أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد عبد المجيد - المسيحية والإسلام في فضائيات القردة!














المزيد.....

المسيحية والإسلام في فضائيات القردة!


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 5137 - 2016 / 4 / 19 - 11:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كلما شاهدت فضائية دينية، إسلامية أو مسيحية، تحاول اصطياد أخطاء أو سقطات أو ثغرات الدين الآخر، ظهرت لي بوضوح صورة قردة تقفز، وتخطف ما في أيدي المشاهدين، وتُظهــِـر مؤخراتها الحمراء للمتابعين.
هناك قلة من القنوات الدينية التي تبث برامج عن التسامح، يقدّمها مذيعون أو دعاة لو تحدثوا عن الخطأ تراه صوابا من بشاشة وجوههم، ورقة مشاعرهم، وتجنبهم الإساءة لأصحاب الدين الآخر.
لكن الأكثرية تزحف الدولارات من كتبها المقدسة لتدخل جيوب مقدمي تلك البهلوانات، وتنتفخ الصدور بقدر سعة الجيوب، وتبتعد السماء فلا ترى فيها هلالا أو صليباً، فكلها رسوم بأقلام مغشوشة وألسنة لا تفرّق بين الدعاء والسباب.

لو يعلم أصحاب الأديان التاريخ الحقيقي للمذابح والرقيق والاستغلال والغزوات والفتوحات، في كل شبر من دنيانا البائسة لأطرقوا خجلا من أنفسهم وأجدادهم وحكايات الفروسية الطاهرة.
الغريب أنه يغضبني من يهاجم دين الآخر بنفس القدر الذي يغيظني من ينفي عن تاريخ أتباع دينه قطع الرؤوس وسفك الدماء وسبي النساء والتلاعب بالآيات الساميات في العهد القديم وفي .. القرآن الكريم.
فضائيات القردة لو جاء محمد والمسيح، عليهما السلام، ودخلاها لطردا على الفور كل العاملين فيها ، وقالا لهما: إن الله بريء مما تبثون.

عندما تقول بأن جرائم أسلافي أقل من جرائم أتباع الدين الآخر فقد وقعت في مصيدة الطاووسية الدينية التي تأكل على مائدة يهوذا وأبي سلول.
حياة تضيع في غمرة الكبرياء الديني فلا المسيحي يستطيع أن يقضي على الإسلام، ولا المسلم يمكنه أن يهزم أكبر أديان الأرض .. المسيحية!
أكاد أرى حمقى ينتفضون غروراً وخداعا فيقول نصفهم بأن المسلمين هم الذي بدأوا النــَــيــّـلَ وإهانة مسيحيتنا، ويصيح النصف الآخر بأن المسيحيين هم دعاة التبشير والاستعمار وقادة المذابح، وهنا يسقط الجميع في فخ الاستعلاء والفوقية، فكلنا أحفاد أناس طاهرين خرج من بين أضلعهم قتلة وسفاحون وغزاة واستعماريون.

لو حجبتَ المال عن قردة الفضائيات الدينية فستجدهم يلعنوك حتى لو كنتَ من أتباع دينهم.
كل الأديان يمكن أن تكون ساحرة الجمال وعظيمة النــُـبل لو أنك بحثت عنها في نفسك أولا، وحينئذ ستجد في أحشاء الكتاب المقدس، بعهديه القديم والجديد، وفي القرآن الكريم جمالا ربانياً ولن ترى آيات القتل ولو كانت أمام عينيك.

فضائيات طعن أديان الآخرين يديرها مرضى نفسيون لا يعرفون حتى هوامش التاريخ، ولا ينظرون إلى أصابعهم التي تتساقط منها دماء أبرياء وضحايا قطع رقاب قام بها أسلافهم.
لوّنوا الأديان بزرقة السماء ولا ترفعوا فوقها رايات الغزاة، مسيحيين ومسلمين، فالحياة قصيرة ولا تتحمل ما لا طاقة لها به.
امتنعوا عن مشاهدة فضائيات القردة الدينية التي تقارن بين الدينين الكبيرين، فكل ساعة تنفقونها في متابعة الغث تـنتف ريشكم و.. تظنون أنكم تحلقون في الفضاء والحقيقة أنك تسقطون الفضائيات.

محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 19 ابريل 2016



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التوك شو وصناعة الجهل!
- المواد الأولية لصناعة الطاغية
- من عاش زمن أم كلثوم فقد عاش الدهر كله!
- رسالة مفتوحة لرئيس لا يسمع!
- الإعدام أو الرجم أو الجلد لفاطمة ناعوت!
- هل مصرُ ماتزال عربية؟
- خرافة نسخ الثورة!
- الديمقراطية البيضاء و.. الاستبداد الأسمر!
- باريس لا تحترق!
- تنشيط أمْ منشطات؟ الرقص في شرم الشيخ!
- عقولنا ألسنتنا ..الرجم في الحالتين!
- إعادةُ تصنيع الزمن الجميل!
- نور الشريف .. مرة أخرى!
- رحيل سوّاق الأتوبيس!
- رسالة عشق لميدان!
- مراجعة مؤقتة لموقفي من الأردن!
- إذا كنتم تحبّون مصرَ فقاطعوا صحافتَها!
- من فضلك لا تقرأ، فالجهل معرفة!
- البراءة لمدة عشرين عاماً!
- اضحك فرئيسك يبتسم!


المزيد.....




- الولائي يهنئ بانتصار لبنان والمقاومة الاسلامية على العدو الا ...
- شيخ الأزهر يوجه رسالة حول الدراما الغربية و-الغزو الفكري-
- هل انتهى دور المؤسسات الدينية الرسمية؟
- استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2024 على ال ...
- الكشف عن خفايا واقعة مقتل الحاخام اليهودي في الإمارات
- الجهاد الاسلامي:الاتفاق أحبط مسعى ايجاد شرق اوسط حسب اوهام ا ...
- الجهاد الاسلامي:نؤكد على وحدة الدماء وصلابة الارادة التي تجم ...
- الجهاد الاسلامي:نثمن البطولات التي قدمتها المقاومة بلبنان اس ...
- الجهاد الاسلامي:اتفاق وقف اطلاق النار انجاز مهم يكسر مسار عن ...
- حماس تشيد بالدور المحوري للمقاومة الإسلامية في لبنان


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد عبد المجيد - المسيحية والإسلام في فضائيات القردة!