أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - أمريكا تعيد ترتيب المنطقة..أولها الحلف المصرى السعودى















المزيد.....


أمريكا تعيد ترتيب المنطقة..أولها الحلف المصرى السعودى


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 5134 - 2016 / 4 / 16 - 04:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ فترة والولايات المتحدة تخلط أوراق المنطقة وتعيد ترتيبها كأى لاعب ورق ماهر، فمن الواضح أن أهمية المنطقة تراجعت الى حد كبير فى الإستراتيجية الأمريكية بعد مجموعة من العوامل منها تراجع الحاجة للبترول العربى "خاصة بعد الإكتفاء الذاتى لأمريكا من النفط الصخرى"، وبعد تقلص الخطر النووى لإيران بتوقيع إتفاقية 5+1 ، وأيضا إستبعاد الخطر العسكرى ضد إسرائيل بعد ثورات الربيع العربى ونشأة حالة من الإنكفاء الداخلى لتلك الدول على مشاكل أمنية وإقتصادية داخلية و حالة التمزق والحروب الأهلية بها، وبعد إنتهاء الحرب الباردة بسقوط الإتحاد السوفييتى السابق، كل ذلك ما حدا بأوباما الى تنفيذ عملية إنسحاب منظم من المنطقة بدأها منذ مدة بسحب معظم قواته من أفغانستان والعراق وتحديد الهدف من تدخله بالمنطقة فى حدود الصراع ضد التنظيمات المتطرفة التى تهدد الغرب وإسرائيل وعلى رأسها داعش والقاعدة بقوات محدودة للتدريب وطلعات جوية ضد داعش، على أن تظل دول المنطقة سائرة فى الفلك الأمريكى وتحمى المصالح الإقتصادية للغرب ولا تعادى إسرائيل.
الخلاف الظاهر بين الولايات المتحدة ودول الخليج العربى هو خشية هذه الدول من تخلى أمريكا عنها وإتخاذها موقفا محايدا بينها وإيران والسماح لإيران بدور فى المنطقة من خلال إستخدامها للبعد الدينى فى الصراع فى العراق وسوريا واليمن ولبنان وحتى فلسطين، وقد جاء ذلك على خلفية تهديد ما يسمى بالدولة الإسلامية "داعش" للدول الغربية وأمريكا وإمتداد وجودها الى السواحل الليبية ودول الشمال الإفريقى ومنطقة سيناء وجنوب اليمن ودور الأفكار الوهابية السعودية فى تأجيج ذلك الصراع وصنعها حاضنة لتلك الأفكار السنية المتطرفة وإستبعاد الجانب الإيرانى من لعب هذا الدور كما جاء فى حديث أوباما لصحيفة أطلانتك بزعمه أن الإرهاب يأتى من الجانب السنى فقط ولم تسجل حالة إرهابية أو تفجير إنتحارى شيعى ودعوته الى إقامة سلام بارد مع إيران على غرار العلاقات بين مصر وإسرائيل، وفى ذلك السياق سارعت السعودية للتدخل العسكرى فى اليمن والى إتخاذ موقف معادى للحشد الشعبى بالعراق ولحزب الله فى لبنان مع إحتضانها للمعارضة المسلحة السنية المتشددة فى سوريا ودعم تحالفها مع تركيا، ومعروف أن المصالح فقط هى التى تحرك العلاقات السياسية بين الدول ولا يوجد أى دعم مادى أو عسكرى دون مردود وهذا ما جعل أمريكا تخفض إهتمامها ودعمها لتلك الدول وتسعى للإنسحاب المنظم ( Retrenchment) من المنطقة وتعطى إهتماما أكبر بمراحل للخطر الصينى إقتصاديا وربما عسكريا أيضا.
لاشك أن إسرائيل كان لها المصلحة الكبرى من التواجد الأمريكى المسلح بالمنطقة كعامل امان لها حيث ثبت لها فى حرب 73 أهمية وجود قوات أمريكية قريبة من أراضيها حتى يمكنها نجدتها فى أوقات الضرورة، على أن إسرائيل حاليا تعتبر أنها شبت عن الطوق وتتخذ قرارات منفردة وضاغطة على الولايات المتحدة بما فى ذلك معارضتها للإتفاق النووى مع إيران ورفضها لكل الحلول مع الفلسطينيين، وتتفق مع السعودية نظريا فى مواجهة بقعة الزيت التى سكبتها إيران فى مياه المنطقة، بعد كل ماحدث فقد تركت المنطقة بدون دولة أو تكتل قوى