أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - نبل الشاعر في ديوان -صاحب الشأن- منصور الريكان















المزيد.....

نبل الشاعر في ديوان -صاحب الشأن- منصور الريكان


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 5136 - 2016 / 4 / 18 - 21:46
المحور: الادب والفن
    


نبل الشاعر
في ديوان
صاحب الشأن
منصور الريكان
اعتقد بأن أهم مسألة تجذب القارئ إلى نص معين تكمن في المتعة أولا ثم بفكرة النص، "منصور الريكان" شاعر يمتعنا بما يقدمه لنا من قصائد، فنجد لغة خاصة تميزه عن سواه من الشعراء، كما نجد الفكرة النبيلة التي تتمثل بحرصه على الوطن والمواطن، وكأنهما أولاده، يحمل همومهما وتؤرق الشاعر، فهو يحمل على كاهله ما تعجز الجبال عن حمله، والحمل يزداد عليه ثقلا عندما يضاف إليهما الهم الشخصي، وكثيرا ما يزاوج بين الهم الشخصي والهم العام، ليصبحا هم واحد، وكأنه بهذا يردنا أن نكون مثله، ننكر ذاتنا في سبيل والوطن والمواطن، وهذا أنبل ما في شعر "منصور الريكان".
هذا الأفكار النبيلة بحاجة إلى وعاء، إلى لغة وألفاظ تحملها لكي تقدمها لنا نحن القراء، اللغة التي يستخدمها الشاعر لغة ممتعة رغم قسوة مضمونها، وهذا ما يميز الشاعر المبدع، يجعلنا نستمتع باللغة وفي ذات الوقت يجلدنا بالمضمون، بالأفكار التي يقدمها لنا، عندما يصارحنا بواقع الحال الذي نعيشه، فهو لا يهادن ولا ينافق، بل يقدم لنا الحقيقة كما يراها هو، الشاعر، وهذا التقديم يكون أما بصورة واقعية أو رمزية، لكنها في كلا الحالتين تصلنا وتؤثر فينا وتؤرقنا كما تؤرق الشاعر، فنكون مثله نبلاء في حمل هموم الوطن ومن ثم نسعي لتخليصه وتخلص أنفسنا مما ينغص حياتنا.
هموم الشاعر
هناك العديد من القضايا التي تؤرق الشاعر وتسبب له حالة الغضب، فحال الوطن والمواطن هما الهم الأكبر عنده، ولا يستطيع السكوت أو التغاضي عما يشاهده من احداث وافعال، إن كانت متعلقة بهما أو بالذي يقوم بالفعل، فهو متأثر ايجابيا، بمعنى أنه يتحدث عن المظلوم والظالم، ويريد أن ينهي معاناة المظلوم، وسادية الظالم واستدامة هذا الظلم، فالحرب التي يشنها الشاعر تسير في ثلاثة اتجاهات، من هنا ستكون معركته شرسة وقاسية، وتتناسب مع شراسة وقسوة الواقع المراد تغيره والقضاء على كل السلبيات التي فيه.
ما يحدثه المفسدون في الوطن يثير الشاعر ويجعله يقاوم هذا الفساد من خلال قوله:
"بنو قرفصة المارقون بنوا حجر الظل عند انحراف النداءْ
ومملكة من خراب أفعالنا اللاهباتْ
نمر العوانس محفوفة باللقاح المهدهد للنور قل لي وما بالنا
سئمنا تراكيب صحو البلاد التي جمرتْ تلاوينها
وعشنا بلا منفذ ننجلي
كإسفنجة مهلهلة واهنةْ
وصيرورة الريح تبني جدارا من الشمع فوق الدفوفْ
فلا طرق نبغي ولا وشمة من الصوفْ
رسمنا أباطيل قرفصة الخائنةْ
وعدنا ندك الأسى في الأيادي المؤمنةْ
هذه حالهمْ
وهذه أحوالنا
نرتق حبر المواجع سيرتنا ننحنيْ
ويا بوح من هدى
بنو قرفصةْ
خائنونْ ..................
النص السابق يحدثنا عما آلت إليه الأوضاع في الوطن "بنو ..مملكة من خراب"، وكيف أمست الأحوال الاجتماعية في غاية السوء " نمر العوانس" ويعري من قام بهذه الأفعال " بنو قرفصة المارقون بنوا" ولا يكتفي بهذا بل يوضح لنا أكثر عندما قال فيهم "بنو قرفصة خائنون"، فالشاعر يتقدم الصفوف ويهاجم الظلام ويعريهم ويكشف لنا ما يقومون به من تخريب وتدمير، إن كان للوطن أو للمواطن، ويصفهم بكل وضوح بالخيانة، فلا مجال لتأويل أو سوء الفهم بغير هذا النعت، الخيانة.
ويكمل لنا الشاعر موقفه من الظلام بقوله:
" ما بدا من جيوب بني قرفصةْ
غير طبل شفيف وترس وسيف صديءْ
ما بدا غير دم ودمع وحبر ذليل"

