يروا الحياة...كما كان يفعل قدوتهم؟ كيف لا يكون الغازي غريباً عندما يكون غازي؟ ذهب المسلمون للغرب,فتحوا لهم الأبواب كي ينخرطوا بينهم ويتأقلموا بين الشعوب....المسلمون لم يتركوا تعاليم الإرهاب والقتل والبطش والتنكيل للحظة واحدة خلفهم....بل حملوها معهم أيضاً بحجة نشر الدين .....فتحوا المدارس في الغرب والجوامع ومراكز البحث وكانت وكرا للإرهاب كل يوم يخرجوا فوج جديد من الإرهابيين كي يقتلوا ويهدموا من تفوق عليهم إنسانياً وحضاريا....لم يفكروا للحظة أن هؤلاء هم من وفروا لهم الحياة الكريمة ووضعوا لهم القوانين المدنية بسبب تحرر أفكارهم من قيد التخلف والبداوة وأرادوا أن يرتقوا بهم بدل أن يبقوا رعيان للماشية..!!! أحزمة ناسفة تكاد تكون أهم من غذائهم ..لإنها باتت غذائهم العقلي....سياسة القتل والترهيب التي عاشوها لم تترك لهم مجال أيضاً كي يحترموا للحظة من فتح لهم دياره وجامعاته.... فحولوا الجامعات وكراً للإرهاب من أجل ماذا؟ لماذا لا يكون غريباً؟ [فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَحْوِيلً] {فاطر:43} سنن متفقة بين الله ورسوله..سنن لا تعرف سوى الهدم..سنن لا تعرف سوى عض اليد التي امتدت لهم....نقاط كثيرة جداً ولو عددنا مساوئهم لبقينا طوال حياتنا قبل ان ننتهي منها...لا احد يستطيع ان ينكر ان الاسلام كمنظمة افكار ومنذ زمان بعيد بدأ بالانسلاخ عن الواقع صانعا فجوة كبيرة بينه كفكر وبين الناس كعلاقات اجتماعية ومفاهيم اخلاقية وحضارية وبالمطلق انسانية.... فالاسلام الذي جاء كاستجابة موضوعية لما كانت عليه الجزيرة العربيه في حينه اصبح اليوم يشكل عائق حقيقي ومعرقل لكل ما من شانه احداث انقلابات علمية وحضارية في التجمعات ذات التوجة الاسلامي....حتى اصبح من ينادي بالديمقراطية والتحرر الانساني مرتدا..... ويندا باقامة الحد عليه.....ولنا في الكثير من الشخصيات الاعتبارية في الاوساط التنويرية التي اقدم المسلمون المتطرفون على اغتيالها لخير دليل على صحة هذه الحالة المفجعة ..... والفجوة السحيقة بين الاسلام كفكر وبين ما يتطلبه الواقع من ضرورة التغير باتجاه مصلحة الناس آخذه بالاتساع الى درجة لا يمكن احتوائها ....وهذا بالضبط ما اعتقد انه غربة حقيقية لفكر لا يتناسب والواقع.... لفكر بات يشكل عائق لحركة التطور التاريخية.... بات معيق حقيقي لانفتاح العقول على كل ما من شانه الانفتاح على الاخر وحواره بشكل انسان!! اذا وحسب اعتقادي فان العلة الحقيقة هي في هذا الفكر الذي بات لزاما على المسلمين الواعين لمخاطر هذا الفكر وحتى بدون مطالبتنا اياهم مقاومته اذا ما اردوا الرفعة والارتقاء لشعوبهم ودولهم....فهذا الفكر الهجين ولد من رحم الصحراء .....والصحراء القاحلة بل المميتة لا يمكنها ان تنتج فكر بناء وإنساني .....فكل الذي انتجته هذه الصحراء هوالخراب والهلاك ....الصحراء ما زالت تعارض وبقوة الزحف العلمي والتطور الذي شهدناه.....الصحراء ليس بوسعها خلق جو حضاري للرقي إطلاقاً.... لان الصحراء هي التي أنتجت سيف مغرق بدم أبرياء لم يرتكبوا خطأ سوى أنهم رفضوا اللم والإنصياع لفكر رجعي.... المسلم الحقيقي والذي عليه ان يطبق ما جاء بشريعته (وهذا رايي بوضوح ودون نفاق) هو الذي يجب عليه ان يفكر كيف يغدر بشعوب متحضرة استضافته واكرمته ووفرت له العمل والمدارس الراقية لابنائه واستفاد من خدماتها الاجتماعية وتاميناتها الصحية ... بينما هو يتربص بها الدوائر ل"فتح" بلدانها وفتح ارجل نسائها بعد ان يصبحوا مما ملكت يمينه...فهل يمكن لانسان كهذا ان يكون الا كائنا عديم الاخلاق والانسانية.....