قادر على لم شتات الوضع العربى لتشكيل قوة مركزية حقيقية تمثل رافعة للعمل العربى فى مواجهة التحديات التى تواجهها وعلى رأسها الإرهاب والتمدد الايرانى، ورغم الخلافات السياسية والتوجهات المختلفة بين مصر والسعودية فقد رأت واشنطن أن تكاملهما قد يكون بديلا للوجود العسكرى الأمريكى ويتيح لها إنسحابا آمنا وإستمرار علاقاتها المحورية بالمنطقة ودورها الحصرى فى تسويق سلاحها لتلك الدول ودوام فتح الأسواق العربية لبضائعها مع عدم التهديد المباشر لحليفتها الأساسية إسرائيل وربما قبولها بالمنطقة وإمكانية التحالف معها مستقبلا، ولنجاح عملية تفكيك وإعادة تنظيم المنطقة يُشتَرَط إشراك أكبر دول الشرق الأوسط " التى بقيت سليمة الى حد كبير" والمقبولة من قطاع أكبر من شعوب تلك الدول، ويلعب التباين النسبى فى السياسة الخارجية لمصر والسعودية فى الصراعات القائمة " الموقف من الوضع السورى واليمنى والعلاقة مع إيران" دورا فى ذلك.
التشنج الظاهر فى علاقات الولايات المتحدة بالدب الروسى لا يبدو حقيقيا، فما زالت روسيا بعيدة عن أن تكون منافسا حقيقيا لأمريكا إقتصاديا أو عسكريا ولكن الخطر الحقيقى هو التنين الصينى المنافس القوى والقادم بقوة بالإضافة الى الهند وباقى دول جنوب الباسفيك ومنطقة المحيط الهندى خاصة مع ظروف الأزمة الإقتصادية الى كان أحد أسبابها الإنفاق العسكرى الضخم فى أفغانستان والعراق والذى تجاوز ترليونى دولار، لقد لعب الروس دورا منقذا للأمريكان فى سوريا الذين وصلوا بمجمل سياستهم الى طريق شبه مسدود نتيجة تعقيد داعش للموقف وعدم قدرة المعارضات السورية أو النظام السورى على مواجهتها، وجاء التدخل الروسى لدعم النظام فرصة سانحة أمام الإدارة الأمريكية لتعديل موازين القوى بما سمح للنظام بتحرير تدمر من داعش وتقليم أظافر جبهة النصرة وصولا الى وقف الأعمال العنفية وإدخال المساعدات للمناطق المحاصرة وبدأ التفاوض على حل سياسى.
إن أوباما يفعل الآن تماما مثل ما فعل ريتشارد نيكسون بعد هزيمته وإنسحابه من فيتنام حين عمد الى تقليص الإعتمادات الأمنية – العسكرية المباشرة فى العديد من المناطق وإستبدالها بدعم نظم إقليمية تدور فى الفلك الأمريكى منها شاه إيران وإسرائيل فى الشرق الأوسط والبرازيل فى أمريكا اللاتينية وتركيا فى البلقان وآسيا الوسطى وحلف الأطلسى فى أوروبا، لذا فإن أوباما يسعى حاليا الى تقوية الحلف السعودى المصرى ويسعى الى دمج إيران فى المنطقة وجسر الخلافات المصرية التركية بوساطة سعودية موجها تركيزه الحقيقى الى الصين والداخل الأمريكى الذى بدأ ينحاز الرأى العام فيه أكثر فأكثر الى مشاكله الداخلية وحالة الإسلاموفوبيا التى تفسر الصعود المفاجئ لدونالد ترامب فى الإنتخابات الأمريكية، إن الغرب وأمريكا غير آبهين بمدى مراعاة دول الشرق الأوسط للديموقراطية وحقوق الإنسان وهمّها الأكبر موجه الآن الى وقف تلك الموجة غير المسبوقة من هجرة اللائجين الى الشواطئ الأوروبية، وفى محاولتها لإعادة ترتيب أوراق المنطقة فقد يساعدها فى ذلك الدور السعودى الطموح والذى ظهر بقوة بعد وصول الملك سلمان الى الحكم والذى إستطاع فى أقل من 5 شهور أن يعيد ترتيب مملكته من الداخل وأن يغزو اليمن بعاصفة الحزم ويشكل التحالف الإسلامى ويرسل طائراته الى تركيا تمهيد للتدخل فى سوريا بعكس سابقيه من الملوك الذين لم يظهروا قوتهم المباشرة أو يندمجوا فى تشكيل تحالفات إقليمية، وما إعلان الملك سلمان من القاهرة بموافقته على إقامة قوة عربية مشتركة الاّ جزءا من ذلك التوجه الأمريكى الجديد.