وكل ما يظهره الظلام من أفعال قد تبدو جيدة، هي في حقيقة الأمر إلا مجرد خداع وزيف، وتسهم في تعميق المأساة الواقعة على الشعب.
الوطن هو المحفز لكل هذه الثورة وهذا الغضب الكامن في الشاعر، فكلما شاهد حدثا أو فعلا يجرح الوطن أو يمس المواطن تشتعل نفسه نارا لتحرق من قام بهذا الفعل:
" ما الطيف قلت لجرحك الدامي الذي ينام ليتكئْ
قلبي على الشطآن مرميا حزين ومنكفئْ
ومرارة العشاق يبنون الأسى من محفل النجمات أن لاذ الطوافْ
أن لا نصاب باختلافْ
قامت قيامتها الحياةْ
ومجندل المقتول يخرج من شفاه نداءه الوطني سيل رضابه يا للعطشْ
أرجوك عش أو لا تعشْ
هذي الحياة ومردها غش وهشْ "


هذا النبل المتمثل بحالة الاضطراب وعدم التسليم بما هو كائن، وانعكاس ذلك على نفس الشاعر التي تمر في حالة صراع، يمثل فحوى الدعوة التي يحملها النص لنا، فهو يدعونا لنكون بمثل هذه النفس النبيلة، التي لا ترضى بالظلم ولا بوجود الظلام.
وجاء استخدام الشاعر لأحداث كربلاء وما جرى فيها من قتل للحسين الذي آثر القتال وعدم التسليم للقوة والأمر الواقع،
" ومجندل المقتول يخرج من شفاه نداءه الوطني سيل رضابه يا للعطشْ"
يمثل ابداع الشاعر في تقديمه للفكرة التي أرد طرحها، فهو يستحضر الفكر الديني لشحذ الهمم وتعبئة النفوس، لكي تكون على اتم الاستعداد لخوض المعركة، وأن لا تتراجع قيد أنملة، وتكون كما كان الحسين في كربلاء، يفضل الموت على الحياة الذليلة.
الوطن، الوطن هو الفاعل والمؤثر والمحفز للغضب ومن ثم للفعل الايجابي، فكما شاهد الشاعر شيئا غير سوي نجده يبدأ في تعريته، ليس لنندب هذا الأمر بل لكي نكون فاعلين، وتكون نفوسنا ابية لا ترضى بالظلم، فهي نفس نبيلة:
" الوهن يرغي والدموع منافذ تبكي وخاصمنا الندي ووهج شاحبة بكتْ
وتعيش يا وطني بكبتْ"
إذن هناك تناقض بين الواقع والشاعر، ولا توجد سنتمر واحد يلتقيان فيه، فلكما وجد شواذ نجده يعاود الهجوم ويشعل المعركة من جديد، فنفسه ترفض/تأبى حتى السكوت عن هذا الأمر، من هنا نجده يخوض الصراعات التي لا تتوقف.
الهم العام يفجر عند الشاعر الهم الخاص، فهمه الشخصي ناتج من تأثير ما يعانيه من هموم عامة، حتى أننا نجد يوحد/يجمع بينهما، وكأنه بهذا يريدنا أن نشعر بثقل الواقع على كاهله، ومن ثم يريدنا أن نسهم في حمل هذه الأحمال لكي ترتاح نفسه قليلا، ولكي نكون مؤثرين ايجابيا في الأحداث، ونحدث خلالا في ميزان القوى، يضعف معسكر الظلام، فيقول في قصيدة "الأسير"
"مازالت عاشقتي الحبلى
تشخرُ ....... تشخرْ
وبساطيل الجند التعبى
تنزف رأسيْ
وأنا ثمل صوتي مُنكرْ
وعريف القاعة محتدماً يحتسي أمسيْ
والقاعة تغرف من كأسيْ"
قد تبدو المسألة شخصية للوهلة الأولى، فالحديث متعلق بعاشقة الراوي، وجنود تثيرون انفعالات نفسية، والمتفرجون يسهمون في زيادة الانفعال السلبي، فهم يشاركون في الضغط الواقع عليه.
لكن إذا ما تتبعنا القصيدة حتى نهايتها سنجد هذا الهم الشخصي متعلق بكل مواطن عراقي، حيث عدد المعتقلين والمفقودين يقارب المليون، بمعنى أن لكل عائلة عراقية فراد أو أكثر أما مفقود أو معتقل،
"نحن الأسرى عيون الريحْ
نخرج من ظل الدرويشْ
ونقلّم أصباغ الموتى
يا حاضنتيْ
يا عاشقتي سنوات مرّ المرسالْ
وأنا مغصوب بالصبرِ"
إذن الهم الشخصي هم عام متعلق بكل أسرة عراقية، وليس بشخص الشاعر وحسب، فرغم أنه يستخدم حرف (ي) الدال على الأنا إلا أنه يحمل المعنى العام، وليس همي أنا.
من المفارقات في هذه القصيدة، أن الشاعر عندما ذكر المرأة وجدنا تأثيرها واضح على لغة النص، بحيث تحولت الألفاظ من القسوة والشدة إلى النعومة والهدوء، فيقول مستحضرا الربة عشتار:
" مهلا مهلا يا سيدتي يا عشتارْ
فالقادم مملوء بماضيْ
قد روّضني وأنا راضيْ
أين عيونك يا سيدتيْ
هلا نغرق في التذكارْ
ونصوغ مناقبنا جدلاً
ونصافح أكوام دثارْ
وحين ننامْ
تأتي الرؤيا وأساريرْ
والطير يفز من الطيرْ
والغيمة تبعث تفسيرْ
وتسرب أوتار المعنى
وتغني يا وطنيْ"
نجد الأفعال التالية "مملوء، روضني، راضي، ونصوغ، ونصافح، ننام، تأتي الرؤية، والطير يفز، وتسرب الأوتار، ونغني يا وطني" كل هذا الافعال والألفاظ تمثل حالة سوية وتعطي مفهوما ايجابيا، على النقيض مما سبقها من ألفاظ، وهذا التأثير الايجابي يمثل مكانة المرأة في العقل الباطن الشاعر، فهي كالبلسم الشافي له، وهذا ما سنتحدث عنه الآن.
المرأة