منافقا ... كذابا (واترك لكم الوصف لمثل هؤلاء وهم الاغلبية الغالبة من المسلمين) وكثيرا ما نقرأ في هذا المنتدى تعليقات ومقالات الدفاع والتروی-;-ج للدی-;-ن الإسلامي ، فنحن نرى ی-;-ومی-;-ا من ی-;-أتي للدفاع عن دی-;-نه بکل ما أوتي من منطق وغی-;-ر منطق وتعلی-;-ل وتبری-;-ر وإنکار أحی-;-انا.... ولکن لم أجد مسلما واحدا ی-;-أتي هنا لی-;-روّج لدی-;-نه أي ی-;-شجع الناس (الملاحدة والكفرة) في الدخول إلى دی-;-نهم وذلك بالتروی-;-ج الى النقاط الإنسانی-;-ة (في حال وجودها أصلا) الموجودة في دی-;-نهم وطرحها کبدی-;-ل للعلمانی-;-ة والمودی-;-رنی-;-زم .هل تعتقدون أن لکم بدی-;-ل أفضل للإنسانی-;-ة في کافة المجالات الإنسانی-;-ة ؟ إذا کان الجواب نعم ، فأطرحوها لنتناقش حولها؟؟ وما هي آلی-;-تکم لتداول السلطات.... ففي الغرب المجتمع بکافة هی-;-ئاته ومؤسساته المدنی-;-ة هي الکفی-;-لة بالحفاظ على النظام الدی-;-مقراطي والتداول السلمي للسلطات فما هو بدی-;-لکم فيما لو بانت لكم على فرض اوربا وامريكا وكافة دول العالم؟ هل تبقون مثلا على مبدأ الخلافة والبی-;-عة على طراز بی-;-عة أبوبکر وعمر وعلي وصدام حسی-;-ن وبشار الأسد؟ لو فرضا بای-;-عتم مسلما ورعا تقی-;-ا (ظاهرا) هل ستبای-;-عونه للإبد مادام هو حي؟ وکی-;-ف سی-;-تم تغی-;-ره إذا کان مفسدا والشعب غی-;-ر راض عنه بدون أسالی-;-ب الإنقلابات العسکری-;-ة والدموی-;-ة كما كان تاريخ اجدادكم الواحد تلو الاخر بلا استثناء، ما هي آلی-;-تکم السلمی-;-ة في تحقی-;-ق ذلك؟......أفی-;-دونا رجائا و شکرا واخيرا ومن خلال الواقع المزري لامة إقرأ يتضح لنا ان الغالبية العظمى ان لم يكن جميع المسلمين اليوم هم ضحايا فكر ظلامي غرر بهم وأضلهم وصنع منهم ضحايا لحياة مؤجلة، تبدا أبجديتها بالعزل لتنتهي بالقتل المجاني الذي لن يكسبهم وردة في الدنيا، فهل ستخطئ عدالة السماء في تقويمها فتهبهم جنات من الورد؟....تحياتي.
#بولس_اسحق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الإلتِباس...بِما إِشْتَهَرَ مِنَ الأحَادِيثِ بَينَ الناس
-
وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ...إِشْكَالٌ وإست
...
-
الدابة الاسلامية......وملحمة الكوميديا ألإلهية الدانتية
-
عَوّدَة إلى قِصَةِ يُوسُف .... وامْرَأَةُ الْعَزِيز
-
يَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِين
...
-
آخِر مُعجِزَة وَلَيّسَ آخِرُها .... لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُو
...
-
بحثا عن البيان....كمعجزة للقران...الخاتمة
-
هذا الكِتابُ العَظِيم ....... لا تَنْقضِي عَجائِبُهُ
-
بحثا عن البيان.... كمعجزة للقران ٢-;-ج ١-;-
-
بحثا عن البيان.... كمعجزة للقران – ١-;-
-
أَخلاقُ المُصطَفى العَدنَان.... وَأسالِيبَ التَحْرِيض على ال
...
-
المُسْلِمْ بَيْنَ التَشبِيهِ وَالمَجازْ....عَجَزٌ أمْ إعجاز؟
...
-
المَلائِكة....وَحرُوبِ دَولَة الرَسُول
-
تَكْرِيماً لِأَخَواتِ الخَوّلَة والخَنساء...الرِّجَال قَوَّا
...
-
وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ
...
-
تَفَكُك البَلاغة وَالبَيان .... وَتَحَدِياتْ القُرآن
-
آيَة ألكُرْسّي...وَسُقُوطَ ألسَماءِ عَلى ألأرضِ
-
أحفاد المصطفى العدنان... ومقولة الإسلام صالح لكل زمان و مكان
-
غَيّرَ العَرَبي وَالقُرآن...وأن من لا يؤمن به سيدخل النار
-
اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا عَلَيْهِمْ سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ...
...
المزيد.....
-
طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال
...
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|