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جنود الأمن المركزى ..عبيد الأسياد المنسيون
- فيلم نوّارة .. أو مرثية ثورة يناير
- بين القاعدة وداعش .. حدود التشابه والإختلاف
- رحيل الدكتور حسن الترابى ..المثير للجدل
- هل تكون السعودية هى الهدف القادم لتنظيم -داعش-؟
- بين الثورة والثورة المضادة
- محمد عبد السلام فرج وكتابه - الفريضة الغائبة-
- هيكل والسلطة ..علاقته بالسادات نموذجا
- حول كتاب -ملّة إبراهيم- لأبى محمد المقدسى
- حول إختطاف ومقتل الباحث الإيطالى..مرّة أخرى
- (الفِلاَح)
- حول كتاب - فقه المقاومة الشعبية للإنقلاب-
- حدود صراع الأجنحة والسلطة
- الأساطير المؤسسة للدولة الإسلامية - داعش-
- الأزيديون .. والملك الطاووس
- حول وحدة اليسار .. عقبات وعواقب
- حول الصراعات القبلية وإنتفاضة الأورومو فى أثيوبيا
- تقرير جنكيز- فار -المراوغ- والموقف البريطانى من الإخوان
- محدودية المواجهات الفكرية مع الإرهاب
- فى سوريا.. العجلة بدأت تدور


المزيد.....




- شاهد ما كشفته صور حطام طائرة ركاب ومروحية في نهر شبه متجمد ب ...
- حماس تعلن مقتل قائد جناحها العسكري محمد الضيف ونائبه مروان ع ...
- ترامب: -لا ناجين- من حادث اصطدام طائرة ركاب بمروحية عسكرية ف ...
- أبو عبيدة يُعلن مقتل محمد الضيف وعدد من القيادات العسكرية لـ ...
- واشنطن.. لحظة اصطدام طائرة أمريكية بمروحية عسكرية ومقتل 64 ش ...
- مقابلة الكلب -رامبو- بمصر
- من قائد -تنظيم إرهابي- إلى رئيس انتقالي.. احتفالات في دمشق ب ...
- خلال لقاء مع حماس.. إردوغان يأمل في نجاح المرحلتين الثانية و ...
- -حياتي ليست أقل قيمة-.. غضب في الأرجنتين من خطط ميلي لإلغاء ...
- مقتل 6 أشخاص بهجوم روسي بمسيرة على بناية سكنية في سومي شمال ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - أمريكا تعيد ترتيب المنطقة..أولها الحلف المصرى السعودى