من يتابع ما يكتب عن المرأة يجد أن هناك شبة اجماع على أنها مخفف للهم، يهرب إليها الكاتب وقت الضيق والشدة، فهي تأخذ المنحى الايجابي عن غالبية الكتاب، أن كانوا كتاب قصة أو رواية أو شعراء، وحتى كتاب النثر نجد تأثيرها الواضح في أعمالهم.
فيقول عنها في قصيدة "وشم الطيوب":
" تدورين نحوي وترسين كالسفن المبتغاةْ
وتأتين شمساً تسايرني في الصلاةْ
وتمضين بين التودد والوهج آمنةْ
رأيت خلاصات عمري وزقورة الوجد هل تصرخينْ ؟؟
مررت بجمع المرابين لا السفه فيك ولكن على أي خيط تكبّرينْ
مسحت الجراح ولمت ماباح عمري وهاج القطا وانفعلْ
وزاوج الطل بوح الحمام وقبّل مُقلْ
سلام عليك وما حطمته الدوافع من رغبة لم تملْ"

الألفاظ التي يستخدما الشاعر في هذا الموضع تشير إلى تأثير المرأة عليه، فرغم غلاظة الأحداث التي يسردها في القصيدة، نجد تأثير المرأة من خلال الألفاظ كان متوازن مع تلك الأحداث، حتى أن الشاعر استخدم كلمة "سلام عليك" وهذا الحضور يشير إلى الأثر الذي تتركه المرأة علينا نحن الرجال.
الرمز والاسطورة والدين
من جماليات النص الأدبي أن ينحى نحو عدم المباشرة، وتخصيب النص بالتراث، واستحضار الاسطورة والملاحم التاريخية، شاعرنا ينتهج هذا الاسلوب في ديوانه، فهناك حضور قوي للنخلة التي ترمز للوطن، ونجد قصائد كاملة تتحدث عن الآلهة العراقية القديمة، ونجد الحضارات السومرية والبابلية والاشورية، ونجد حضور المسيحية والإسلام، ونجد تناص مع تاريخ اليهود في الجزيرة العربية عندما اطلق الشاعر أسم "بنو قرفصة" على من يحكم العراق الآن.
بدون أدنى شك النص ممتلئ بالعديد من اشكال التخصيب، فالنخلة وما تحمله من معنى للعراقي كانت حاضرة وبقوة:
"وداس ضلع نخلة وباح بالتصريفْ"
"سلام على نخلة ندمت ثم قامت تثورْ
وأنت الحبيبة ذات وشم الطيوبْ"
"ونوافذ من تمر يسرقها الرقيقْ" كل هذا يؤكد تعلق الشاعر بالوطن، وتقديمة بشكله الرمزي، الذي يكون أقوى تأثيرا في النفس من المباشرة.
وفي قصيدة البحث عن برج بابل" نجد زخم في تناول الاسطورة وما تحمله من اسماء آلهة عراقية قديمة، من الإله "إنليل" إلى الإله "أشور" وكذلك الأمر بالنسبة إلى التاريخ العراقي القديم،:
" أنا السومري إبن إنليل قال على المهل ثم انطوى تجلى إلى الله قال"
"أجيء برفقة مكتوب فيه لمردوخ ذاك العتابْ"
" هنا كان برجا من الفضة اعتلاه ( نابو بو لاسر ) وسادن القصر ماتْ
أعيدوا مزاج الكؤوس فمردوخ داخ وفزز كل الملوك وأتباعهم ومن سار في الندبة الآن أين الذي دمر البرج أفعالنا
أعيدوا مسارات قلبي وزقورة الشرق للمهد قولوا إلها رحيما وللله راجعة وهجها
صرحها
ونازفة في الديارْ
آه شنعارْ"
"أنا السومري اكدي بابليْ"
" الأحفاد ينزلقون في شُعبِ صاعدة تترى من بواباتك عشتار"ْ

كل هذه الاسماء تمثل تاريخ الحضارة العراقية القديمة، فلها مكانتها ووزنها في التاريخ وفي رسم معالم الحضارة العراقية، وكأن الشاعر من خلال استحضارها يردنا أن نندفع من ماضي العراق إلى الحاضر البائس، وبهذا يكون اندفاعنا محمل بالمعرفة التاريخية والمعنوية العالية معا، مما يجعلنا نرسخ اكثر في قناعتنا بضرورة التقدم من مجد العراق الذي انتهك.
