فرياد إبراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 5137 - 2016 / 4 / 19 - 14:37
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
فلسفة جبران ونيتشه والمعرّي ومهاتما غاندي في الدين
فرياد إبراهيم
سُئلَ (فريدريك نيتشة) فيلسوف وشاعر ألماني (1844 – 1900)حول رأيه في الأديان فأجاب:
( أرى أن الدين يُستخدم بطريقة نفاقية مرائية ريائية. فرجال الدين ومُسنّي الشرائع يُحرّمون على عامة الناس متع الحياة ومباهجها وملذاتها لا من اجل الدين ونشره وحمايته ،ولا من اجل نشر المحبة والطيبة والفضيلة ، فحسب بل لأن هؤلاء هم أنفسهم محرومون من هذه المتع والملذات أصلا لسبب أو لآخر وبسبب القيود التي فرضتها عليهم معتقداتهم انفسهم ، فيجدون سعادة ومتعة حقيقية في شجب والتنديد بكل من يريد ان يحيى حياة حرة بلا أغلال ولا قيود. غيرة وحسدا. )
واستعار جبران خليل جبران (1883 – 1931) ، شاعر وكاتب ورسام
( مسيحي لبناني -امريكي)) من الفيلسوف الألماني خلاصة رأيه في الأديان عامة. فكتب جبران ما يشبه رؤية ورأي نيتشة:
((ما قولكم في الكسيح الذي يكره الراقصين؟
وفي الثور الذي يحسب الظبي والأيّل في الغاب من المخاليق المتشردة؟
وفي الأفعى الهرمة التي تعذّر عليها نزع جلدها فباتت تعيب على غيرها من الافاعي العري وقلة الحياء؟
وفي الذي يبكر في الذهاب الى العرس حتى اذا تخم من كثرة الأكل عاد من العرس وهو يقول ان كل الولائم هَتكٌ للقانون، وكل الذين يشتركون فيها يمتهنون الشريعة؟ من كتاب : النبيّ- ترجمة ميخائيل نعيمة ص .96))
ومن قوله أيضا:
(أنا أجلُّ القرآن ولكنني أزدري من يتخذ القرآن وسيلة لإحباط مساعي المسلمين، كما أنني أمتهن الذين يتخذون الإنجيل وسيلة للحكم برقاب المسيحيين.)
وأقول :
العقول الفذة العظيمة وقفت بقوة ضد رجال الدين المستغلين للدين لغايات شخصية ومصلحة ومنفعة فردية، والذين لم يتمكنوا من السيطرة والتأثير الا على الضعفاء والجهلاء في مشروعهم السيّئ في غسل الأدمغة.
ف (أبو العلاء المعري ) الشاعر الفيلسوف وقف موقفا سلبيا تجاه الدين ومحترفي الدين:
اثنان أهل الأرض : ذو عقـل بلا ديــن وآخر ديِّن لا عقل لهْ
وقوله ينتقد رجال الدين البطينين:
أقالَ اللهُ حين عَبَدتُمُوهُ كُلُوا أكلَ البَهائِمِ وارقُصُوا لِي؟
وكان ل (مهاتما غاندي ) شأنا آخر مع الدين ورجاله، وهو لا يجد فرقا بين دين ودين. وكان له توجهات وافكار كونية انسانية شاملة ومبادئ سلام ومحبة سامية . ومن ضمن أقواله المشهورة:
((العين بالعين تجعل العالم أعمى .))
ويقول أيضا :
((هناك قضايا كثيرة انا مستعد ان أموت في سبيلها ، ولكن لا توجد قضية واحدة أنا مستعد ان أُقتُل من أجلها. ))
وسُئِل غاندي في أواخر حياته فيما لو كان هندوسيّاً فأجاب:
(نعم.. فأنا هندوسيّ. وكذلك أنا مسيحي ومسلم و بوذي و يهودي . ))
فما أشدَّ حاجتنا الى إنسان كهذا له مثل هذه النظرة تجاه الأديان في هذا العَالم القَلِق المٌضطرب.
فرياد
#فرياد_إبراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