فائز الكنعان
الحوار المتمدن-العدد: 5133 - 2016 / 4 / 14 - 03:01
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
التعليم والعنف......
ان احد اهم اسباب العنف في العراق والعالم هو التعليم وبالذات التعليم الالزامي والتعليم غير المهني ، فهذا خلق المدينة ومشاكلها، خلق طبقة من انصاف المتعلمين والمثقفين والعاطلين عن العمل و الغير مقتنعين بحياتهم،
فالتعليم غير المهني في النهاية قد ينجح باحسن الاحوال في شخص واحد من كل عشرة ، والتسعة يكونون وقود للعنف والثورة والضجر ،
ان الانسان العامل و الفلاح و الحرفي عادة بسيط، بسيط في حياته وفي متطلباته وقنوع ولا يحتاج الدولة ولا يثور عليها،
لاحظ أن الإنسان الناجح والحرفي ليس لديه وقت للثورة
، فالثورة في النهاية هي مسرح الفاشلين والعاطلين والطبقة الطفيلية...
ماذا استفادت مصر من تعليم جمال عبد ناصر ابن البوسطچي الذي نقل كل امراضه وعقده الى شعبه، لو عاش و مات ناصر پوسطجي او فلاح لكانت مصر باحسن حال،
وكذلك بالنسبة لقاسم وعبد السلام وحسن البكر وصدام و فهد وبقية الثوار، ماذا استفاد العراق من تعليم ابناء العمال والفلاحين الا الثورات والعنف، هؤلاء اللذين حوللهم التعليم الى طبقة طفيلية حالمة بحياة سعيدة لم يجدوها في مكان عملهم .
كيف تتوقع من عاطل عن العمل او شرطي او ضابط في الجيش ان يغير من واقع حياتك؟
انه مثبت احصائيا وعلميا ان العنف يزداد بازدياد التعليم.
ان المدينة هي مسرح الشيطان وملعبها كما يقال.
ان اكبر اغلاط الحضارة كان التعليم العشوائي والالزامي لجميع البشر، فالانسان مبرمج للعمل في الحقل والمصنع وان يكون حرفي، يحس بسعاده غامرة حين يكون هو صاحب العمل ولا يعمل بمواعيد ثابتة وحفنه من البيروقراطيين يراقبون عمله ليحولوا حياته الى جحيم، المهن الحرة واليدوية تعطي قناعة ويتوارثها الاحفاد ولا تحتاج دولة تصرف عليهم، لا تحتاج ضرائب باهضة للتدريب يدفعها الانسان المسحوق اساسا،
بدأت الضرائب بنسب قليلة والان ندفع حوالي 70 بالمائة من رواتبنا من اجل حياة غير مستقرة.
ونحن نعلم انه ليس كل انسان مبرمج ليصبح طبيب او مهندس ليجلس خلف مكتب كبير،
في العراق اهم هدف للتعليم ان يتخرج الكل اطباء ومهندسين، يُخرج العراق سنويأ الالاف من الطلبة العاطلين وخاصة من المهندسين والضباط، وهذا يشكل عبئ على المجتمع ويولد العنف.
لاحظ أن الإنسان حاليا يقضي أجمل سنين حياته في المدرسة، في شي يكرهه ويمقته....
#فائز_الكنعان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