أما الدين وما له من تأثير في نفوس المؤمنين، فأخذ أيضا عناية خاصة من الشاعر، لكنه لم يميز أو يفضل دين على آخر، وكأنه من خلال عدم تميزه/تفضيله دين على آخر يردنا نحن أيضا أن ننتهج بنهجه، ونكون من الذي يحترمون الديانات الأخرى:
" سلام عليك ولو كنت مريم أو فاطمةْ
ولو كنت أي اتجاهْ"
"من ذا يغثني أيها الوجع الصريحْ
صوت المسيحْ .........
ومحمد العربي مركونا فصيحْ
أما أنا ( كالمعمداني ) الطريحْ
وبلا ضريحْ"
" يا نجمة تطوف في الميلادْ
ما زال في بلادنا يغنّي العوّاد"
بهذا الحضور البهي والمتألق والمختزل والجميل للأديان يمكننا أن نتأكد بأن هناك دعوة لكي نكون متمدنين حضاريين، منسجمين فيما بينا، فكلنا أبناء الوطن، وأجزم بأن لفظ "ولو كنت في أي اتجاه" لم تأتي من فراغ، بل أرد من خلالها الشاعر الاصرار موقفه من احترام كافة الأديان، وكان حريصا على تلك الأديان التي تعرض اتباعها للظلم أكثر من غيرهم، كما حدث مع أهلنا من المسيحيين والأزيدين والصائبين.
علاقة الرجال الدين بالسياسة كانت مرفوضة من الشاعر، وفد رسم لنا العديد من المشاهد التي تعريهم، تفضحهم، وكأنه بهذه المشاهد أردنا الانتباه إلى الفوضى التي يسببها تدخل رجال الدين في السياسة،
"مكثت طويلا بباب بلاط بني قرفصةْ
نافثا ما طلى من المكر ظل التراويح للبسمة الناقصةْ"
"وأبو ندبة يتوضأ من رشف الطينْ
كلمات بعثرها الواليْ"
"
اليوم ينهال الرثاء كما المطرْ
ولرب غادرة تحدث نفسها ولرب سائل من بني تعبان يلقي خطبة هوجاء في الجمع المهادنْ
ويدق شق الصف يزرع في الفصول إمارة للسوء تغلو في المآذنْ"
كل هذه الشواهد تبين موقف الشاعر من رجال الدين الذين يستخدمنه الدين في غير مكانه ولتحقيق مآربهم الشخصية، فهذا الطرح التقدمي والواعي لما يفعله المتاجرون بالدين، يفضحهم ويعريهم، وأيضا يجعلنا حذرين منهم.
الحيوانات والطيور والحشرات
عادة ما يستخدم الأدباء ذكر الحيوانات للتعبير عن سخطهم وحنقهم على الواقع المر الذي يعيشونه، فبطل رواية "حين تركنا الجسر" عبد الرحمن منيف صب لجام غضبه على الكلب "وردان" "منصور الريكان" ينتهج هذا النهج أيضا، وكأنه في الا وعي يحدثنا عن حجم المعاناة التي يمر بها.
الديوان في ذكر كبير للحيوانات وللطيور وللحشرات، وفي غالبيتها جاءت بصورة سلبية، وتعبر عن الحالة المزرية التي تواكب واقعنا، وإذا ما استثنينا قصيدة "لمسرح اللوزي" التي تتحدث عن "الكروان والبلبل والعصفور" تكون بقية من ذكر في القصائد بهذا الشكل:
" قد غيروا فيك المراثي أعلنوا سفهاً ولكن حاذروا من أفعوانْ
خبر الدخانْ"
" مر على الطل بومْ"
" وأنا صرصار متواليْ"
" برغوث يغوي برغوثْ"
" بلعنا نجمة الحبر وكانت طيور النوارس في القفز تنحت في أذهاننا"
" وأمر من باب الترقع ساترا شك الغرابْ
كان الطريق إلى الجنون مواقد الدفء الخرابْ
وبلاط صاحبة الجلالة ناقصا وعليه كلبْ"
" يؤسفني إنك كالديكْ"
" هذا لحدك في الأرض وساوم إنك قرفصتْ وأرضك يبلعها الدود وتبتلع أنتْ"
" من يا هذا الموبوء بسفه الذئب وتحيا روحكْ"
"
قالت بلعتك وارتويت وصرت في جوف المنايا عابرا وعليك قمل المهزلةْ"
" هذا الحمار لقد رقصْ"

