|
أديب في الجنة (64) * حوريات عربيات يسبحن في أعماق محيط في السماء !
محمود شاهين
روائي
(Mahmoud Shahin)
الحوار المتمدن-العدد: 5138 - 2016 / 4 / 20 - 07:44
المحور:
الادب والفن
أديب في الجنة (64) * حوريات عربيات يسبحن في أعماق محيط في السماء ! ما أن انتهت الإمبراطورة من تحليقها المبهج في الفضاء برفقة الملكة نور السماء وحطتا في مواجهة الملك لقمان والإمبراطور، حتى تمنت وهي في هذه الفرحة الغامرة أن تتناول غداء شواء في مكان اسطوري ! أحبط الإمبراطور الذي ليس في مقدوره أن يحقق أساطير ، فنظرإلى الملك لقمان آملا المساعدة . هتف الملك وقد أدرك أنه المقصود بالطلب " طلبات الإمبراطورة أوامر ينبغي أن تلبى " وتابع موجها كلامه للإمبراطورة : - أين تفضلين المكان جلالتك، في السماء أم في أعماق المحيط ؟ لم تتوقع الإمبراطورة هذين الخيارين فكادت أن ترقص فرحا وهي تزم قبضتيها وتهزهما هاتفة " ياي ياي " وما لبثت أن حسمت أمرها : - في أعماق المحيط ! ليكن في أعماق المحيط ! - أنت تأمرين جلالتك ! وبما أن الحفل سيكون على شرفك في مقدورك أن تدعي من تشائين ! طارت الإمبراطورة فرحا ، ونست أنها امبراطورة ينبغي عليها أن تبدي ولو القليل من الإتزان في سلوكها وردود فعلها على ما تسمع ، فبدت كطفلة تفاجأ بظواهر الأشياء لأول مرة في حياتها : - ياي ياي ! ِ ويبدو أنها أدركت خروجها على التقاليد الإمبراطورية التي تستدعي التهذيب : - أشكر جلالتكم ! سأدعو مرافقيكم جميعهم وعشرة من المقربين إلينا ! شعر الملك أن الإمبراطوره لا تريد أن تثقل عليه بكثرة المدعوين . - هذا عدد قليل جلالتك ! في مقدورك أن تدعي ملايين إن أردت ! لم تصدق الإمبراطورة ما سمعته ، لكن حين تذكرت حفل العشاء الذي شارك فيه الملايين من سكان الإمبراطورية والذي دام لزمن أسطوري دون أن ينتهي الليل . قررت أن تدعو مليون إنسان . **** لم تمر سوى لحظات حين حلقت في الفضاء مئات السفن العملاقة من زجاج شفاف وآلاف البشر يصعدون إليها ليجلسوا على مقاعد وثيرة . وما أن انتهى صعود البشر حتى شرعت السفن في الهبوط إلى مياه المحيط محلقة تحت الماء وسط آلاف الأنواع من الأسماك والدلافين والحيتان والأخطبوطات والشعب المرجانية والطيور المائية والحوريات والأفراس البحرية والنهرية ،ومئات الكائنات غير المعروفة مختلفة الأشكال والألوان والأحجام . جلس الملك لقمان محتضنا الطفلة عناة فيما بدت الإمبراطورة وركاب السفينة منبهرين بما يحيط بهم من عوالم . قفزت بعض الجنيات والإنسيات والرجال والشباب وراحوا يرافقون السفن سباحة في الأعماق دون أن يتعبوا ودون أن يبتلوا بالماء ودون أن يحتاجوا إلى اسطوانات أكسجين . تساءل الإمبراطور بدهشة مخاطبا الملك وهو يدرك أنهم في عالم خارق لقوانين الطبيعة : - أين نحن أيها الملك ؟ أجاب الملك : - نحن في المطلق النسبي ! استعصى الفهم على الإمبراطور . فتساءل عن ماهية هذا المطلق النسبي ! أجاب الملك : - نسبية الحقيقة المطلقة التي لن يعرفها البشر بسهولة . - هل يعني هذا أننا الآن لسنا في حقيقة مطلقة ؟ - أكيد ! أخذت السفن تجتاز سهلا ربيعيا بين سلسلة جبال مرجانية عملاقة انتصبت فيه مئات آلاف الموائد العامرة بكل أنواع المقبلات والخمور وأحيطت بآلاف مناقل الشواء التي كان يشوى عليها كافة أنواع اللحوم ! ووقف إلى جانبها آلاف الحوريات والشباب الصغار الذين بدوا في غاية الجمال !! فجأة انشقت السفن عن أبواب من أسفلها لتنزلق المقاعد بمن عليها لتحط جالسة إلى موائد الطعام ،وانطلق صوت يشير إلى الناس بأن يبقوا طبيعيين وكأنهم على اليابسة وليس تحت الماء ، فيما ارتفعت السفن من الأعماق لتختفي خلال لحظات من صعودها وكأنها لم تكن . بدت الإمبراطورة في غاية الدهشة وهي تجد نفسها جالسة على مائدة في ماء لا يبدو أنه ماء ، فلا يبتل المرء فيه ويتنفس بشكل طبيعي ،والموائد تحفل بكافة أنواع المقبلات دون أن تبتل والكؤوس تملأ بالخمور دون أن يختلط الخمر بالماء ، وأعجوبة العجائب النار المشتعلة في الماء وتشوى عليها اللحوم دون أن يطفئها الماء ، وحين راحت تجوب بنظراتها في فضاء المكان لترى الحوريات السابحات مع مئات الكائنات ، والجبال المرجانية الشاهقة التي بدت في غاية الروعة والجمال ،شعرت أنها في عالم من أحلام لا يمكن لبشر أن يحلموا به على الإطلاق . تساءلت عن أكثر ما أدهشها : - هل تخبرنا جلالتك عن سر هذه النار المشتعلة في الماء ؟ أطرق الملك للحظات وما لبث أن هتف : - نحن يا سيدتي في عالم لا يدركه إلا خالقه ! في الإمكان القول أننا في عالم يتآخى فيه الماء والنار ، فلا الماء يطفئ النار ولا النار تؤثر على الماء ، وهذا ينطبق على الكائنات كلها هنا . كل يجري بما يتناقض مع المعرفة الإنسانية وقوانين الطبيعة . إنه قانون الخالق حين يشاء أن يخرق القوانين وخاصة تلك التي عرفها الإنسان . صدحت موسيقى حالمة جعلت المحتفلين يهيمون في العالم الذي وجدوا أنفسهم فيه . نهض الملك لقمان طالبا شرب نخب الإمبراطورة المحتفى بها . شرع الجميع في النهوض وقرع الكؤوس . عانقت الإمبراطورة الملك شاكرة له كل هذه الحفاوة ألتي أحاطها بها . تساءلت عن الحوريات المحلقات في الماء عما إذا كن حوريات سماويات أم أنهن من كواكب أرضية ؟ قال الملك : - هؤلاء حوريات سماويات لا يوجد منهن إلا في السماء ، إن شئت حوريات من كواكب أرضية سأحضر من أجلك ! وهنا هتفت الإمبراطورة : - هل هذا ممكن ؟ - بقدرة الخالق لن يصعب علي شيء ! - أريد حوريات من كوكب جلالتك ! - على عيني !! أنا أنتمي لمنطقة عربية يقال لها بلاد الشام فيها أربعة بلدان هي سورية والأردن ولبنان وفلسطين . انظري هؤلاء حوريات سوريات ! تنحت الكائنات المحلقة في الماء جانبا لتفسح مكانا في الأعماق للقادمات الجديدات .. ظهرت مائة فتاة سورية بلباس السباحة ، تبعهن سرب من مائة فتاة أردنية ، فسرب من مائة فتاة فلسطينية ، فسرب من مائة فتاة لبنانية ، فبدون كالأقمار وهن يحلقن في لجة الماء . بدت الإمبراطورة وكأنها غير قادرة على تحمل كل هذا الفرح ، حين نهضت وشرعت بالتصفيق الحار لكل هذا الجمال ، فنهض كل من في الروض المحيطي وشرعوا في التصفيق . ***** يتبع
#محمود_شاهين (هاشتاغ)
Mahmoud_Shahin#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أديب في الجنة (63) * لو آمنت البشرية بالمحبة الإنسانية وحدها
...
-
أديب في الجنة (62) * الإمبراطور يتمتع بتذوق طعم القُبل !
-
أديب في الجنة (61) * حُب وقُبل ما بعد الموت !!
-
أديب في الجنة (60) * سحر الألوهة المؤنثة لربة الجمال يتجلى ر
...
-
بين الحالمين بحور العين والحالمين بالإنسان السوبر !
-
أديب في الجنة (59) * النهود الجامحات العابثات الدانيات !
-
أديب في الجنة 58 * تجليات إعجازية للخالق والخلق !
-
أديب في الجنة . الجزء الأول.
-
أديب في الجنة (57) * في الخلق والخالق والبعث والنشور !
-
أديب في الجنة 56 * في الحقيقة والغاية !
-
أديب في الجنة (55) * في العقل ونشأة الكون!
-
أديب في الجنة (54) * الرقص في الزمن المتوقف في المكان الكوني
...
-
أديب في الجنة 53 * الدخول في الأسئلة الصعبة !
-
أديب في الجنة 52 في رحاب الخالق العظيم !!
-
أديب في الجنة 51 * ألخالق العظيم !
-
أحلام مادية طاقوية ! (1) شاهينيات 1178
-
مفهوم الألوهة الملتبس بين وجود إله أو عدمه ! شاهينيات ( 1177
...
-
في الألوهة وشرط وجودها ! شاهينيات (1176)
-
لماذا لم يبن الله مدينة واحدة على الأرض ؟ شاهينيات 1175
-
في العقل الكوني. شاهينيات 1174
المزيد.....
-
السينما والأدب.. فضاءات العلاقة والتأثير والتلقي
-
ملك بريطانيا يتعاون مع -أمازون- لإنتاج فيلم وثائقي
-
مسقط.. برنامج المواسم الثقافية الروسية
-
الملك تشارلز يخرج عن التقاليد بفيلم وثائقي جديد ينقل رسالته
...
-
موسكو ومسقط توقعان بيان إطلاق مهرجان -المواسم الروسية- في سل
...
-
-أجمل كلمة في القاموس-.. -تعريفة- ترامب وتجارة الكلمات بين ل
...
-
-يا فؤادي لا تسل أين الهوى-...50 عاما على رحيل كوكب الشرق أم
...
-
تلاشي الحبر وانكسار القلم.. اندثار الكتابة اليدوية يهدد قدرا
...
-
مسلسل طائر الرفراف الحلقة92 مترجمة للعربية تردد قناة star tv
...
-
الفنانة دنيا بطمة تنهي محكوميتها في قضية -حمزة مون بيبي- وتغ
...
المزيد.....
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
المزيد.....
|