إذا عدنا إلى ما ذكر نجدها في مجملها تناولت حدث سلبي، أو جاءت بصورة تعكم وتحقير، وهذا الأمر راسخ في ثقافتنا، فعندما نريد ذم أحد نقول "أنت بالقمل، أو كالبرغوث، وكالدود، او كالحمار ,غير ذلك، وبهذا نقترب أكثر من معناة الشاعر، فهو يستخدم هذه الكائنات الحية كإشارة منه للتعبير عما يعانيه من ضغط وهم، حيث ضاقت به السبل، فلم يجد ضرارا في التنفيس عما في نفسه من خلال هذا الأمر.
نذكر بأن الديوان منشور على الحوار المتمدن ويمكن لأي كان الاطلاع على الديوان.

ْ



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -حوار مع فراس حج محمد- حاوره رائد الحواري
- الصراع والتوازن في ديوان -قنص متواصل- عمر أبو الهيجاء
- المرأة هي الملاذ في مجموعة -السيف والسفينة- عبد الرحمن مجيد ...
- المندى والمخاطب في ديوان -قبس- عبسى الرومي
- المنادى والمخاطب في ديوان -قبس- عيسى الرومي
- خراب فلسطين
- قتامة النص في ديوان -كأني أدحرج المجرات- عثمان حسين
- ثقل الواقع على النص في ديوان -أجنحة للإقلاع- أمينة العدوان-
- اليهودي والفلسطيني في رواية -دارة متالون- نهاد توفيق عباسي ا ...
- هيفاء وخليلي وأنا
- -بنية الخطاب في الرواية النسائية الفلسطينية- حفيظة أحمد
- مطاردة شاعر
- القسوة في مسرحية -أضغاث أحلام- سعيد سعادة
- النص الأسود في-حديث النهر- شوقي عبد الأمير
- من مظاهر الفساد
- الواقع والرمز والفانتازيا في رواية -الأبلة ومنسية وياسمين- ا ...
- اللغة بين الشكل والمضمون في كتاب -كأنها نصف الحقيقة- فراس حج ...
- كتاب -في ذكرى محمود درويش- فراس حج محمد
- البطل والمرأة في رواية -الشراع والعاصفة- حنا مينة
- الانذهال بالغرب


المزيد.....




- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
- فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م ...
- ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي ...
- القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - نبل الشاعر في ديوان -صاحب الشأن- منصور الريكان